اعتبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أن ما حصل في عبرا هو أخطر بكثير مما حصل في مخيم نهر البارد، فلم يكن "14 شباط" الذي حصل في عبرا إنما "مخيم نهر البارد" جديد حين استهدف الجيش كمؤسسة وطنية ضامنة للأمن والسلم الأهلي والاستقرار الداخلي، داعيا الفريق الآخر إلى محاسبة نفسه على الأخطاء التي ارتكبها في عبرا طيلة سنة ونصف مضت قبل أن ينادي بالويل والثبور وعظائم الأمور، فمن يدعي أنه يريد الدولة لا يعتدي على الجيش، وإلا ما معنى أن يقتل عشرون ضابطا وجنديا في ساعات.
وتابع رعد، خلال كلمة له في احتفال تأبيني في بلدة كونين، مطالبا الفريق الآخر "بإعادة النظر فيما يقوم به، فكفاه صخبا وتضليلا للرأي العام وبكاء ونحيبا نتيجة خيباته ورهاناته الخاسرة، فنحن نعطي الفرصة من أجل أن يعيدوا النظر لأننا نريد أن نبني سويا بلدا قويا محصنا ضد التحديات وضد كل المخاطر، ونحن نقول ما لدينا ونلقي الحجة على الآخرين لكن لا نستطيع أن نرغمهم على سلوك الدرب الذي يوصل الى هذا الهدف النبيل"، معتبرا أن الذي يريد بناء دولة لا يعطل مؤسساتها ولا الحكومة ولا المجلس النيابي ولا يعطل الجيش.
رعد قال "نحن قادمون على مرحلة خطيرة من الفراغ الأمني حيث تنتهي خدمة قائد الجيش في شهر أيلول القادم، فإذا لم نعين قائدا جديدا أو نمدد للقائد الموجود يصبح الجيش مؤسسة بلا قيادة، فلا أحد يحل محله بحسب قانون الدفاع حين تنتهي خدمته، إلا البديل الذي يعينه مجلس الوزراء، وبما أن الحكومة مستقيلة فهي لا تستطيع تعيين قائد للجيش، ولا يتوهمن أحد أننا نستطيع خلال هذه الفترة الفاصلة عن شهر أيلول أن نشكل حكومة ونستمع إلى بيانها الوزاري ونعطيها الثقة حتى تبدأ عملها"، مضيفا أننا إذا لم نقدم على خطوة صيانة الجيش وقيادته فنكون قد أوقعنا البلد بالفراغ الأمني.
وأسف رعد لمنطق البعض الذي يأتي ليبتز اللبنانيين برهاناته المفلسة فيشرطون التجديد لقائد الجيش بالموافقة على التجديد بمفعول رجعي لمدير عام قوى الأمن الداخلي السابق بعدما أنهى خدمته وذهب إلى بيته، معتبرا أن هذا المنطق الذي ينتهجونه هو منطق الكيدية والنكاية، داعيا الآخرين إلى طي صفحة الماضي كما نطويها نحن لأن أمامنا صفحة يمكن أن توصل البلاد إلى فراغ أمني في ظل التأزم والتوتر الحاصل، وهناك بقية ضمانة يمثلها الجيش اللبناني فلا تسقطوا هذه الضمانة لأننا سنكون كلنا خاسرين وسيكون بلدنا خاسرا إن لم نستدرك الأمر.