المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

صواريخ "اسكندر" الروسية في أرمينيا بالمرصاد لصواريخ ’باتريوت’ الأميركية في تركيا


صوفيا ـ جورج حداد

في تصريح لوكالة "إيا ريغنوم" قال الخبير في شؤون ما وراء القوقاز فيكتور يعقوبيان ان اذربيجان لا ينبغي ان تقلق كثيرا بسبب نشر الصواريخ الميدانية الروسية من طراز "اسكندر ـ م" على الأراضي الأرمنية. وحسب كلماته فإن الاهداف المحددة لهذه الصواريخ لا توجد على الأراضي الاذربيجانية، بل هي: عناصر النظام الكوني الاميركي للدرع الصاروخية الموجودة في تركيا، وتحديدا رادار الانذار المبكر ومجموعات صواريخ باتريوت.

وقال إنه لا توجد لديه معلومات دقيقة حول موضعة صواريخ "اسكندر ـ م" في ارمينيا، ولكنه لفت الانتباه انه لم يجر نفي رسمي للمعلومات بهذا الشأن. "ان مثل هذه الخطوة من قبل روسيا هي منطقية جدا. نحن نذكر عزم روسيا على موضعة صواريخ "اسكندر" في منطقة كالينينغراد، في حال نشر صواريخ Patriot في بولونيا. وقد امتنع الاميركيون عن القيام بهذه الخطوة، وروسيا بالمقابل لم تكن تستهدف الاراضي البولونية بالذات. ولكن في تركيا جرى عمليا نشر عناصر الدرع الصاروخية الاميركية، وهذا ما دفع روسيا للقيام باجراءات مضادة. وفي هذا الوضع فإن ارمينيا (التي هي وروسيا وعدد من دول المنظومة السوفياتية السابقة عضو في "منظمة اتفاق الامن الجماعي") تبدو افضل ساحة لنشر صواريخ "اسكندر"، وخصوصا انه يوجد في ارمينيا قاعدة عسكرية روسية حسب اتفاق " لأجل طويل" كما يقول فيكتور يعقوبيان.



 صواريخ ’اسكندر’ الروسية في أرمينيا بالمرصاد لصواريخ ’باتريوت’ الأميركية في تركيا

وذكر الخبير ان هيئة الاركان للجيوش الروسية قد وضعت برنامج نظام متكامل لـ"تحييد" نظام الدرع الصاروخية الاميركية العالمي. "ونشر صواريخ "اسكندر ـ م" في ارمينيا يمكن ادراجه في عداد التدابير العسكرية ـ التكنولوجية الموجهة نحو تحييد التأثير السلبي المحتمل للدرع الصاروخية الاميركية على قدرات القوات النووية الروسية"، حسب رأي يعقوبيان. "ان صواريخ "اسكندر" ترفع مستوى الاهمية الاستراتيجية وفعالية القاعدة العسكرية الروسية في ارمينيا، وتضع في دائرة الاستهداف منشآت الدرع الصاروخية الاميركية في تركيا. وحينما طرحت قبل سنتين مسألة نشر الدرع الصاروخية الاميركية في تركيا، فإن روسيا حذرت من انها سترد بالطريقة المناسبة من الساحة الارمنية".

وذكرت وكالة "إيا ريغنوم" ان الاذاعة الارمنية "الحرية" واستنادا الى مصدر في وزارة الدفاع الارمنية اكدت المعلومات حول نشر صواريخ "اسكندر ـ م" على الاراضي الارمنية. ولاحظ المصدر انه يوجد الان عدة مجموعات من هذه الصواريخ على الاراضي الارمنية.



