أطّل رمز الإنتصارات الأمين
العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على قناة "الميادين" ليروي خفايا ثلاثة وثلاثين
يوماً من حرب تموز، متحدثا عن التطورات السياسية الراهنة
على الساحتين المحلية والإقليمية.
وقال سماحته إن الأعداء "لن يحلّو عنّا
طالما أن المقاومة ملتزمة بالقضية المركزية للأمة وملتزمة بحماية لبنان والدفاع عن
سيادته، فالمشكلة الحقيقية لأميركا والغرب وحتى جزء كبير من النظام العربي معنا
بالتحديد اننا مقاومة والمشكلة ليست داخلية".
وأضاف السيد نصرالله أنه "كان
يُعرَض علينا أن يبقى السلاح معنا، مقابل أن نقدم لهم التزاماً ضمنيا بأن نتخلى عن
قضية فلسطين ومواجهة الاطماع الاسرائيلية، من الاميركيين في الواسطة والانكليز
والفرنسييين وغيرهم، وديك تشيني قدم عرضاً كبيراً لنا عبر شخص أميركي من اصل لبناني
بالاعتراف بنا دوليا ويبقى معنا سلاحنا ويزيلوننا من قائمة الارهاب بشرط ان نقدم
التزاماً شفهياً في غرفة مغلقة، ونحن رفضنا فلا نستطيع ان نقدم لأحد هكذا التزام
وما قيمة هذا السلاح اذا لم يكن للدفاع عن قضية وبلد؟، فالمشكلة الحقيقية معنا اننا
مقاومة ومصرون اننا مقاومة".
وكشف السيد نصرالله عن أن "ما جرى في اللبونة
خرق اسرائيلي واضح، فقد دخلت مجموعتان اسرائيليتان الاولى كانت لديها مهمة داخل
الاراضي اللبنانية، والثانية مهمتها التأمين وعددهم في المجموعتين حوالي 12 الى 13
شخصاً، هذه النقطة كانت تحت مرأى المجاهدين في المقاومة، وتم زرع عبوات هنا، وهي
عبوات جديدة وضعت قبل مدة، وليست من مخلفات العدو الاسرائيلي، فُجرت الاولى في
المجموعة الاولى وعندما دخلت المجموعة الثانية (مجموعة التأمين) فُجرت العبوة
الثانية، اعتقد انه ليس هناك قتلى لان المنطقة فيها أشجار كثيفة لكن هناك عدد من
الاصابات، وهذه العملية متقنة ومقصودة ولم تكن بالصدفة".
وأكد سماحته أن
"العملية التي جرت في اللبونة قد لا تكون الاخيرة ولن نتسامح مع الخروقات البرية
لأرضنا، في أي مكان نشعر فيه ان الاسرائيليين دخلوا فيه الى الاراضي اللبنانية
سنواجههم بالشكل المناسب، والاقدام التي تدخل الى الاراضي اللبنانية
سنقطعها".
وتابع السيد نصر الله أن "هناك في لبنان من لا يعتبر
"اسرائيل" عدواً، فلو فرضنا ان 8 او 10 جنود سوريين دخلوا الى لبنان، يعتبر البعض
ان سوريا عدو، أما "اسرائيل" فلا مشكلة، لذا لا نستغرب ان يقول أحد في الغد ان من
حق "اسرائيل" ان تخرق في لبنان ويبرر لها ذلك".
وحول طلب رئيس الجمهورية
ميشال سليمان تقديم شكوى ضد خرق "اسرائيل" باللبونة الى الامم المتحدة رأى السيد
نصر الله أنه موقف ضعيف.
وأضاف السيد نصرالله أنه "بعد 25 ايار 2000 الناس
احتفل الناس بالتحرير ونحن منذ اليوم الثاني اعتبرنا انه يجب ان نتهيأ لحرب تشنها
"اسرائيل" على لبنان، المقاومة في لبنان عام 2000 ألحقت هزيمة استراتيجية تاريخية
بـ "اسرائيل" وكان الهدف الاصلي هو الحاق اكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية
والمادية في العدو، ونقطة ضعف العدو هي الخسائر".
