تتالت ردود الفعل على الجريمة النكراء بحق الجيش اللبناني من قبل أحمد الاسير وجماعته، حيث أجمعت بمجملها على ضرورة انهاء حالة الاسير التي تحولت من حالة اسلامية الى حالة تكفيرية، كما لم يسلم تيار "المستقبل" من الانتقادات اللاذعة الذي حملته مسؤولية ما يجري من أحداث لتوفيره الغطاء السياسي والدعم المالي لظاهرة الاسير حتى في خضم اشتباكاته الاخيرة مع الجيش اللبناني.
وفي هذا السياق، أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالين هاتفيين برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي اثناء الاجتماع الوزاري- الأمني في قصر بعبدا، وجرى عرض للتطورات الخطيرة في صيدا في ضوء الاعتداءات التى تعرض ويتعرض لها الجيش. وتلقى بري اتصالاً من رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، كما تلقى اتصالا من رئيس كتلة تيار "المستقبل" فؤاد السنيورة.
ادانات وردود فعل على إعتداء مسلحي الأسير على الجيش
من جانبه، أدان حزب الله الاعتداءات الإجرامية التي يتعرض لها ضباط وعناصر الجيش اللبناني في مدينة صيدا، معتبراً، أن هذه الجريمة النكراء هي اعتداء على كل اللبنانيين، واستهداف لأمنهم وأرزاقهم وحاضرهم ومستقبلهم، كونها استهدفت المؤسسة الرئيسية الضامنة للسلم الأهلي في لبنان والحافظة لاستقرارهم والحامية لأبناء الشعب اللبناني بكل مكوّناته وفئاته.
بدوره، تمنى رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون أن "يكون ما يحصل في صيدا بداية لتحرير لبنان من المسلحين الداخليين الذين يعتدون على أهلهم ويرتكبون الجرائم بإسم قضايا معينة"، قائلاً:"لا شك ان هذه الحركات نشأت حركات صغيرة وكبرت حتى أصبحت ضحاياها بهذا الحجم". ورأى أن "هناك مسؤولون عن الأمن أهملوا واجباتهم تجاه جيشهم ووطنهم ومواطنيهم"، مؤكداً أن "التغطية المتأخرة ليست تغطية والجيش قام بتغطية نفسه".
الرئيس اللبناني السابق إميل لحود اعتبر، انه حين يتعلق الأمر بأمن لبنان لا يمكن الحديث عن النأي بالنفس. اما رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي فأعلن الحداد العام غداً على ارواح شهداء الجيش اللبناني لمدة ساعة واحدة.
من جانبه، اعتبر المفتي محمد رشيد قباني، ان دعوة المسلمين السنة للانفصال عن الجيش هي جريمة بحق أهل السنة وجريمة بحق لبنان والجيش وهي دعوات للفتنة .
واعتبر أمين سر تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ابراهيم كنعان، أن "المطلوب عقد اجتماع حكومة تصريف الأعمال فوراً وليس فقط اجتماعاً أمنياً، يكون في أولوياته اعطاء التعليمات لتحرير كافة الالتزامات المادية وسواها للجيش، واتخاذ مواقف وقرارات واجراءات واضحة لاعتقال أحمد الأسير وعصابته .
"جبهة العمل الاسلامي"، حذرت من "قلب الحقائق وتزوير الوقائع في أحداث صيدا المؤسفة"، داعية الجميع إلى "الالتفاف حول الجيش الضامن، معتبرة ، أن "الدعوات الداعية الى انفصال المسلمين السنة عن الدولة دعوات مشبوهة وغير مسؤولة".
ادانات وردود فعل على إعتداء مسلحي الأسير على الجيش
حركة الأمة استنكرت التعرض للجيش اللبناني حامي الوطن وأساس مثلث الصمود "شعب وجيش ومقاومة"، معتبرة ان الاعتداء على الجيش يرضي العدو الصهيوني والصهيونية العالمية".
النائب مروان فارس، أدان ما يتعرض له الجيش في منطقة عبرا على أيدي التكفيريين في لبنان بزعامة أحمد الأسير، معتبرا، أن "الادانة العارمة للاعتداء على الجيش تؤكد ان هذه المؤسسة هي المؤسسة الوحيدة الآن التي تحظى بإجماع كل اللبنانيين
رئيس حركة الإصلاح والوحدة الشيخ ماهر عبد الرزاق رأى إن "المجموعات التي تعتدي على الجيش اللبناني، هي نفسها التي تعتدي على الجيش العربي السوري، فالمشروع واحد وهو إسقاط الجيشين اللبناني والسوري لأنهما يحملان عقيدة العداء لإسرائيل والصهاينة".
