الشيخ قاووق: لسنا أصحاب مشروع أمن ذاتي لكن لا يمكن أن نتساهل بحماية أهلنا وشعبنا
أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة الشيخ نبيل قاووق "أننا الآن في مرحلة جديدة، فعندما أرادوا أن يحاصروا دور المقاومة في لبنان وجدوا أنها في المعادلات الصعبة تُثبت تشكيل المعادلة الأصعب، وهذا مفخرة للوطن وعنوان مجد للبنان، فالتطورات الأخيرة أكدت الضرورة الاستراتيجية لسلاح المقاومة في حماية الوطن من أي محاولة إسرائيلية لاستغلال الأزمة في سوريا"، مشدداً على أنه "لولا جهوزية المقاومة وإبقاء يدها على الزناد لكانت إسرائيل ما تأخرت عن استغلال الأزمة في سوريا وضرب لبنان، وأن هذا انتصار لإستراتيجية المقاومة التي تحمي الوطن والكرامات".
كلام الشيخ قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة ذكرى مرور ثلاثة أيام على استشهاد المجاهد علي حسين خليل في حسينية بلدة المنصوري بحضور عضو كتلة التنمية والتحرير النائب عبد المجيد صالح، ومسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.
وإعتبر الشيخ قاووق أن "الإسرائيليين طالما راهنوا على إضعاف المقاومة من خلال الأزمة في سوريا، وعندما جرى تهديدها بالعدوان كانت عينهم على المقاومة لإضعافها واستنزافها وحصارها، ولكنهم اعترفوا أن العقبة الأساس أمام أي عدوان إسرائيلي أو أميركي في المنطقة هي قوة ومعادلات ومفاجآت محور المقاومة مهما بلغ حجم الحشودات والتهديدات".
ولفت الشيخ قاووق إلى أنه "وبعد الذي حصل في التطورات السورية تكشفت كل الأوراق واتضح أن حقيقة الأهداف في العدوان على سوريا لا تتصل بمصالح الشعب السوري، إنما المستهدف هو قوة وموقع ودور سوريا في المعادلة الاقليمية، وخدمة المشروع الإسرائيلي بتدميرها"، مضيفاً أن "هناك دولاً عربية تقف في خندق واحد مع إسرائيل وأميركا ضدّ سوريا، لا بل إن حجم أحقادهم وعدائهم للشعب السوري تجاوز الأحقاد الإسرائيلية والأمريكية، وقد أصيبوا بالخيبة والخذلان لأن سوريا لم تُضرب، وبدأوا بالتحريض والتضليل والتصعيد الإعلامي، بحيث فضحوا أنفسهم ونواياهم سواء كانوا دولاً عربية أو أدوات لبنانية وسورية".
وأشار الشيخ قاووق إلى أن "فريق ١٤ آذار الذي رفع شعار "ثقافة الحياة" نجده في خندق واحد مع التكفيريين الذين هاجموا معلولا، كما نجده يحرض على الحروب والعدوان على سوريا ويراهن على الموت وسيل الدماء فيها، وكلما طالبنا بحل سلمي واستقرار في سوريا نجده يطالب باستمرار الأزمة هناك وبالمزيد من التحريض والتسليح"، متسائلاً "كيف لهم أن يطالبوا بالالتزام بإعلان بعبدا وضرب سوريا في آن؟ فأين شعار تحييد لبنان، ولماذا انخراطهم في التحضير للعدوان على سوريا؟".
ورأى الشيخ قاووق أن "فريق ١٤ آذار يحرض مجدداً على سوريا لأن الحل والاستقرار والحلول السلمية والسياسية لا تخدم أطماعهم وأحقادهم، وفي الوقت الذي لم نراهن نحن فيه على تطورات الأزمة في سوريا لقلب المعادلات في لبنان، نجدهم يراهنون على وهج العدوان على سوريا لقلب المعادلات في لبنان ويطالبون بفيتو على مشاركة حزب الله في الحكومة، إلا أنهم لم يحصدوا من ذلك إلا الحسرة والخيبة الكبرى، لأن قرارهم ليس بأيديهم، بل هم أسرى قرار الداعمين العرب، وقرار تعطيل الحكومة الآتي من الصحراء".
ونبّه الشيخ قاووق من "أنهم مهما انتظروا وراهنوا فإن الواقع والمعادلات الداخلية أقوى من كل الرهانات، فنحن كنا ولا زلنا نراهن على حكومة مصلحة وطنية، تكون فيها شراكة عادلة وفاعلة لكل مكونات الوطن، إلا أن خيبة فريق 14 آذار من التطورات في المنطقة زادت توترهم بحيث فقدوا أعصابهم وبدأوا بموجة جديدة من التحريض والتضليل باتهام حزب الله بالأمن الذاتي"، مؤكدا أن "هذا كلام باطل لأنهم هم من أضعف الجيش وأعاق تسليحه وتعزيزه، في وقت كنا نحن نتمنى أن يصبح الجيش اللبناني قادراً على حماية كل المدنيين حتى نخرج من الشارع"، ومشدداً على أننا لسنا أصحاب مشروع أمن ذاتي لكن لا يمكن أن نتساهل بحماية أهلنا وشعبنا، فهل المطلوب أن نترك الشوارع وأبواب الضاحية مشرعة أمام جماعات التكفير والتفجير والقتل؟.