وأشار سماحته إلى أن "عدد
ما ضربناه من صواريخ قليل نسبة لما كان لدينا وحتى معدل ما اطلقناه من صواريخ كان
محسوباً، وكنا مستعدين لمعركة طويلة ليس اقل من ستة أشهر".
وعن سلاح التواصل
السلكي واللاسلكي لدى المقاومة، لفت السيد نصرالله إلى أنه "كان من عناصر القوة
التي لم يحسب لها الإسرائيلي الحساب، وبقاء التواصل في حرب تموز بين غرفة العمليات
المركزية وغرف العمليات في المناطق والمجاهدين كان من عناصر القوة وكان مفاجئاً
للإسرائيليين، من اهم نقاط القوة لدى المقاومة العلاقة العاطفية العميقة والصادقة
بين المجاهدين".
وعن ضرب البارجة، قال السيد نصر الله إنه "كنا حريصين اما
ان يكون كلامي على الهواء متزامنا مع ضرب الصواريخ للبارجة أو بعدها، فموضوع ضرب
الباخرة موضوع معقّد، والشباب كانوا جاهزين لضرب البارجة، وقبل أن اختم كلمتي دخل
احد الاخوة، وكان الحاج عماد مغنية في الغرفة الاخرى، فيما الشخص الذي دخل الغرفة
ما زال على قيد الحياة، وكتب لي ان الاخوان ضربوا البارجة وهي تشتعل، ولذلك انا قلت
ان الباخرة ضربت".
وكشف السيد نصرالله عن أن حزب الله في حرب تموز
كان لديه القدرة على أن يقصف مدينة "تل ابيب"، وانا عندما قلت ما بعد بعد حيفا كنت
اقصد "تل ابيب".
ورأى سماحته أن "واحدا من أسباب فشل الاسرائيلي في الحرب
كان فشله في الحصول على المعطيات والمعلومات، والاسيران الاسرائيليان لم يكونا في
المستشفى في بعلبك انما في مكان آخر، وقد حصلت انزالات عديدة، لكن الانزال في بعلبك
سلط الضوء عليه لانه حصلت اشتباكات وسقط قتلى من الاسرائيليين".
وأضاف السيد
نصر الله أنه "خلال الحرب اعتقلنا العملاء وسلمناهم للدولة اللبنانية، ولم نصفّ
أحداً منهم".
وقال سماحته إنه "أثناء الحرب خرجت من الضاحية مع الحاج عماد
إلى بيروت وتجولنا فيها وتفاجأت من مشهد الزحمة وكأننا في دولتين، انا والحاج عماد
نزلنا تمشينا واشترينا سندويشات وأكلنا بوظة".
وتابع السيد نصرالله أنه
"أقمنا عدداً من غرف العمليات من أجل تأمين إستمرارية المواجهة في هذه الحرب،
والحاج عماد مغنية كان رأس الهرم في التشكيل الجهادي، وخلال 33 يوما لم يكن بوجوهنا
ارباك، الحاج عماد كان يشعر بالهدوء والثقة واليقين".
وأكد السيد نصرالله
أنه "أثناء حرب تموز ومنذ بدايتها حصلنا على سلاح بشكل مباشر من سوريا، وكثير من
الصواريخ التي استخدمناها في حرب تموز كانت بصناعة محلية سورية".
وأعلن
السيد نصرالله أنه "أثناء الحرب حصل اتصال مع الرئيس الأسد بالقناة المختصة ونُقلت
رسالة من الاسد لي تؤكد استعداد سوريا للانخراط في الحرب ضد "اسرائيل"، وكان يرى ان
الهجمة اقليمية ودولية على المقاومة مع تواطؤ داخلي وأنه لو تم القضاء على المقاومة
فالمعركة ستستمر الى سوريا، وكان يفترض ان القوات الاسرائيلية قد تكمل من حاصبيا
نحو المصنع ودمشق، وكانت القيادة السورية تدرس المبادرة لادخال قوات سورية نحو
حاصبيا لمواجهة القوات الاسرائيلية. قلت للأسد ان وضعنا ممتاز ونتجه الى نصر
وسيفشلون في تحقيق اي اهدافهم وانا لست قلقا ولا اعتقد ان دمشق في دائرة الخطر
ولذلك ادعو الى التريث وان لا تقدموا على اي خطوة، وقلت لا نريد ان تحصل حرب
اقليمية في المنطقة وقادرون ان ننتصر بهذه المعركة".
