عادت أعمال العنف لتحصد أرواح المزيد من العراقيين الذين لم يعتادوا على الهدوء الذي عمّ البلاد خلال اليومين الماضيين، فقد قضى 50 شخصاً على الأقل بتفجير سبع سيارات مفخخة في بغداد وسيارتين أخريين في الموصل، في وقت حمّل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أصحاب الفتاوى التكفيرية مسؤولية إراقة الدماء في العراق، مشيراً إلى أن أعمال العنف والتفجيرات يقوم بها عناصر يدخلون عبر البوابة السورية.
وقال المالكي، في تصريحات صحافية على هامش حفل زفاف جماعي أقيم في قضاء الهندية شرقي مدينة كربلاء، إنه لن تكون هناك حرب أهلية في العراق لأن العراقيين ذاقوا، وفقاً له، مرارة شيء يسير منها في فترة ما بعد حادثة تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء في العام 2006. وقال «إننا سيطرنا على الحرب الأهلية في إطار المصالحة الوطنية حينما اتفقنا على تفعيل القواسم المشتركة بين أبناء الشعب بكل مكوناته ومذاهبه».
ولفت رئيس الوزراء العراقي إلى أن «أعمال العنف والقتل والتفجيرات في العراق يقوم بها عناصر يدخلون عبر البوابة السورية»، مشيراً إلى أن «العالم انتبه إلى أن عاصفة الإرهاب لن تبقى في حدود سوريا والعراق ولبنان ومصر وليبيا وإنما ستنتقل إلى دول أخرى».
وبموازاة ذلك، أعلن المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي علي الموسوي، أن بغداد بدأت في تلقي أسلحة من روسيا بموجب الصفقة التاريخية البالغة قيمتها 4,3 مليار دولار، والتي وقعت العام الماضي لكن ألغيت لاحقاً وسط مزاعم فساد. والعقد الموقع في شهر تشرين الأول العام 2012 يعدُ بأن يجعل روسيا ثاني اكبر مزود للعراق بالأسلحة بعد الولايات المتحدة.
وقال الموسوي أن بغداد قررت في نهاية الأمر إبقاء الاتفاق مع موسكو بعد إجراء مراجعة. وأضاف، في حديث متلفز، أنه «كان لدينا شكوك حول هذا العقد... لكن في نهاية الأمر تم توقيع الصفقة.
وقد أشارت تقارير إعلامية روسية سابقة إلى أن الصفقة شملت 30 طوافة هجومية من نوع «مي ــ 28» و42 من أنظمة الصواريخ «بانتير ــ اس 1» أرض جو. (أ ف ب، أ ب، أ ش أ)
وعلى صعيد آخر، يستعد المالكي للتوجه إلى الولايات المتحدة الأميركية في زيارة رسمية قال مقربون منه إنها ستركز على البحث في تنفيذ اتفاق سابق لتسليح الجيش وتبديد الشكوك الأميركية بسماح العراق بعبور الأسلحة الإيرانية إلى سوريا عبر أجوائه.
وتأتي الزيارة على وقع تصاعد مستمر في أعمال العنف أدى منذ مطلع العام إلى قتل وجرح آلاف العراقيين، ووسط تعقيد في الأزمة السورية، والانفراج النسبي في العلاقات الإيرانية الأميركية.
وأوضح القيادي في «حزب الدعوة» بزعامة المالكي، النائب عبد الهادي الحساني في تصريح إلى «الحياة»، أن «من اهم الملفات التي سيناقشها رئيس الوزراء تزويد القوات العراقية أسلحة حديثة وتقنيات متطورة لمحاربة الإرهاب، وتذكير واشنطن بالتزاماتها تجاه العراق ، في إطار الاتفاق الاستراتيجي بين البلدين». وأوضح أن «العراق في حاجة إلى منظومة دفاعية متطورة لضبط الأمن، وبصورة عاجلة، وأعتقد بأن رئيس الوزراء سيناقش ذلك بصراحة مع واشنطن».
وأشار إلى أن القضايا الإقليمية، ومنها الأزمة السورية وتطورات الأحداث في المنطقة ستكون ضمن جدول أعمال الزيارة.