رأى رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أنه "علينا أن نواجه الفتنة المذهبية بمنع حصولها، لأن هدف من يحركها هو إشغال المقاومة ما يعني إراحة العدو الإسرائيلي"، واضاف :"لأننا أخذنا على عاتقنا أن لا نريح العدو أبداً فلن ننجرّ إلى أيّ فتنة مذهبية بل قرارنا هو الابتعاد عنها حرصا منا على بلدنا وأمتنا وقضيتنا وفلسطين، وذلك من موقع إيماننا وحرصنا على آخرتنا وواقعنا وأمتنا ووطننا ومقاومتنا"، مؤكداً أننا نتسلح بـ "الصبر" كنقطة قوة هائلة للمقاومة وليست نقطة ضعف، بل إن مواجهة الفتنة هو عمل مقاوم يحتاج إلى شجاعة وصبر وثبات، وأن الخاسر الأول من الفتنة هو محركها وكل من يحتضنها ويدعمها ويوفر لها المنبر الإعلامي والسياسي".
وفي كلمة له خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله في ذكرى أسبوع المجاهد خليل محمد حميّد بمجمع موسى عباس في مدينة بنت جبيل بحضور لفيف من العلماء وعدد من الشخصيات والفعاليات الحزبية والسياسية والبلدية وحشد غفير من أبناء المدينة والقرى المجاورة، أشار السيد صفي الدين إلى أن "المطلوب في مرحلة مواجهة الفتنة هو الموضوعية والعقل والهدوء والحوار الهادئ"، داعياً الى "معالجة كل الملفات العالقة والمختلف عليها بالحوار والهدوء والعقلانية"، ولافتاً الى ان "هذا ما يبقي بلدنا مستقراً وهادئاً وقوياً ومنيعاً، لأن الخطاب الغرائزي التحريضي لم يحصد منه لبنان إلا المزيد من الويلات والخراب والدمار والخسائر الإقتصادية والفتن الإجتماعية والعائلية"، وأشار سماحته الى انه "مقابل هذا الخطاب التحريضي والغرائزي هناك خطاب يلمّ الشمل ويدعو إلى الحوار والهدوء والعقلانية من أجل مصلحة بلدنا وكل الأطراف فيه".
وشدد السيد صفي الدين على ضرورة المحافظة على الثوابت التي بها يُبنى الوطن وتصبح قوياً ومتماسكاً، وأهم مصاديقها الحفاظ على وحدة الجيش والتفاف الجميع حوله"، معتبرا أن "هذا الالتفاف هو شرط أساسي في أي حوار أو طرح سياسي لا يمكن دونه أن نحصل على أي نتيجة مجدية"، واضاف سماحته أنه "من الثوابت أيضا قوة المقاومة، لأن قوة لبنان بالمقاومة التي أصبحت ثابتة من ثوابت هذا الوطن، وهو من دون المقاومة لا قيمة ولا معنى له، بل لا وجود له على الخارطة الإقليمية والدولية".
وفي الختام، دعا السيد صفي الدين إلى "الإسراع في تشكيل الحكومة، فالمنطق الوطني السليم والحريص يعني أن يكون هناك في لبنان حكومة، لأن من يعرقل تشكيلها هو الذي يرفع شعارات أكبر منه، ويستمع إلى بعض التخيلات الآتية من البعيد ويراهن عليها، لذلك فإننا وكما ندعو إلى الإسراع في تشكيلها، فإننا نطالب بأن يكون التمثيل واقعيا وصحيحا، بحيث لا يصرّ البعض على أن يتمثل بالحكومة بأكبر من حجمه أيضاً".