بان يحصر باللبنانيّين مهمّة إيجاد حل بأكبر قدر من الإجماع... وإلا الفراغ
الوكالة الوطنية للاعلام 17/11/2007
اختتم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، زيارته إلى لبنان، بتوجيه رسالة إلى كل من التقاهم «أنه يجب انتخاب الرئيس ضمن الوقت المحدد ووفقاً للأصول الدستورية، ومن دون أي تدخل أجنبي ومن خلال احترام قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة»، حاصراً بالقادة اللبنانيين مهمة «إيجاد حل بأكبر قدر من الإجماع، ومن خلال الوسائل الديموقراطية والسلمية». ورأى أنه «بعد الانتخابات الرئاسية، يجب تأليف حكومة جديدة وتعيين رئيس وزراء أيضاً وفقاً للقواعد الدستورية، ومن دون أي تدخل أجنبي».
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده بان في المطار قبيل مغادرته لبنان، في حضور وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ، ناظر القرار 1559 تيري رود لارسن، الممثل الخاص للأمين العام في لبنان غير بيدرسون ومستشاره لين باسكو.
وبعد كلمة مقتضبة لصلوخ، تمنى فيها أن تكون لقاءات بان قد «أعطت النتائج المرجوة لما فيه مصلحة لبنان»، تحدث المسؤول الدولي معلناً أن اجتماعاته كانت «ناجحة وبنّاءة جداً مع جميع من التقيت بهم». وذكر أنه هنّأ الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري «بجهودهما العظيمة لحل أزمة انتخاب رئيس جديد في لبنان». كما رأى أن دعم البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير «كان مهماً لحل الأزمة السياسية التي تواجه الديموقراطية اللبنانية».
وحضّ على انتخاب رئيس جديد «يُظهِر مسؤوليات كبيرة ليواجه التحديات في المستقبل، ولربما تكون هذه التحديات خطيرة، وتتطلب مهارات عظيمة أيضاً وشجاعة كبرى، وهي ستكون، لمن لم يتم انتخابهم ومن يدعمهم أيضاً، مهمة، لمساعدة البلاد في المضي قدماً، وعليهم احترام الانتخابات، وعلى كل الشعب اللبناني دعم رئيس الدولة الجديد المنتخب وفقاً للمبادئ الديموقراطية والشرعية الدولية».
وأبدى ثقته بإنجاز الاستحقاق «بطريقة ديموقراطية لا يشوبها أي عنف»، محذراً من أن «المرحلة مصيرية لهذا البلد العظيم، وإن لم يتم تحمل المسؤوليات الصحيحة يمكن أن يصل إلى الفراغ».
وقال: «حان الوقت للرئاسة، رئاسة الدولة الجديدة، ولإظهار مهارة يشتهر بها هذا البلد، ليضع كل القادة اللبنانيين مصالح بلدهم قبل المصالح الشخصية والطائفية أيضاً. وإنني أترك لبنان، وأنا أشعر بأمل كبير وأطلب وأحثّ كل القادة في لبنان على القيام بالعمل الجيد».
ورداً على ما قيل أخيراً عن مستقبل «اليونيفيل»، قال: «هي هنا، وباقية ما دام هنالك حاجة لذلك»، مشيراً إلى أنه التقى قائد هذه القوات الجنرال كلاوديو غراتسيانو.
ورداً على سؤال، أعرب عن إيمانه «بالحكمة وبالقيادة السياسية لجميع اللبنانيين الذين يعملون من أجل مستقبل لبنان»، مشيراً إلى أنهم «على مفترق طريق هام، ليس فقط من حيث انتخاب الرئيس، بل وفقاً لما يقومون به الآن»، وأن «كيفية التعايش مع هذا الوضع، ستكون فارقاً لمستقبل البلاد». وقال إن الأمم المتحدة «ستحترم أي مرشح وأي رئيس وفقاً للشرعية الدولية والإجراءات الدستورية، وسيحظى بأكثر دعم ممكن»، آملا «أن يقوم الرئيس المقبل، سواء كان هو أو هي، بالوفاء بكل الالتزامات الدولية».
وأسِف للإشكال في مخيم برج البراجنة الذي وصفه بأنه «إطلاق نار على أحد المعسكرات الفلسطينية». وحثّ «الجميع على الامتناع عن اللجوء إلى هذه الطريقة، فكل خلافات الرأي يمكن أن تحل بطريقة سلمية ومن خلال الحوار»، مضيفاً: «لا أعتقد أن هذه الحادثة ستمس العملية المستمرة في انتخاب الرئيس».
ورداً على سؤال عن الوضع في الجنوب واليونيفيل، قال: «إن هذه الناحية تمثّل مصدر قلق لنا، وخصوصاً بالنسبة إلى حالة عدم الاستقرار التي تشهدها منطقة جنوب لبنان، وأحث الأطراف كافة على الالتزام بقرارات مجلس الأمن، بهدف تحقيق الأمن والسلام في المنطقة».
وكان بان قد استهل نشاطه أمس بالتوجه إلى بكركي على متن طوافة للقوات الدولية، واجتمع مع صفير في حضور بيدرسون ولارسن وباسكو، والمطارنة رولان أبو جودة وسمير مظلوم وشكر الله حرب. وتخللت الاجتماع خلوة بين صفير والمسؤول الدولي.