أبادي في الذكرى الـ31 لاختطاف الدبلوماسيين الايرانيين على يد ميليشيا "القوات": هذه القضية الإنسانية ستبقى حية
واحد وثلاثون عاماً من الصبر والألم والإنتظار لمعرفة مصير الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة الذين اختطفوا على يد ميليشيا "القوات اللبنانية" في لبنان والأمل بعودتهم لم ينقطع، وفي الذكرى لقاء تضامني دعا إليه سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية غضنفر ركن أبادي في نقابة الصحافة بمشاركة حشد من السياسيين وممثلين عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية وشخصيات إعلامية ودينية وعسكرية وعائلات المخطوفين.
السفير أبادي أكد أن هذه القضية الإنسانية ستبقى حية لأنها محقة كما ستبقى وصمة عار على جبين مرتكبيها، مشدداً على أنها ستظل موضع متابعة وعناية من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية حتى جلاء الحقيقة وعودة المخطوفين، مشيراً إلى أن هذه الجريمة ارتكبت خلافاً للأعراف الدبلوماسية لا سيما معاهدة فيينا التي أعطت الحصانة للدبلوماسيين كما أنها جريمة بحق المجتمع الدولي وإنتهاك فاضح لحقوق الإنسان، وانتقد أبادي عدم تحرك المجتمع الدولي بالشكل المطلوب والمؤسسات الحقوقية تجاه هذه القضية.
وباسم وزير الخارجية عدنان منصور شدد السفير شربل وهبي على أن لبنان الرسمي سيظل يتابع التحقيق في هذه القضية الإنسانية بغية معرفة الحقيقة الكاملة وكشف النقاب عن مصير الدبلوماسيين، لافتاً إلى أن مرتكبي هذه الجريمة إستغلوا ظروف الحرب الداخلية البشعة والإنفلات الأمني الذي شهده لبنان، ومؤكداً أن هذه القضية الإنسانية ستزيد من أواصر الأخوة بين لبنان والجمهورية الإسلامية الإيرانية على كافة الصعد الدبلوماسية والسياسية والثقافية.
رئيس لجنة حقوق الإنسان النائب ميشال موسى دعا بدوره إلى تكثيف الحملة الدولية على العدو الإسرائيلي من أجل كشف جريمته النكراء باحتجاز الدبلوماسين الإيرانيين وممارسة أقصى الضغوط عليه من أجل معرفة مصير المخطوفين، لافتاً إلى أن هذه الجريمة ترفضها كل الشرائع الدولية ولا سيما شرعة حقوق الإنسان، معتبراً أن تجاهل إسرائيل للنداءات الدولية من أجل الإفراج عن الدبلوماسيين الأربعة يضع الأمم المتحدة والهيئات الدولية المعنية أمام مسؤولية تاريخية في الدفاع عن مبادئ العدل والسلم الدوليين وتالياً حماية القانون والمواثيق الدولية من الإنتهاك، ودعا موسى الحكومة اللبنانية وكل الحكومات الصديقة إلى التضامن مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذه القضية الأخلاقية والإنسانية.
وباسم عائلات الدبلوماسيين المخطوفين تحدثت مستشارة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة السيدة مريم مجتهد زادة وهي عقيلة القائم بالأعمال المختطف محسن الموسوي فأكدت أن أهالي المخطوفين على يقين تام بأنهم على قيد الحياة في السجون الإسرائيلية وهذا ما تدل عليه وتؤكده الشهادات والمعلومات والوثائق، ودعت المنظمات الدولية المعنية إلى القيام بدور أكبر من أجل جلاء ملابسات هذه القضية.
كما كانت كلمة لنقيب الصحافة محمد البعلبكي ندد فيها باستمرار إختطاف واحتجاز الدبلوماسيين الإيرانيين، ودعا إلى وضع حد لهذه المأساة الإنسانية.
أبادي زار منصور: الديبلوماسيون الايرانيون لا يزالون على قيد الحياة في السجون الاسرائيلية
وكان وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور قد استقبل أبادي صباح اليوم، ووفدا من عائلات المخطوفين الديبلوماسيين الايرانيين الاربعة.
وبعد اللقاء، قال أبادي "اليوم في الذكرى السنوية الـ 31 على اختطاف الديبلوماسيين الاربعة هنا في لبنان، زرنا وزير الخارجية اللبنانية في حضور عائلات المخطوفين، وخلال هذا اللقاء تحدثنا عن مجريات هذا الملف وما قامت به الحكومة اللبنانية حتى هذه اللحظة، ووزارة الخارجية اللبنانية والمتابعات لهذا الملف"، لافتاً الى "أننا قدمنا الشكر وطلبنا من الخارجية كممثل للحكومة اللبنانية متابعة هذا الملف حتى نصل الى النتيجة المرجوة ونحن نشكر جزيل الشكر ما قامت به الدولة اللبنانية حتى هذه اللحظة، خصوصا الرسالة المرسلة من جانب رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في العام 2008 الى الأمم المتحدة للتأكيد على وقوع هذه الجريمة على الأراضي اللبنانية، في حق أربعة من الديبلوماسيين الايرانيين، ومن ثم إرسال مذكرات لاحقة في السنة الماضية ومن سنتين ايضا من قبل وزارة الخارجية اللبنانية الى منظمة الامم المتحدة والى الأمين العام، حتى قاموا نتيجة لهذه المتابعات بتسجيل هذه الرسالة كوثيقة رسمية في الامم المتحدة بأن هذه الجريمة وقعت على الأراضي اللبنانية وأن هؤلاء الديبلوماسيين خطفوا على الاراضي اللبنانية".
في سياق متصل، أكّد أبادي أن "كل المتابعات حتى هذه اللحظة تدل على أنهم لا يزالون على قيد الحياة وفي السجون الاسرائيلية، ونقلوا من لبنان الى فلسطين المحتلة".
ورداً على سؤال حول التطورات الأخيرة في مصر، قال "كما تعرفون لدى إيران مبدأ واحد بالنسبة لجميع دول العالم فحسب دستور الجمهورية الايرانية إن رسالة الثورة الاسلامية هي تحقيق العدالة في العالم ونحن ننظر الى كل الامور تحت هذا العنوان العريض والعام وسيكون من الطبيعي أن نكون مع كل الشعوب في كل المناطق في العالم من أجل تحقيق العدالة".