انباء عن عمليات إرهابية تستهدف تونس بعد اعتقال "أبو أنس الليبي"!
تونس ـ روعة قاسم
قام رئيس الوزراء الليبي علي زيدان بزيارة خاطفة إلى تونس لم تدم سوى سويعات معدودات تمت فيها مناقشة المسائل الأمنية بين البلدين وتزامنت مع تحذير الولايات المتحدة لرعاياها بالسفر إلى تونس. وقد ربط جل الخبراء والمحللين بين هذين الحدثين وحادثة اختطاف مسؤول تنظيم القاعدة "أبو أنس الليبي" من أمام منزله بالعاصمة الليبية طرابلس.
فالمتداول في جل وسائل الإعلام التونسية، وفقا لمصادر أمنية، أن تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي ـ الذي تقاطرت عناصره على ليبيا بعد الإطاحة بالقذافي وإثر تفكيك البنية التحتية لهذا التنظيم في شمال مالي من قبل القوات الفرنسية ـ عازم على شن عمليات إرهابية داخل التراب التونسي يستهدف من خلالها مصالح غربية ردا على اعتقال أبو أنس".
أهمية استخباراتية
ويتهم "أبو أنس الليبي بالضلوع في تفجير سفارتي الولايات المتحدة الأمريكية في نيروبي ودار السلام (كينيا وتنزانيا) سنة 1998، ولدى هذا "الرجل" شبكة من العلاقات مع عناصر التنظيم في شتى أنحاء العالم ما يجعل منه كنزا ثمينا لأي جهاز استخبارات. وهو ما جعل الولايات المتحدة تخاطر وتقبض عليه في عقر داره وأمام منزله بل وترسل كوماندوس يتولى هذه العملية.
وفي هذا الإطار أوضح الخبير التونسي المختص في شؤون الجماعات الإرهابية رياض صيداوي في حوار مع موقع "العهد" الإخباري أن "عملية اعتقال أبو أنس الليبي هي عملية دقيقة، إذ ليس من السهل إرسال كومندوس في هذا الظرف الدقيق من أجل إختطاف أحد أخطر قياديي القاعدة. ومن الناحية القانونية يعدّ هذا العمل اختراقا لسيادة دولة أخرى ما يعني أهمية المدعو "أبو أنس".
انتزاع اعترافات
وعن علاقة هذا الاعتقال بدعوة أمريكا مواطنيها الى تجنب السفر الى تونس فأجاب :"من الوارد أن تكون الجهات الأمريكية قد انتزعت اعترافات من الإرهابي "أبو أنس الليبي" تكشف عن لائحة استهدافات كانت تعد لها القاعدة في تونس، خاصة أن واشنطن تمتلك وسائل طبية متطورة قادرة على انتزاع الاعترافات حتى من دون إرادة الشخص".
وأضاف "إن أجهزة الإستخبارات الأمريكية تمتلك وسائل وإمكانيات وجيشا من الجواسيس يمكنّها من إختراق الخلايا الإرهابية وأكبر دلالة على ذلك الرسالة التي بعث بها جهاز الـ "سي آي إيه " إلى الجهات الأمنية التونسية وحذر خلالها من إمكانية استهداف الشهيد محمد البراهمي قبل أيام من اغتياله. كما أن هناك مسؤولا أمنيا تونسيا سابقا مقيما في باريس سبق وأن كشف عن وجود لائحة عمليات تعدها هذه الجماعات التابعة للقاعدة من أجل استهداف دبلوماسيين فرنسيين وأمريكيين على الأراضي التونسية".
خشية أمريكية
واعتبر صيداوي أن هناك علاقة وثيقة بين ما يحدث في مالي والجزائر وليبيا وما يحدث في تونس. وأضاف أن واشنطن غضت الطرف عن مشاركة هذه العناصر الجهادية في الحرب ضد القذافي لكن سرعان ما انقلب الأمر عليها وقامت هذه العناصر التي دعمتها باستهداف مصالحها في ليبيا. وهذا ما يفسر خشية واشنطن من تكرار نفس الخطأ في سوريا من خلال دعم "جبهة النصرة" بالسلاح لاسقاط النظام في سوريا.
ولفت صيداوي النظر إلى أن أمريكا أرادت من خلال اختطاف "أبو أنس الليبي" أن تثأر لمقتل سفيرها في بنغازي على يد هذه الجماعات التي يقودها. وتوقع حدوث عمليات مشابهة خلال الفترة القادمة باعتبار أن أمريكا لديها لائحة "جهاديين" متورطين في حادثة بنغازي تضمّ تونسيين وجزائريين وليبيين.
يشار إلى أن الجيش التونسي هو الآن في حالة استنفار قصوى وقام نتيجة لهذه المعطيات بتعزيز تواجده على كامل الحدود التونسية الليبية وأقام الحواجز لتفتيش السيارات القادمة من ليبيا وهو الذي أعلن في وقت سابق أن الصحراء التونسية منطقة عسكرية وهي التي كانت تعج بالسياح الأجانب هواة السياحة الصحراوية. كما أن الجيش الجزائري عزز مؤخرا من تواجده على الحدود التونسية الجزائرية الليبية بعد تواتر المعلومات الإستخبارية عن عمليات ضخمة تسعى القاعدة لتنفيذها في المنطقة.