حسين مرتضى
انطلق العمل الجدي للفريق التقني الاستطلاعي، المكلف بتطبيق القرار الاممي الخاص بتفكيك الاسلحة الكيميائية السورية،بعد وصوله أمس الخميس إلى دمشق قادماً من بيروت.
الفريق المكون من 34 شخصاً، بينهم 20 خبيراً و 15 إدارياً، فضلاً عن معدات لتنفيذ مهمتهم في سوريا، يضم خبيراً روسياً واحداً وبمشاركة صينية من خلال نائب رئيس البعثة، وخبراء أمريكيين وفرنسيين وبريطانيين ومن جنسيات مختلفة.
ويتكون الفريق الذي لم يحدد بعد مدة زمنية لإنهاء مهمته، من علماء في الكيمياء وأطباء شرعيين ومتخصصين في الأسلحة الكيمياوية. ومن المقرر أن يلتقي الفريق بفريق تقني سوري، بالإضافة إلى شخصيات أمنية وسياسية رفيعة المستوى، للتحقق أولاً من اللائحة التي أرسلتها السلطات السورية الى لاهاي، حول مواقع الإنتاج والتخزين، وبعدها يتم وضع الخطة التقنية اللازمة لمساعدة الجانب السوري في تفكيك مخزونه من الاسلحة الكيميائية، والإطلاع على رؤية الجانب السوري وتصوراته كاملة على الأرض كحالة مكملة للتفاهم الذي وقعته الحكومة السورية مع المنظمة في لاهاي قبل اسبوع.
في هذا الاطار، قالت مصادر مطلعة لمراسل " العهد" إنه من المقرر أن يجتمع الفريق مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد لبحث مسائل التموين والتجهيز مع وزارة الخارجية في دمشق، قبل تفقد المواقع وتقييم الوضع فيها.
وبحسب تقديرات المصادر المطلعة، فإن سورية تمتلك أكثر من ألف طن من الأسلحة الكيميائية، بينها نحو 300 طن من غاز الخردل والسارين، موزعة على نحو 45 موقعا في مختلف انحاء البلاد. ومن المقرر ان يقوم المفتشون بزيارة هذه المواقع خلال 30 يوما، في اطار اتفاق اميركي روسي، اعلن في 14 سبتمبر/ ايلول، ويقضي بتدمير الترسانة الكيميائية السورية بحلول منتصف العام 2014.
وتابعت المصادر إن "المفتشين سيقومون في البداية بتفحص المواقع المذكورة في القائمة التي سلمتها دمشق لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية". كما من المفترض انهاء عملية التفتيش قبل نهاية الشهر، والأولوية ستتمثل في التأكد من ان مواقع انتاج الأسلحة لن تكون صالحة للاستخدام قبل نهاية تشرين الاول او مطلع كانون الاول. ولهذه الغاية ستُستخدم طرق سريعة كما وصفتها المصادر تبعا لكل وضع.
وأشارت إخطارات خاصة لخبراء الأسلحة، وجهت لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية، الى أن معظم الأسلحة الكيمياية السورية من سلائف كيماوية تستخدم في تصنيع غازات الأعصاب، التي وصفت بأنها في شكل "شحنة سائلة"، وان انتاج غاز السارين يحتاج إلى مزج نوعين من السلائف الكيماوية، بواسطة معدات خاصة، في الوقت الذي تعبأ فيه المواد السامة في الصواريخ أو القنابل أو القذائف. واعتبر خبراء الأسلحة الكيميائية أن تدمير هذه السلائف الكيماوية أسهل بكثير من تدمير السارين السائل الجاهز للاستخدام أو الرؤوس الحربية التي سبق وجهزت بالغاز السام.
الى ذلك، قال مايكل كولمان، وهو كبير العلماء بشعبة الأمن القومي في شركة "باتيل" التي أشرفت على تدمير كثير من الأسلحة الكيماوية الأميركية خلال الحرب الباردة "إذا كانت الغالبية العظمى من الأسلحة تتكون من سلائف في شكل سائب، فسيكون هذا شيئا جيدا للغاية. إننا الآن نتعامل مع مخزونات كبيرة من المواد الكيماوية التآكلية والخطيرة، ولكنها ليست غازات أعصاب، علاوة على أن تدمير تلك المواد الكيماوية في متناول اليد".
أما داريل كيمبال، وهو مدير رابطة مراقبة الأسلحة التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، فراى أنه في حال تمكن المفتشون التابعون للأمم المتحدة من تدمير نوع واحد على الأقل من السلائف - أو تدمير المعدات التي تستخدم للقياس والتعبئة - فسيتمكنون حينئذ من منع السلطات السورية من شن أي هجوم كيماوي، حتى قبل تدمير مخزون البلاد من الأسلحة الكيماوية بشكل كامل.
وأضاف كيمبال إن "معدات المزج نفسها أساسية في عملية استخدام المواد الكيماوية. إذا ما أعطيت أولوية لتدمير المعدات، فيمكنك حينئذ منع دمشق من استخدام هذه الأسلحة مرة أخرى على الأراضي السورية".
وفي خضم تلك الاجراءات، أكدت المصادر لمراسل "العهد" أن الحكومة السورية تتعاون بشكل فعال مع الفريق الاممي، والذي حصل على تأشيرات دخوله لسورية خلال ساعات من تقديم الطلب للسفارة السورية في بيروت، معتبراً ذلك مؤشرا ايجابيا على للتعاون السوري مع الفريق الاممي المكلف بتنفيذ المرحلة الاولى لتفكيك الاسلحة الكيميائية السورية.