من جهته، شدد عبد الرحمن البزري، على ان مؤسسة الجيش عرضة للاعتداء وعلى الحكومة اللبنانية والمسؤولين تأمين الغطاء السياسي للجيش ودعمه ومساعدة المدينة على الخروج من هذه المحنه الكارثية التي ألمت بها. مضيفاً، أن "تراخي المسؤولين وتقاعسهم واهمالهم سلامة المواطن وأمنه، اوصلا المدينة الى الوضع الراهن وساعدا على استحضار الأزمة السورية بكل مفاعيلها الى المشهد الصيداوي الذي لم يجني سوى الدمار والخراب على جميع الاصعدة.
ودان رئيس الحركة الشعبية اللبنانية النائب السابق مصطفى علي حسين، "الاجرام الفظيع الذي تمارسه المجموعات المسلحة في صيدا ضد عناصر الجيش اللبناني"، داعياً الجميع إلى "الالتفاف حول المؤسسة العسكرية وإعطائها كافة الدعم و الصلاحيات والغطاء السياسي للقيام بواجباتها الوطنية لفرض الأمن وحفظ الاستقرار في البلد".
وإستنكر إمام مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني الإعتداء على حاجز للجيش اللبناني في عبرا، ورأى أن "ما يحصل اليوم هو ما كنا حذرنا منه في السابق وها هي اليوم تدفع صيدا ضريبة مواقف أحمد الأسير الخاطئة".
عضو كتلة التحرير والتنمية النائب ياسين جابر أشاد، بـ"دور الجيش اللبناني في حسم الامور لصالح الدولة والاستقرار والقضاء على الحالات الشاذة التي عمدت الى توتير الاوضاع في صيدا والجنوب من خلال عبثها المتواصل بالامن ومن خلال خطابها المتشنج والتحريضي على الجيش".
بدوره، اعتبر النائب هاني قبيسي أن "في لبنان سياسة حكيمة كرسها رئيس مجلس النواب نبيه بري وحلفائه تسعى ليكون لبنان بمنأى عن الفتنة طائفية والمذهبية، بالتمسك بثوابت أساسية بأن المقاومة هي العنوان" وأشار قبيسي إلى أنهم "يحاولون تمزيق الشعب اللبناني بفرز المناطق وقطع الطرقات من خلال مرتزقة يملكون أموالاً من هنا وهناك".
من جانبها، أكدت الهيئة التنفيذية للمجلس العام الماروني، أنه "لم يعد جائزا التعرض للجيش اللبناني الذي يكافح الجريمة والعابثين بالأمن لأن من يوجه سلاحه ضد الجيش يوجهه إلى صدر كل لبناني حريص على أمنه الممثل بالمؤسسة العسكرية التي هي خط أحمر لا يمكن مسه أو استفزازه.
واستنكر أمين الهيئة العامة لحزب "البعث" العربي الإشتراكي في لبنان محمد شاكر القواس الاعتداء على الجيش اللبناني في صيدا، لافتاً إلى أن ما يحصل في المدينة هو انقلاب على الدولة اللبنانية. مؤكداً، أن "تيار المستقبل" وأمينه العام أحمد الحريري واللواء أشرف ريفي الذين يدربون ويدعمون عصابة أحمد الأسير.
ووزعت اللجنة المركزية في حزب "الطاشناق" بياناً، توجهت فيه بـ "أحر التعازي للمؤسسة العسكرية واهالي شهداء الجيش"، داعية الى "مناصرة ودعم الجيش الوطني في مواقفه وادائه من اجل انقاذ البلاد من الاستهداف وزرع الفتنة بين ابنائه".
الرابطة السريانية في لبنان أكدت أنه "لا يمكن أن يصل اللبناني الى حافة اليأس ولو في ظل غياب الدولة والحكومة والمجلس النيابي، وان هذا المشهد مخيف وكأننا ندخل في الفتنة التي تأكل من خيرة رجالنا في الجيش يسقطون شهداء أبرارا ضحية الإقرار واللامسوؤلية".
