أعلنت وزارة الصحة المصرية الخميس ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية جراء الاشتباكات التي شهدتها القاهرة والمحافظات بعد عملية فض الاعتصامات في ميداني "رابعة العدوية" و"النهضة" إلى 421 قتيلا وأكثر من 3500 جريح. ودعت التيارات السلفية الحكومة إلى الاستقالة، في الوقت الذي نفى فيه الجيش مشاركة القوة 777 بالعمليات.
وقال محمد فتح الله، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة المصرية، إن حصيلة القتلى بلغت 421 حالة، إلى جانب 3572 مصابا، خرج 466 منهم من المستشفيات بعد تلقيهم العلاج وتحسن حالتهم.
وبحسب فتح الله، فقد قتل 137 شخصا في ميدان "رابعة العدوية" مقابل 57 في "النهضة"، في حين سقط 29 قتيلا في حلوان، وتوزع سائر القتلى على باقي المحافظات.
حزب "النور" يدعو الببلاوي للاستقالة والجيش ينفي اشراك وحداته الخاصة في فض الإعتصامات
من جانبه، أكد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية على صفحته بموقع "فيسبوك" عدم صحة مشاركة عناصر من "الوحدة 777 قتال" أو أي من الوحدات الخاصة التابعة للقوات المسلحة في فض الاعتصامات، بعدما راجت شائعات في هذا الإطار.
ومن جهته، طالب حزب النور السلفي، الذي يعتبر من بين القوى الموافقة على "خريطة المستقبل" وعزل الرئيس محمد مرسي، باستقالة حكومة حازم الببلاوي، وذلك في بيان مشترك أصدره مع تنظيم "الدعوة السلفية."
وجاء في البيان، الذي نقلت تفاصيله وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، أن الدعوة إلى الاستقالة تأتي "حتى يتسنى لحكومة أخرى أن تتحمل هذه المسؤولية التي تحافظ على وحدة البلاد والدولة وبقائها وتحافظ على حرمة النفوس."
وقال الحزب في البيان، إن ما حذر منه منذ مدة طويلة من "خطر سفك الدماء" قد وقع، ونوه إلى ضرورة "التصدي للوجه المتطرف في العلمانية الذي أطل في كثير من وسائل الإعلام"، ودعا البيان "جميع العقلاء من جميع الاتجاهات" إلى المساعدة في التوصل إلى "حل سلمي للأزمة" مع تأكيد رفض "الخطاب التكفيري العنيف الذي استعمله البعض" بحسب البيان.
في غضون ذلك، أعلنت جماعة "الإخوان المسلمين" في بيان إنها ستنظم مظاهرات اليوم انطلاقاً من مسجد الإيمان الواقع قرب ميدان رابعة العدوية في القاهرة، وذلك احتجاجاً على سقوط قتلى خلال فضّ اعتصاماتها بالقوة.
إلى ذلك، أوضح وزير الخارجية المصري، نبيل فهمي، أن قرار فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة تم في إطار القانون، وأضاف أن "المسؤوليات التي تتطلع إليها أي حكومة ديمقراطية تتمثل في حفظ الأمن والنظام العام".
هذا وعادت حركة المرور إلى السريان في منطقة رابعة العدوية، عقب انتهاء قوات الأمن، من إزالة المخلفات الناتجة عن فض اعتصام مؤيدي الإخوان، في حين تقوم الجهات المعنية بالنظافة، بإتمام عمليات تنظيف الميدان.
وعبر عدد من المارة عن سعادتهم لفض الاعتصام، مستخدمين أبواق سياراتهم، في الوقت الذى ظهرت فيه ملامح الفرح والسعادة على قاطني المنطقة إلى الحد الذى دفع بعضهم إلى توزيع العصائر على المارين من الميدان.
وزارة الداخلية تضع خطة متكاملة لحماية مؤسسات الدولة ودور العبادة
هذا وقد أعلنت وزارة الداخلية المصرية عن أنها وضعت بالتنسيق مع القوات المسلحة خطة متكاملة لحماية مؤسسات الدولة والسفارات الأجنبية ودور العبادة والمنشآت الخاصة، استعدادا لأي عنف قد يقدم عليه أنصار جماعة الإخوان، خلال المظاهرات المقررة غد الجمعة.
وكشفت مصادر أن الخطة تشمل حماية جميع الكنائس ودور العبادة على مستوى الجمهورية من خلال الدفع بأعداد كبيرة من القوات والآليات.
وأوضحت المصادر أن إعداد الخطة جاء ردا على سلسلة الهجمات التي شنها أنصار مرسي على كنائس ومراكز للشركة ودوائر رسمية في مختلف أنحاء البلاد، احتجاجا على فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالعاصمة.
توقف حركة القطارات
وتوقفت حركة قطارات الوجهين القبلي والبحري بسبب اعتصام أنصار "الإخوان" على طول شريط السكة الحديد بمحافظات مصر.
وقالت مصادر إن أنصار "الإخوان" يعتصمون علي شريط السكك الحديد في بني سويف والواسطة وسمالوط والمنيا وديروط وبني مزار والزقازيق وأبو زعبل ومرسي مطروح وغيرها من الأماكن المنتشرة على مستوى الجمهورية.
ولفتت المصادر إلى أن عدد هذه الاعتصامات وصل حتي الآن إلى 13 اعتصاما وهو ما نتج عنه إيقاف حركة القطارات بالوجهين القبلي والبحري بالكامل باستثناء خطوط الضواحي الداخلية البعيدة عن الخط الرئيسي.
فرنسا والدنمارك قلقتان من أحداث مصر
من جانب آخر، استدعى الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، سفير مصر في باريس إلى قصر الإليزية لإبلاغه اعتراض فرنسا على إعلان حالة الطوارئ في مصر.
وكانت باريس دعت الأربعاء إلى "الوقف الفوري للقمع" في مصر وطلبت من الأمم المتحدة وشركائها "اتخاذ موقف دولي عاجل في هذا الاتجاه".
وبحسب مصالدر في الإليزيه فقد دعا هولاند السلطات المصرية إلى بذل كل الجهود من أجل تفادي وقوع "حرب أهلية" في البلاد.
بينما، أعلنت الدنمارك عن تعليق مساعدتها لمصر غداة عملية الفض الدامية لاعتصامي أنصار جماعة "الإخوان" المسلمين في القاهرة، وقال وزير التنمية كريستيان فريس باخ إن "للدنمارك مشروعان بتعاون مباشر مع الحكومة والمؤسسات العامة المصرية سيتم تعليقهما".
مصر تغلق معبر رفح حتى إشعار آخر
وفيما خصّ معبر رفح مع قطاع غزة، أصدرت السلطات المصرية قراراً بإغلاقه حتى إشعار آخر، لأسباب قالت إنها "أمنية"، بحسب مسؤولين فلسطينيين.
وقال مدير عام المعابر والحدود في حكومة غزة المقالة ماهر أبو صبحة إن "السلطات المصرية أبلغتنا بإغلاق معبر رفح في كلا الاتجاهين منذ صباح اليوم الخميس وحتى إشعار آخر بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في الأراضي المصرية وخاصة في المناطق الحدودية مع غزة ومحافظات شمال سيناء".