تصوير عصام قبيسي
أشرقت شمس الضاحية من جديد رغم الجراح. الأهالي عادوا الى منازلهم يزيلون آثار الدمار. يوم واحد كان كفيلاً بحصر الأضرار ولملمة المصاب. هي الارادة دوماً التي ترافق أبناء ضاحية المقاومة على مر الحروب. التفجير الارهابي الذي استهدف أمنهم وحياتهم بالأمس لم ينل من عزمهم بل زادهم صموداً.
واكيم: التفجير أكثر من رسالة وأخطر من تهديد
وفي اليوم التالي للتفجير الذي استهدف مرآباً للسيارات في منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت، توالت ردود الفعل المستنكرة، حيث أكد رئيس "حركة الشعب" نجاح واكيم أن "التفجير الإرهابي أمس في منطقة بئر العبد كان أكثر من رسالة وأخطر من تهديد. فكل المؤشرات ترجح أن يكون حلقة في مسلسل تتصاعد وتيرته في المرحلة المقبلة، أما أبرز هذه المؤشرات فهي تصاعد وتيرة التصريحات التي تغذي الانقسامات الطائفية والمذهبية في لبنان، وشحن المناخ العام بما يجعل أي شرارة تنطلق هنا أو هناك قادرة على إشعال حريق كبير، ولا ننسى في هذا المجال التصريحات التي تطلقها جهات معروفة ضد الجيش الذي يشكل في هذه المرحلة الضمانة الوحيدة للحفاظ على السلم الأهلي ودرء الفتنة".
يافطات رفعت في مكان الانفجار
وأضاف في تصريح له "من المؤشرات أيضا التصريح الخطير الذي أدلى به السفير السعودي علي عواض عسيري الأسبوع الماضي، والذي لم يكن مجرد تنبيه بل كان تهديدا واضحا، وبالتالي لا يمكن إلا أن نربط بين التفجير الذي وقع في منطقة بئر العبد والتصريح الذي أدلى به سفير المملكة العربية السعودية في لبنان، إن الجهات المكلفة بالتحقيق في هذا العمل الإجرامي من أجل معرفة الجهة التي دبرته ونفذته يجب أن يأخذ في الاعتبار المؤشرات المذكورة، فلا يمكن التوصل إلى معرفة الحقيقة إذا جرى تجاهل هذه المؤشرات. ومع أننا لا نتوقع إعلان الحقيقة من قبل دولتنا المنهارة فإننا نأمل على الأقل التوصل إلى معرفة الحقيقة، وهذا أضعف الإيمان".
من جهته، قال رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب عبر "تويتر"، إن "تفجير بئر العبد مؤشر خطير لإدخال لبنان في دوامة ما يجري في المنطقة".
قبيسي: "اسرائيل" وأيادي الفتنة تقف وراء الانفجار الدموي في الضاحية
الى ذلك، اتهم عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب هاني قبيسي "اسرائيل وأيادي الفتنة بالوقوف وراء الانفجار الدموي الذي استهدف الضاحية الشموس"، مؤكداً أن "أيدي الفتنة تواكب مخططات ومصالح اسرائيل في ارتكاب الجرائم ضد لبنان والوطن العربي وسوريا، وهذه الايدي المشؤومة طالت اليوم الضاحية الشموس التي كانت خزانا للمقاومة وما تزال وذلك بهدف النيل من المقاومة التي أعزت الوطن بانتصارها على اسرائيل العام 2006".
جريصاتي: الارهاب الاعمى أخطأ بالعنوان
وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي اعتبر من جهته أن "الارهاب الاعمى أخطأ بالعنوان وحمى الله الابرياء"، لافتا إلى أن الارهابيين القتلة نسوا أن الضاحية الجنوبية لبيروت وأهلها لم ينل منهما ارهاب الدولة الصهيونية بالقصف الجوي والتدمير الممنهج وقتل المدنيين الابرياء خلال ثلاثة وثلاثين يوما في الحرب التي خاضها العدو على لبنان في تموز - آب 2006".
