الشيخ قبلان اتصل ببري وصفير وعون والحريري: أخشى من الانتخاب بالنصف زائدا واحدا ونحن مع الانتخاب مباشرة من الشعب
وطنية - 22/11/2007
استقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان عضوي اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي - المسيحي محمد السماك وحارث شهاب وجرى البحث في التطورات على الساحة الوطنية. وأجرى الشيخ قبلان سلسلة اتصالات تشاورية بحث خلالها في الاستحقاق الرئاسي شملت كلا من: الرئيس نبيه بري، البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، العماد ميشال عون والنائب سعد الحريري. كما عزى الرئيس أمين الجميل في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد نجله الوزير بيار الجميل، وعزى الوزير مروان حمادة بوفاة والدته وعزى النقيب محمد البعلبكي بوفاة زوجته.
واعتبر الشيخ قبلان "ان يوم الاستقلال يوم مشهود له وللاستقلال معان كثيرة، فتارة يستقل الإنسان نفسيا ليتصرف باختياره فيكون حرا لا يفرض احد عليه قراراته، والإنسان بطبعه يميل إلى الحرية وعندما يكون راشدا يختار ما فيه المصلحة لنفسه، وسن الرشد يضفي على صاحبه مسحة من الاستقلالية تجعله مسؤولا عن تصرفاته. وفي يوم الاستقلال عن الأجنبي ورفض الاحتلال يصبح الوطن مالكا لزمام أمره ويصبح معه اللبنانيون أحرارا ضمن قوانين تحفظهم وتنظم شؤونهم، والحرية شيء عظيم عند اللبنانيين، ولبنان اليوم يعيش ذكرى الاستقلال والاستقلال عن الأجنبي ورفض الاحتلال ويصبح الإنسان مالكا لزمام أمره، ويصبح معه اللبنانيون أحرارا ولكن ملتزمون أمام القانون الذي يحفظهم وينظم شؤونهم ".
وقال في الدرس اليومي حول مفاهيم الحج الذي يلقيه في قاعة الوحدة الوطنية في المجلس: "ان ذكرى الحرية أمر عظيم عند اللبنانيين إذ يحيي لبنان ذكرى الاستقلال، فانه يستعيد ذكريات الاستقلال حيث استعاد اللبنانيون العقلاء حريتهم من الاحتلال واخرجوا بلدهم من دائرة الاستعمار، فوضعوا مصلحة بلدهم فوق كل اعتبار، فكان يوم الاستقلال هو يوم حرية لكل اللبنانيين. ففي هذا اليوم خرج اللبنانيون من الوصاية باستقلال بلدهم وعودة الوطن الى أحضان أهله، وعندما يتحرك اللبنانيون بروح مسؤولة في دائرة الديمقراطية، فإنهم يمارسون حريتهم الطبيعية. بيد ان الاستقلال يفقد معناه ويبتعد عن مبتغاه اذا استأثر فريق بالسلطة ونسف معنى الشراكة. ونحن كما نرفض الاستعمار والاحتلال فإننا نرفض منطق الاستئثار لأننا نرى في الشراكة الوطنية بين اللبنانيين تجسيدا للحرية والاستقلال، فلا يجوز ان يكون لبنان وشعبه محكوما لفئة معينة تستأثر بالسلطة وتكون خاضعة للآخرين سواء أكانوا أجانب او قوى إقليمية ومحلية. فالشراكة تتحقق بتعاون اللبنانيين واتفاقهم ومشاركتهم في الحكم لتحقيق الوفاق الوطني".
وقال:" ان المقاومة حفظت لبنان ويجب ان تبقى على عقلانيتها وانضباطها وسلوكها الصحيح، وعلى اللبنانيين ان يحافظوا على الدور الجهادي للمقاومة والجيش اللبناني في الدفاع عن لبنان". ودعا الشيخ قبلان اللبنانيين الى " الوقوف امام معاني الاستقلال والتدبر في شؤون بلدهم لان لبنان يعيش في دوامة وحلقة مفرغة، فيجب ان يتعاون اللبنانيون للخروج منها ولا سيما وان لبنان عاش حقبات رئاسية مختلفة ساد فيها منطق المشاركة وأخرى منطق الاستئثار، لذلك يجب أن يخرج اللبنانيون من المأزق الذي وضعت فيه فئة من اللبنانيين اذ تمسكت برأيها ولم تنظر الى مصلحة لبنان وأمنه خلال توجهاتها ورؤيتها الضيقة ".
ورأى "ان الخروج من المآزق يتحقق بالتشاور والتقارب والتنازل والعمل لمصلحة لبنان، ويجب ان تحصل الانتخابات بروح التوافق لنخرج من الحلقة المفرغة سيما وان لبنان ساحة مفتوحة للدبلوماسية الأجنبية على أعلى المستويات، فهذا الاهتمام الزائد بلبنان يجب ان نستفيد منه، ولولا تدخل وتصدي رئيس المجلس النيابي نبيه بري لحل الازمة السياسية لكان لبنان فاقدا لأهلية الحكم".
وتساءل:" لماذا لا يتعاون اللبنانيون لحل ألازمة الحالية، الا يجب ان يتعظ اللبنانيون من ممارسات الاحتلال وانتهاكاته المستمرة والعدائية ضد لبنان، فيحصنوا ساحاتهم الوطنية بالتعاون والتفاهم، فأجواء لبنان مستباحة ومياهنا منتهكة وبلدنا عرضة للمخاطر فيما اللبنانيون يعيشون الهم والغم المعيشي، وأخشى من انتخاب رئيس بالنصف زائدا واحدا، لذلك أصر ان يكون الانتخاب بنصاب الثلثين حتى تسلم البلد، فإذا فكرت بعض الفئات بانتخاب رئيس بنصاب النصف زائدا واحدا فإنها تتحمل المسؤولية الكاملة إزاء ما يجري، لذلك يجب ان يبتعد السياسيون عن سياسية الارتجال والانفعال التي تضر بمصلحة الوطن، نحن نريد رئيسا توافقيا وإذا أمكن ان ينتخب الرئيس مباشرة من الشعب، فنحن مع هذا الخيار لأنه يجسد خيار الديموقراطية، ونحن لا نمانع ان يترشح أي ماروني حتى ينتخبه الشعب مباشرة طالما أنهم لم يتفقوا في ما بينهم".
واضاف الشيخ قبلان: "نريد إخراج لبنان من المآزق باجتماع النواب، واذا لم ينتخب رئيس بالتوافق سيكون وطننا في فم التنين، لذلك نطالب الجميع بالحكمة والهدوء والروية والعقلانية، فيتنازل اللبنانيون لبعضهم ويخلصوا هذا الشعب من الخلافات والمناكفات. لذلك انصح الجميع ان يحكموا ضمائرهم ويخلصوا البلد من الازمات المتلاحقة فينصاعوا لاوامر البطريرك صفير في اختيار من يراه مناسبا، فلا يجوز ان نعيش الارتباك. نريد لبنان مستقلا بشكل مميز بانتخاب رئيس جديد للجمهورية يحفظ لبنان ويعيد لحمته ووحدته".