وندد رئيس "تجمع شباب الغد"، بـ"الجريمة النكراء في حق الجيش الوطني اللبناني، والتي تنبع خطورتها من تكرار الاعتداءات والجرائم في حق الجيش منذ فترة، ولم يعد يجوز السكوت عنها".
النائب السابق بهاء الدين عيتاني رأى أن" الاعتداء على الجيش مرفوض ومدان، فالجيش هو خط الدفاع عن الحدود وصيانة امن المواطنين بالاشتراك مع قوى الامن الداخلي.
واستنكر النواب والشخصيات المستقلون في منزل النائب بطرس حرب الجريمة النكراء المتمثلة بالاعتداء على الجيش من المسلحين التابعين لأحمد الأسير ورأوا في هذا العمل الجبان، وكما في أي اعتداء آخر على المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية الشرعية، انتهاكا صريحا لأمن كل مواطن لبناني وسلامته ومساساً خطيراً بما تبقى للدولة من هيبة وكيان معنوي.
وحذر "التجمع الوطني الديموقراطي"، من مخاطر مغازلة وزير الداخلية لأحمد الاسير ومراضاته، وصولاً الى السماح له بإقامة مربع امني، في ظل غطاء سياسي كامل من تيار "المستقبل"، وها قد حصل الاعتداء الغادر على الجيش، بعدما فشلت محاولات الأسير الى جر القوى الوطنية في صيدا الى صراع مسلح في المدينة".
وفي ردود الفعل العربية حول استهداف الجيش من قبل عصابات احمد الاسير، دعت الحكومة السعودية الى وقف الاشتباكات في صيدا، وقال وزير الثقافة والإعلام السعودي عبدالعزيز خوجة، في بيان عقب الجلسة الأسبوعية التي عقدها مجلس الوزراء برئاسة الملك عبدالله عبد العزيز: "إن المجلس أعرب عن بالغ القلق إزاء تطورات الأوضاع في ما تشهده مدينة صيدا من حوادث"، داعياً الجميع إلى "وقف الاشتباكات وعدم تصعيد الموقف".
أما الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي فندد بـ"الاعتداء على الجيش في مدينة صيدا"، داعيا جميع القيادات السياسية والدينية اللبنانية إلى "تضافر الجهود من أجل وأد الفتنة ومعالجة الموقف الأمني المتدهور في مدينة صيدا حماية لأرواح المواطنين الآمنين".
وطالب بـ"الالتفاف حول الجيش اللبناني ودعمه حتى يتمكن من القيام بواجباته الوطنية باعتباره الرمز والضامن لوحدة لبنان وأمنه واستقراره". وحذر من "مغبة استهداف الجيش اللبناني"، وطالب ب"تسليم المعتدين عليه ومحاكمتهم".
اما دولياً، فقد أعربت باريس اليوم عن "قلقها الكبير لما اسمته أعمال العنف الدامية المستمرة في جنوب لبنان"، ودانت الهجمات التي يرتكبها مسلحو احمد الاسير على عناصر الجيش اللبناني.
وقال المتحدث بإسم وزارة الخارجية فيليب لاليو إن فرنسا "تدين بشدة الهجمات التي تشن ضد قوات الجيش اللبناني التي اسفرت عن سقوط عدد من العسكريين بين قتيل وجريح في مدينة صيدا جنوب لبنان"، وأضاف أن "فرنسا تؤكد دعمها للجهود التي تبذل تحت سلطة الرئيس ميشال سليمان لضمان الامن ووضع حدّ للاستفزازات من حيثما اتت" وتابع أن باريس "تدعو الاحزاب السياسية اللبنانية الى العمل من اجل السلم الاهلي والاستقرار في لبنان".
هذا وطالب الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون "اللبنانيين جميعاً بان يحترموا بالكامل سلطة الدولة ومؤسساتها" ولا سيما الجيش اللبناني الذي خسر 16 من عسكرييه في معارك ضد مسلحين تابعين لأحمد الاسير في مدينة صيدا جنوب لبنان. وقال المتحدث باسم بان كي مون مارتن نيسيركي إن "الامين العام يعتبر أن دور القوات المسلحة اللبنانية اساسي في حماية كل اللبنانيين ويدين الاعتداء الذي استهدف الجنود اللبنانيين". وأضاف ان "المجتمع الدولي يبقى موحداً في دعمه سيادة لبنان وامنه واستقراره".