صورايخ الباتريوت الاميركية في تركيا

ان مدى فعالية صاروخ "اسكندر ـ م" هو 500 كلم. وهو مخصص لتدمير الاجزاء القتالية من الاسلحة التقليدية ذات الرؤوس الحربية الصغيرة والمنصات القتالية في عمق التشكيلات الميدانية لجيوش العدو. ومن المفترض انه يمكن ان يحمل اسلحة نووية تكتيكية. وتقول اذاعة "الحرية" الارمنية ان "مواصفات هذا الصاروخ تضعه في مرتبة احدث انواع الاسلحة المماثلة". ويعمل صاروخ "اسكندر ـ م" بواسطة قاذفة الصواريخ التعددية من طراز "تورنادو ـ غ"، حسبما علمت وكالة "إيا ريغنوم" من مصادر عسكرية مختصة. ويتم موضعة هذه الصواريخ من ضمن برنامج مركـّب لتحديث واعادة تسليح القاعدة العسكرية الروسية ذات الرقم 102 في غيومري (ارمينيا). وصرح الخبير العسكري إيغور كوروتشينكو لوكالة "إيا ريغنوم" ان التحديث الشامل المبرمج للقوات المسلحة الروسية يطال بالكامل جميع المنشآت والقواعد العسكرية الروسية داخل وخارج حدود الفيديرالية الروسية.

وهذا يشمل تحديث قوات الدفاع الجوي الارمنية البعيدة المدى، ذات الاهداف الاستراتيجية وغير الاستراتيجية. فأرمينيا، كما هي بيلوروسيا، هي حليف جيوبوليتيكي لروسيا. وموسكو تعير اهتماما استثنائيا للشراكة مع ارمينيا، بما في ذلك في الحقل العسكري ـ السياسي. وهذا يشمل تحديث القوات المسلحة الارمنية وتزويد هذا الشريك بالاسلحة المتطورة بأسعار متهاودة.

ويلاحظ المحلل في مركز الابحاث Hayasa ليونيد نيرسيسيان انه في السنوات الاخيرة يوجد توتر دائم على الحدود الجنوبية لروسيا الفيديرالية. "ومراقبة هذا الاقليم تتطلب وجود قوات ضخمة. وها ان تركيا، التي تحاول ان تمارس سياسة عدوانية، وكذلك الولايات المتحدة الاميركية تحاول ان تضيق حلقة الناتو حول روسيا. كما ان هناك عاملا هاما هو موجة عدم الاستقرار في الشرق الاوسط والوضع الصعب في سوريا". وأضاف انه في هذه الوضعية فإن ارمينيا تبدو كحليف موثوق لروسيا.



 صواريخ اسكندر الروسية في ارمينيا

وبالاضافة الى ذلك يرى ليونيد نيرسيسيان ان ضرورة تدعيم القدرات العسكرية لروسيا في ارمينيا ترتبط بجيران الدولة الروسية، مثلا تركيا التي تشارك بفعالية في الحرب في سوريا، كما تعاني اضطرابات داخلية. ويرى هذا الخبير ان هذا الوضع يتطلب تقوية القوات المسلحة الجوية في ارمينيا ووسائل التدمير الصاروخية البالغة الدقة. ومن المحتمل جدا انه في السنوات القليلة القادمة ستبدأ تركيا تتزود بالمقاتلات الاميركية من الجيل الخامس من طراز F-35، وهذا يعني ان على الفديرالية الروسية ان تقوي نوعيا وكميا تشكيلاتها العسكرية الجوية في الاقليم. وفي الوقت الحاضر هذا يعني المقاتلات من الجيل 4+ او 4++، مثل المقاتلات من طراز SU-27SM3 و SU-30SM او SU-35S.

ومعلقا على المعلومات عن موضعة صواريخ "اسكندر ـ م" على الاراضي الارمنية قال نيرسيسيان ان هذا يدخل قدرة استراتيجية الى القاعدة العسكرية الروسية في الاقليم. "وبهذه الطريقة فإن روسيا ترفع وزنها في الاقليم، ما يمكّنها من ان تواجه بفعالية التهديدات المحتملة، المرتبطة بتوسع دائرة عدم الاستقرار. وتمتلك اهمية خاصة الان امكانية قيام "اسرائيل" والولايات المتحدة الاميركية بشن حرب على ايران، حيث ان التوازن في الاقليم يمكن حينذاك ان ينهار كبناء من كرتون".
02-تموز-2013
استبيان