وفي الشأن
اللبناني، أشار سماحته إلى أن "رئيس الحكومة آنذاك لم يكن موثوقاً بالنسبة الينا في
ملف التفاوض خلال الحرب، والمعركة الاساسية كانت مع رئيس الحكومة السابق (فؤاد
السنيورة) ومع فريقه السياسي، ولو اعطيناهم رقابنا لقصوها".
وكشف السيد نصر
الله عن أن "رئيس الحكومة وفريقه السياسي تبنيا منذ بداية الحرب وجهة النظر
المعادية لمقاومتنا، ومنذ بداية الحرب السنيورة وفريقه السياسي ومن وراءه اتصل فينا
وطلب تسليم سلاح المقاومة والقبول بقوات متعددة الجنسيات وتسليم الاسيرين، وبعدها
تنازلوا قالوا تسليمهما للحكومة اللبنانية، وقلنا لا".
وأضاف السيد نصرالله
أن "السنيورة وفريقه السياسي حاولوا ان يوظفوا هذه الحرب لينتهوا من سلاح المقاومة
وأكملوا بعد الحرب ولا زالوا".
وأشار سماحته إلى أنه "فيما كانت "إسرائيل"
تعترف بهزيمتها كان فريق السنيورة يأخذ قراراً بضرب أهم سلاح ساهم في انتصارنا، وفي
5 أيار وبعد إعلان لجنة فينوغراد أن أهم عوامل نصرنا كانت الاتصالات، أراد السنيورة
وفريقه ضرب هذا السلاح".
وتابع أن "المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة
طلب من حمد بن جاسم بشكل مفاجئ وقف الحرب، وفي آخر ايام الحرب قال بعض القادة
الاسرائيليين انه لو استمرت الحرب لكانت انهارت "اسرائيل".
وقال السيد
نصرالله إنه "لو كانت لدينا حكومة منسجمة ووطنية ومخلصة لكنا أنهينا الحرب بشروط
لبنان، لكنا استرجعنا مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وأسرانا، للأسف المعركة السياسية
كانت في الداخل
ولم تكن في مجلس الأمن".
وزاد السيد نصرالله أن "الكلام عن
حكومة حياديين هو احتيال والظرف في البلد يفترض حكومة وحدة وطنية حقيقية، وما زلنا
مع سلام ونؤيده كرئيس حكومة"، لافتاً إلى أن "اقتراح النائب سعد الحريري بخروج
تياره وحزب الله من الحكومة هو مطلب أميركي".
وقال سماحته "إنهم يخطئون بحق
البلد اذا ذهبوا لتشكيل حكومة امر واقع، وبهكذا حكومة يعني انهم يشطبون نصف البلد،
فحلفاؤنا لا يشاركون من دوننا بالحكومة ونحن كذلك، وفي السابق كنت لا اعتقد ان يوقع
سليمان على تشكيلة حكومة امر واقع ولكن بعد خطاباته الاخيرة ربما
يفعل".
وحول خطف الطيارين التركيين، أكد سماحته أن حزب الله لم يكن
على علم بالعملية ولا علاقة له بالأمر.
وختم سماحة السيد حسن نصرالله بكلمة
لجمهوره قال فيها إنه "بالرغم من كل ما يجري في المنطقة انتهى زمن الهزائم، ورغم كل
السواد واليأس الذي يمتد الى ساحات كثيرة ان شاء الله سوف نعبر هذه المرحلة،
المقاومة هي اقوى بكثير مما كانت عليه خلال الـ 33 يوماً".