المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

تموز يرد على "المستقبل": انتصاراتي تشهد


فاطمة سلامة

12 تموز. يوم لا يمحى من سجل انتصارات المقاومة. تاريخ ثابت على روزنامة أيامها المشرفة. رسمت بدمها القاني أرقى معاني العز والعنفوان. سبع سنوات مرت والذكرى لا تزال محفورة. عاش اللبنانيون 33 يوماً من القتل والتهجير والتدمير. إلاّ ان الأمل بالنصر لم يهتز يوماً من قلوب أشرف الناس. هذا الشعب الذي عاش حرباً اجتمع فيها العالم كله ضد وطنه. ضد مقاومة وجيش وشعب لبنان. إلا ان الإرادة كانت أقوى من مخالب وأنياب الغزاة. انتصرت المقاومة بصمود شعبها وتضحيات أبنائها. أشعلت من آب أسطورةً رددها العالم بأسره.


إلا أن هذه المقاومة التي قدمت للبنان الكثير تتعرض اليوم لأعتى حملة في تاريخها. يشن حزب "المستقبل" بكل ما أوتي من قوة حرباً عليها. هو نسي أو تناسى بأنها هي من حمت لبنان. ولولاها لم نكن. أسقط من باله كل دفاعاتها وتضحياتها التي قدمتها في سبيل الوطن. ليصوب على سلاحها الشريف مناصرة للقتلى وأصحاب السجلات السوداء.

انتصار تموز أحدث تغييراً استراتيجياً استثنائياً على مستوى الاقليم والعالم. بهذه الكلمات يعلّق نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي على المناسبة. يقول " ان الشعب اللبناني برمته لم يدرك بعد أهمية النصر الذي حقتته المقاومة عام 2006 حتى تاريخه. حققت انتصاراً لا تتعدى تأثيراته حدود لبنان أو الاقليم فحسب بل طالت النظام العالمي برمته".


"النصر الذي أنجزته المقاومة رسم الحدود المتدنية لوظيفة السلاح "الاسرائيلي"". أسقط دور "اسرائيل" في المنطقة". بنظر الفرزلي "حطمت المقاومة أحلام الصهاينة في رسم خريطة المنطقة السياسية الاقتصادية". دمّرت أماني شيمون بيريز بإقامة الامبراطورية "الاسرائيلية" الاقتصادية كما حاول ان يفعل في المغرب بالمؤتر المشهور".

يفنّد الفرزلي كيف أسقطت المقاومة في حرب تموز نظرية "آحادية المرجعية الاميركية" التي ارتكز عليها النظام العالمي. القاعدة كانت تقوم على ان الشرق الأوسط الذي هو قلب العالم تشكل "إسرائيل" فيه العامود الفقري. يضيف "عندما سقطت هذه الوظيفة الاستراتيجية وانهارت بشكل واضح عبر ضرب السلاح "الإسرائيلي" فشلت بتحقيق الهدف المعلن بتفكيك بنية حزب الله. وهنا سقط منطق الاحادية الامر الذي أجبر الرئيس الاميركي على الاعتراف بأن العالم لا يدار منفرداً".

انتصار تموز الاستراتيجي والإستثنائي. يتابع الفرزلي "جعل الشراسة والجهوزية في استهداف المقاومة أقوى وأقسى من الأقربين قبل الأبعدين".

يعرّج الفرزلي على الهجمة الشرسة التي تتعرض لها المقاومة وسلاحها اليوم. يضعها ضمن السياق الطبيعي للصراع الدائر في المنطقة. حاول العالم مراراً إعادة إنتاج موازين قوى جديدة إلا ان محاولاته باءت بالفشل. بنظر الفرزلي "جوقة" حزب "المستقبل" العنيفة ضد المقاومة وسلاحها اليوم ليست منفصلة عن الصراع الاقليمي. هذا الحزب هو أداة من أدوات الإصطفاف الإقليمي لمصلحة السعودية التي لا يخفي ولاءه لها ولحساب المعلم الاول الولايات المتحدة الأميركية.

انتصار تموز 2006 هو انتصار للأمة بأكملها. انتصار للحق على العدو الأول "اسرائيل"، هذا ما يشدد عليه مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ أحمد نصار. يؤكد أن المقاومة بصمودها غيرت المعادلات على المستوى الاستراتيجي. أبدلت نظرة العالم بلبنان الضعيف. حطمت أسطورة "الجيش الذي لا يقهر". قلبت القناعات رأساً على عقب ليتبين انهم ضعفاء أكثر مما نتوقع ونحن أقوياء اكثر مما يتوقعون. فكان الانتصار الكبير في آب بتدمير "شوكة" العدو وعنفوانه الذي لطالما تغنى به لسنوات".

"سلاح المقاومة الحامي للوطن من العدو خارج أي نقاش". برأي المفتي نصار انه" موضوع استراتيجي في حماية هذا الوطن وفي وضع حد لاعتداءات العدو المتكررة"، من دون إدخاله في أي تجاذب سياسي. هذا السلاح الشريف الذي بات ضرورة للحفاظ على لبنان من المخاطر الكبيرة التي تحيط به نحن بأمس الحاجة إليه لأننا لا نستطيع المراهنة على السلاح الدولي. التاريخ يشهد لذلك، تعرضنا للكثير من المجازر ولا أحد أنقذنا. يبقى السلاح الذي بين أيدينا الاقرب لحمايتنا من ان يكون بأيدي أناس يمكرون علينا" يختم نصار.
12-تموز-2013
استبيان