تواصل منظمات "الهيكل" الصهيونية تنفيذ اقتحاماتها الجماعية اليومية للمسجد الأقصى التي وعدت بها مسبقاً، وسط صمت عربي ودولي مريب.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية أن أعدادا من المستوطنين استأنفت منذ ساعات الصباح الباكر اقتحامها للمسجد، عبر مجموعات صغيرة ومتتالية من جهة باب المغاربة، برفقة حراسات معززة من عناصر الوحدات الخاصة بالشرطة "الإسرائيلية".
وتزامن ذلك مع تواجد العشرات من المرابطين في المسجد الأقصى وطلاب حلقات العلم داخل المسجد وسط حالة من الترقب الحذر لجولات المستوطنين المشبوهة في مرافقه.
من ناحية أخرى، نظمت مجموعة من المنظمات الصهيونية اعتصاما عند باب المغاربة تضامنا مع المتطرف يهودا غليك وذلك احتجاجا على قرار منعه من اقتحام الأقصى لمدة ستة أشهر بأمر من الشرطة "الإسرائيلية".
وطالب الحاخام الإسرائيلي يسرائيل آرائيل مؤسس معهد "الهيكل الثالث" خلال الوقفة بإلغاء هذا القرار فورا وعدم التضييق على أي يهودي ينوي الصلاة في "جبل الهيكل".
من جانبها حذرت الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات في بيان صحفي، من خطورة مثل هذه الدعوات، معتبرة ذلك انتهاكا صارخا لأماكن العبادة وقدسيتها.
وأكدت الهيئة، أن استمرار السلطات الإسرائيلية بانتهاك حرمة المسجد يتطلب من المجتمع الدولي ممثلا بالجمعية العامة ومجلس الأمن ممارسة الضغط على السلطات الإسرائيلية لوقف انتهاكاتها لأماكن العبادة، وإجبارها على الالتزام بأحكام القانون الدولي.
ودعت في بيانها، مؤسسات المجتمع الدولي المختصة إلى التدخل لحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية التي تتعرض لانتهاكات الاحتلال اليومية، وحماية المواطنين الفلسطينيين من الاعتداءات "الإسرائيلية".
سلطات العدو تعتقل 8 فلسطينيين في الضفة الغربية
في غضون ذلك، اعتقلت قوات الإحتلال 8 فلسطينيين خلال حملة دهم فجر اليوم الإثنين، في الضفة الغربية.
وقال مصدر حقوقي فلسطيني، إن "القوات الإسرائيلية اعتقلت 5 مواطنين من بلدة بني نعيم شرق الخليل، جنوب الضفة الغربية"، لافتاً إلى أن "بين المعتقلين شقيقان من عائلة لحجوج، والثلاثة الآخرين من عائلة المناصرة".
وأضاف إن "القوات الإسرائيلية اقتحمت أحياء عدة من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وشنت حملة دهم طالت العديد من المنازل، اعتقلت خلالها الشاب عبود صبح، وهو الشقيق الثالث لأسيرين في السجون الإسرائيلية". كما اعتقلت سلطات الإحتلال فلسطينيين اثنين من منطقة عين الحلوة شمال الأغوار.
اعتقالات في فلسطين المحتلة
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، عن رئيس مجلس وادي المالح والمضارب عارف دراغمة، قوله إن "جنود الاحتلال اعتقلوا الشابين جاسر قدري، وهلال عادل، بعد مطاردتهما من قبل مستوطنين من مستوطنة مسكيوت". وأضاف إن "المستوطنين منعوا الرعاة صباح اليوم من التحرك في المنطقة، وأغلقوا المراعي عليهم".
توغل صهيوني محدود وسط قطاع غزة
هذا وتوغلت قوة من جيش العدو مسافة محدودة إلى الشرق من وسط قطاع غزة، ونفذت أعمال تجريف.
وقال سكان محليون، إن "أربع جرافات عسكرية إسرائيلية انطلقت من داخل السياج الأمني الإسرائيلي، توغلت مسافة 200 متر شرق قرية وادي السلقا إلى الشرق من دير البلح، وشرعت في أعمال تجريف في الأراضي الزراعية في المنطقة". وأضافوا إن "القوات الإسرائيلية أطلقت قذائف دخانية خلال عملية التوغل".
يشار إلى أن القوات "الإسرائيلية" كثفت في الآونة الأخيرة عمليات التوغل، التي تنفذها في الأطراف الشرقية للقطاع.
’’إسرائيل’’ تحول أراضي غور الأردن الخصبة لمناطق تدريب عسكرية
إلى ذلك، تسعى "إسرائيل" إلى السيطرة على أراضي غور الأردن الخصبة والغنية بمياها الوافرة والاستيطان فيها، لذا حولتها إلى مناطق للتدريبات العسكرية وحرمت سكانها الاستفادة من خيراتها، بحجة كونها أراضي حدودية. كما أرهبت من صمدوا فيها بالألغام والمخلفات العسكرية القاتلة.
شبح التهجير أو الموت بمخلفات جيش الاحتلال الاسرائيلي لا يفارق سكان "خربة وادي المالح" في الأغوار الشمالية، فالمنطقة المعروفة بخصوبة أراضيها ووفرة مياهها، تتميز بأهمية استراتيجية كبيرة "لاسرائيل"، نظراً لكونها منطقة حدودية مع الأردن. واستغلال "اسرئيل" لها يتجلى في تحويلها إلى مناطق للتدريبات العسكرية.
عارف ضراغمة هو من لجان مقاومة الاستيطان في الأغوار تحدث عن تهديدات الجيش "الاسرائيلي" للسكان فقال إن "الجيش الاسرائيلي حول سبعين بالمئة من مساحات غور الأردن إلى مناطق تدريبات عسكرية، ومنع البدو والمزارعين من استغلال أراضيهم، وزرع فيها مئات الألغام لزيادة قلق الفلسطينيين، وإرغامهم بشكل ممنهج على التخلي عن أرزاقهم ومنازلهم".
أما أم حمد فهي بدوية تحدثت بدورها عن النوم في العربات بسبب المناورة العسكرية. وهيجر هي طفلة أخرى تتحدث عن الخوف من إطلاق الرصاص.
معاناة الفلسطينيين في الأغوار الشمالية لا تتوقف هنا... فاسرائيل تسيطر على معظم برك تجميع المياه في المنطقة، وتفرض اغلاقاً عسكرياً على أراضيها، بهدف تحويلها إلى تجمع مستوطنات صناعية.