وأكد في بيان له أن "استهداف الضاحية يزيدها قوة وصمودا وتصميما على تفويت الفتنة التي يسعى اليها اعداء لبنان، لا بل التصدي لها"، معتبراً أن "المطلوب اليوم حسم كل جدل مشبوه على الساحة اللبنانية يهدف الى النيل من روافد قوة لبنان التي هي باختصار كلي وحدة الشعب الابي وتماسك الجيش الوطني الباسل ودعم المقاومة الرائدة".
وأضاف "يعيب البعض في لبنان على المقاومة استشعارها بالأخطار المحدقة بها وتداركها حفاظا على قوة ردع اعداء لبنان والمتربصين شرا به، واذ بالتفجير الارهابي في قلب ضاحية الصمود يثبت مرة اخرى ان استهداف اهل المقاومة والمدنيين الابرياء من سكان الضاحية الجنوبية انما هو استهداف بالدم وليس مجرد استهداف سياسي".
وختم متمنياً "الشفاء العاجل للجرحى والمسح السريع للأضرار والتعويض عنها كي تبقى الارض اللبنانية مصانة والشعب مرفوع الرأس. ان الرد هو بوحدتنا والتفاف شعبنا حول جيشنا ومقاومتنا وانعتاق قادة الرأي عن الحسابات السياسية والسلطوية الضيقة والتمسك بثوابتنا ومسلماتنا واحكامنا الميثاقية والدستورية".
المنذر: هؤلاء القتلة تجردوا من كل القيم الانسانية والدينية
بدوره، دان رئيس "الحزب الوطني" غازي المنذر التفجير الاجرامي في منطقة بئر العبد، معتبراً أن "الجماعات الارهابية تضرب في كل أنحاء الوطن العربي لخلق الفتنة وزعزعة الاستقرار وضرب السلم الأهلي وأن هؤلاء القتلة تجردوا من كل القيم الانسانية والدينية، ما يدل على أن البلد بحاجة ماسة إلى توافق وتشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن".
"فتح": هذا التفجير هو لزعزعة الامن والاستقرار والسلم الاهلي
استنكرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، في بيان لها "الجريمة النكراء في منطقة بئر العبد في الضاحية الجنوبية"، ورأت أن "هذا التفجير هو لزعزعة الامن والاستقرار والسلم الاهلي ولإشعال نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد".
ودعا البيان الى "عدم الانجرار وراء الاشاعات التي تؤدي الى ضرب الوحدة الوطنية اللبنانية والعيش المشترك"، مشيرا الى ان "هذا التفجير يأتي في وقت لبنان بأمس الحاجة الى التماسك والتعاضد لمواجهة العدو المشترك المتربص شرا بلبنان".
ولفت البيان الى "تصريح نائب رئيس حكومة العدو الاسرائيلي الذي اعلن ان اسرائيل غير متورطة بالتفجير وأنه جاء نتيجة النزاع السني - الشيعي والحرب الدائرة في سوريا"، راجيا "من الاخوة اللبنانيين اخذ ابعاد هذا التصريح بعين الاعتبار".
وختم بالقول "إن حركة فتح التي نأت بنفسها عن التدخل بالشأن الداخلي اللبناني والتي لن تكون الا رافعة للسلم الاهلي، تهيب بالأخوة اللبنانيين بكل طوائفهم وشرائحهم السياسية والحزبية والدينية توخي الحذر وعدم التسرع ورمي الاتهامات جزافا بحق بعضهم البعض، لأنهم يكونوا بذلك حققوا ما تصبوا اليه اسرائيل"، ومتمنيا "الشفاء العاجل للجرحى، والعافية للبنان الشقيق المقاوم".
عيتاني: وعي اللبنانيين هو الضمانة لمنع الفتنة
من جهته، استنكر النائب السابق بهاء الدين عيتاني تفجير بئر العبد، معتبراً أنه قطع الطريق على امكانية حصول فتنة في لبنان، واكد ان الشعب اللبناني يملك مناعة ووعياً هما الضمانة للامن الداخلي والعيش المشترك والاستقرار.
وفي بيان له، دعا المسؤولين لتشكيل حكومة على مستوى ازمات لبنان والمنطقة، مشدداً على ضرورة تعزيز امكانات الدولة.