وأوضح السفير الإيراني "أن بلاده تعمل كل ما في وسعها لتسهيل التوافق بين اللبنانيين، وصولا إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتهيئة الأجواء لحلول داخلية على المستويات كافة، مشيرا إلى أن كل ما يمكن لإيران أن تقوم به إنما هو في إطار المساعدة والمساهمة في تقريب وجهات النظر وأن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق اللبنانيين، متمنيا أن يبذل الجميع الجهود المطلوبة في هذا المجال".

واستمع السيد فضل الله من السفير الإيراني إلى آخر التطورات على صعيد الملف النووي الإيراني، فأكد السفير أن بلاده استطاعت الإجابة بشفافية ووضوح عن أسئلة وكالة الطاقة الدولية، التي تأكدت من أن البرنامج النووي الإيراني ليس فيه أي انحراف عن قانون الوكالة وبروتوكولها".

ورأى السيد فضل الله "أن من يثير المسألة النووية الإيرانية بالطريقة السلبية وعلى مختلف المستويات الإعلامية والسياسية هي إسرائيل، التي ترفض أن يتعامل العالم مع دولة إسلامية بحجم إيران على طريقة الاعتراف بحقوقها العلمية والتكنولوجية، لأن إسرائيل تخاف من العقل الإسلامي ولا تريد أن يكون هناك في البلاد العربية والإسلامية مواقع قوة ذاتية يمكن أن تشكل تحديا علميا لإسرائيل. ولذلك فإننا نجد في كثير من النماذج الدولية التي تتحرك في سياق إثارة الملف النووي الإيراني السلمي مدفوعة من إسرائيل لتحقيق مآرب وأهداف سياسية باتت مكشوفة".

وشدد على" ضرورة أن تتضافر جهود الجميع لإخراج المحتل من العراق، لأن معظم المشاكل التي تعانيها شعوب المنطقة في المراحل الأخيرة انطلقت من هذا الاحتلال، الذي أضاف لمسألة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين مشكلة كبيرة عقدت كل أوضاع المنطقة. كما شدد على تعاون جميع العرب والمسلمين والفئات العراقية المتعددة الاتجاهات والأعراق لمعالجة هذه المعضلة".

وأكد على "أهمية تعزيز العلاقات الإيرانية ـ التركية لأن ذلك من شأنه أن ينعكس على العلاقات الإسلامية والعربية بعامة، ودعم القضايا الاستراتيجية التي تهم العرب والمسلمين". ودعا إلى "تقوية العلاقات العربية ـ الإيرانية من أجل مواجهة الخطة الأميركية الساعية لتعقيد هذه العلاقات لمصلحة إسرائيل ومصلحة الإدارة الأميركية في حركتها الاحتلالية في المنطقة، مشددا على أهمية تعزيز العلاقات الإسلامية ـ الإسلامية التي يمكن أن تجعل من منظمة المؤتمر الإسلامي حركة فاعلة على المستوى العالمي".

وفي المسألة اللبنانية، أكد العلامة فضل الله" ضرورة أن تستفيد كل الجهات اللبنانية من الأدوار الإسلامية والعربية وحتى غيرها من الأدوار التي يمكن أن تشكل العنصر المساعد في الحل والأساس لبناء التوافق اللبناني على قاعدة صلبة، مشددا على أن يسعى الجميع لتوفير مساحات سياسية واقعية تساهم في إنضاج الحلول وتخرج اللبنانيين من دوامة الأزمة التي أرهقتهم وأثقلت كاهلهم".