"أيها العسكريون، يطل علينا عيد الإستقلال هذا العام وعيون اللبنانيين شاخصة إليكم، يملؤها الأمل والرجاء بمؤسستكم التي بذلت التضحيات الجسام، وعمدت الاستقلال بدماء شهدائها الأبرار، خلال التصدي للعدوان الإسرائيلي في حرب تموز، وفي مواجهة الإرهاب الدولي بالأمس القريب، لقد حافظتم على مسيرة السلم الأهلي في البلاد، وحققتم السيادة الوطنية في الشمال والبقاع والجنوب بعد غياب لأكثر من ثلاثة عقود. كما أثبتم في غير استحقاق مصيري أنكم الضمانة الحقيقة لحرية المواطنين وأمنهم وسلامتهم. وقد حان الوقت لتثمر جهودكم في إنقاذ الوطن وتحقيق الاستقرار النهائي المنشود.
أيها الضباط والعسكريون، دوركم الوطني تمليه عليكم دماء الشهداء وثقة المواطنين الذين سيبقون إلى جانبكم المعين والنصير، ولن يخذلوكم أبدا، وهم يدعونكم إلى صون أمنهم واستقرارهم ومنع التعديات على أرواحهم وأرزاقهم، والحفاظ على المؤسسات العامة والخاصة، كما يشدون على أيديكم لضرب كل من تسول له نفسه تعكير صفو الأمن والمس بحرية الآخرين، واعلموا أن أي اعتداء على الأمن هو خيانة وطنية، وكل سلاح يوجه إلى الداخل هو سلاح خائن، فالوطن على المحك وأنتم حماته، فلا تتهاونوا ولا تستكينوا، إذ سيخرج لبنان أقوى من ذي قبل فخورا بتضحياتكم وتفانيكم.
كنتم مثالا في الوحدة الوطنية، فلا تعيروا آذانا لما يحصل حول تطبيق الدستور وتفسيره من تجاذبات واجتهادات تكاد تقسم البلاد إلى أجزاء متناثرة، أصغوا إلى نداء الواجب ونداء الوطن، حافظوا على قسمكم وعلم بلادكم وذودوا عن وطنكم لبنان".