أكد مجلس الأمن الدولي أن أعضاءه يتفقون على ضرورة "إيضاح" حقيقة الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيميائية في ريف دمشق، لكنه لم يصل إلى حد المطالبة صراحة بأن يقوم محققو الأمم المتحدة الموجودون حاليا في سورية بالتحقيق في الحادث.
وقالت مندوبة الأرجنتين الدائمة لدى الأمم المتحدة ماريا كريستينا برسيفال (التي تترأس مجلس الأمن هذا الشهر) للصحفيين بعد اجتماع طارئ مغلق للمجلس إن "شعورا قويا بالقلق من هذه المزاعم وضرورة إيضاح ما حدث، يسود المجلس، ويجب متابعة الوضع عن كثب".
ولم يوجه المجلس دعوة صريحة إلى إجراء تحقيق دولي، لكنه أشاد بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى التحقيق.
وأضافت برسيفال أن "أعضاء مجلس الأمن رحبوا أيضا بتصميم الأمين العام على العمل لضمان تحقيق شامل محايد وفوري".
وقالت مصادر دبلوماسية إن روسيا والصين عارضتا أي تعبير في بيان المجلس يطالب صراحة بإجراء تحقيق للأمم المتحدة.
مصدر امني سوري يجدد نفي استخدام اسلحة كيميائية لانه "انتحار سياسي"
في غضون ذلك، نفى مصدر امني سوري لوكالة الصحافة الفرنسية استخدام أسلحة كيميائية تزامناً مع اليوم الاول من عمل فريق خبراء الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية في سوريا، لان ذلك يعتبر "انتحارا سياسيا".
وأوضح المصدر أن أمس الاربعاء كان يوم العمل الاول بالنسبة الى بعثة الامم المتحدة للتحقيق حول الاسلحة الكيميائية التي وصلت الى دمشق الاحد الفائت. ما يعني أن "استخدام اسلحة كيميائية في هذا الوقت يشكّل انتحاراً سياسياً".
وأضاف أن "كل المحللين يؤكدون ان ليس في مصلحتنا في الظروف الحالية استخدام اسلحة كيميائية فيما اللجنة موجودة في سوريا".
طهران ترفض اتهام دمشق باستخدام الكيماوي
هذا ورفضت إيران الاتهامات الموجهة لحكومة دمشق باستخدام أسلحة كيماوية، ووجهت بدورها اتهامات لمقاتلي المعارضة بالمسؤولية عن مثل هذا الهجوم، في حال تأكدت الشبهات، حسبما أوردت وكالة الأنباء الإيرانية "إيرنا".
وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو، إنه "إذا صحت معلومات استخدام أسلحة كيماوية (في سوريا)، فإن مستخدميها هم بالتأكيد المجموعات الإرهابية والتكفيرية التي أثبتت أنها لا تتوانى عن ارتكاب أي جريمة".
وتساءل ظريف "كيف يمكن للحكومة السورية ارتكاب مثل هذا العمل في حين أن مفتشي الأمم المتحدة موجودون في دمشق وأن دمشق تصد الارهابيين؟"
واتهم مجموعات المعارضة المسلحة السورية مؤكداً أن "من مصلحة المجموعات الإرهابية تصعيد الأزمة وتدويلها".
وأوضح أن إيران "على اتصال مع الحكومة السورية لدرس مختلف أوجه هذه المسألة"، مذكراً بأن طهران "تندد بشدة بأي استخدام للأسلحة الكيماوية".
الخارجية الروسية: الصاروخ بالمواد الكيميائية اطلق على الضواحي الشرقية لدمشق من مواقع المسلحين
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش قد أعلن أن الصاروخ بالمواد الكيميائية أطلق على الضواحي الشرقية لدمشق من مواقع المسلحين. وأضاف في بيان "الصاروخ يدوي الصنع مماثل للصاروخ الذي استخدمه الارهابيون في 19 مارس/آذار بخان العسل، ويحتوي على مواد كيميائية سامة لم يتم تحديدها بعد". وقال لوكاشيفيتش إن "ما يلفت الانتباه، هو أن وسائل الاعلام الاقليمية المنحازة بدأت فوراً، وكأنها تلقّت أمراً، بهجوم اعلامي شرس، وحملت الحكومة السورية كامل المسؤولية، وعلى ما يبدو، فأنه ليس من قبيل الصدفة، كما يبدو أن ادعاءات قد ظهرت في وقت سابق، بما في ذلك في الأيام الأخيرة، نقلت عن مصادر معارضة، باستخدام السلطات السورية للأسلحة الكيماوية، لكنها لم تتأكد فيما بعد. وإن كل ذلك لا يمكن إلاّ أن يبعث على التفكير في أننا نرى عملاً استفزازياً آخر، مخطط له مسبقاً". وأشار لوكاشيفيتش إلى أن ثمة دلالة اخرى تؤكد هذه الفرضية وهي توقيت ظهور هذه الأنباء، حيث تزامن ذلك مع مباشرة فريق خبراء الأمم المتحدة عمله للتحقيق في المعلومات عن استخدام السلاح الكيميائي.
فرنسا تلوح بالقوة إذا ثبت "كيماوي سوريا"
من جهة أخرى، قالت فرنسا إنه سيكون على المجتمع الدولي أن يرد بالقوة اذا ثبت أن الجيش السوري شن هجوما كيماويا على المدنيين.
وقال وزير الخارجية لوران فابيوس لشبكة (بي.إف.إم) التلفزيونية الفرنسية إن "المجتمع الدولي يجب أن يرد بالقوة في سوريا"، مستبعدا إرسال قوات برية.
وأضاف أنه اذا كان مجلس الأمن الدولي لا يستطيع اتخاذ قرارفإنه يجب اتخاذ قرار "بطرق أخرى".
وزير الخارجية التركي : تم تجاوز "الخط الاحمر" في سوريا
تركيا أيضاً، طالبت على لسان وزير خارجيتها احمد داود اوغلو من برلين الأسرة الدولية بـ"التدخل في سوريا"، معتبرة أن "الخط الاحمر تم تجاوزه منذ فترة طويلة".
وقال داود اوغلو بعد لقاء مع نظيره الالماني غيدو فسترفيلي: "نطالب الاسرة الدولية بالتدخل ما ان يكون ذلك ممكناً في هذا الوضع حيث تم تجاوز الخط الاحمر منذ فترة طويلة". بحسب تعبيره.
تقدم واسع للجيش السوري في حي جوبر واكتشاف أنفاق قرب نهر "تورا"
ميدانياً، نفّذت وحدات الجيش السوري عملية عسكرية نوعية استعادت من خلالها السيطرة على أجزاء مهمة من حي جوبر شرقي العاصمة دمشق من بينها دوار "المناشر" و"المعاهد" ومدرسة "محمد الدرّة"، كما تمت استعادة كهرباء مدينة دمشق بشكل كامل.
وأثناء اقتحام الحي تبيّن أن المسلحين حفروا أنفاقاً من نهر "تورا" باتجاه البنى التحتية السكنية.
وأوضح مصدر عسكري أن هدف الجيش القادم سيكون السيطرة على مبنى "المعلّمين" في الحي تمهيداً لبسط السيطرة الكاملة على الحي بأكمله خلال اليومين القادمين.