مصدر عسكري سوري لـ"العهد": الجيش السوري تمكن خلال 48 ساعة من بسط سيطرته بالكامل على بلدة البحدلية
لم تهدأ وتيرة المعارك التي تشهدها الغوطتان الشرقية والغربية في ريف دمشق، بالإضافة إلى احياء برزة وجوبر وصولاً إلى مناطق القلمون المتاخمة للحدود اللبنانية. واأمتدت هذه العمليات العسكرية التي اتسمت بإستراتيجية اهدافها، من الجرود الواصلة بين بلدتي حلبون وتلفيتا، المتاخمتين للحدود اللبنانية، حتى حي برزة شمال العاصمة دمشق، مروراً بالأحياء الجنوبية للعاصمة، وكانت الاهم ببوادر الانتهاء من تطويق الغوطة الشرقية، التي يقدر طول جبهتها بحوالي 50 كلم، ما يرسخ حقيقة أن لا وجود لمناطق لا يمكن الدخول إليها في ريف دمشق.
هذا الطوق الأمني الذي فرضه الجيش السوري على مناطق الغوطة الشرقية، كان يجب - كي يكتمل- أن يدخل الجيش السوري عدة بلدات وقرى على اطراف طريق المطار، فيفصل مناطق الغوطة الشرقية كاملة عن مطار دمشق الدولي، وعن مناطق الغوطة الغربية، فخط الإمداد كان يمتد من دوما وعدرا باتجاه قرية العبادة ومن ثم بلدة العتيبة وبلدة حران العواميد والكفرين، نحو بلدة الغزلانية وحتى منطقة شبعا فالغوطة الغربية، عبر مناطق بيت سحم وعقربا ومن ثم يلدا و المخيم والحجر الاسود، فمناطق الغوطة الغربية.
فبعد العملية العسكرية التي شنها الجيش السوري، في منطقتي بيت سحم وعقربا، المتاخمتي لمنطقة السيدة زينب عليها السلام، كان لا بد من اطلاق معركة "أمان السيدة زينب"، التي تهدف إلى إعادة السيطرة على المناطق المحيطة بمنطقة السيدة زينب في جنوب العاصمة دمشق وتطهيرها من المسلحين، والتي تأتي بالتزامن مع العمليات العسكرية في جنوب دمشق في كل من القدم والعسالي والحجر الأسود وحجيرة وبيت سحم وسيدي مقداد وببيلا ويلدا.
معركة "أمان السيدة زينب" بدأت بالتضييق على المسلحين في الذيابية ومخيم الحسينية، تمهيداً لاقتحامها، حيث جرت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة.
وبعد ساعات من الاشتباكات في محيط مخيم الحسينية والديابية، حاولت مجموعة مسلحة، تطلق على نفسها كتيبة "أحفاد الرسول"، احتلال مبنى مشفى الامام الخميني، كونه أعلى مبنى في تلك المنطقة، ويمكن أن ينصب عليه رشاش ثقيل، يقطع الطريق على قوات الجيش، بالإضافة إلى نشر قناصة يصل مدى رصاصهم حتى مقام السيدة زينب، لتسارع وحدة من الجيش السوري الى استهداف تلك المجموعة، حيث حصل اشتباك عنيف معها ليسارع المسلحون إلى اشعال النيران في مبنى المشفى، وشوهدت أعمدة الدخان من مسافة بعيدة.
وأكد مصدر عسكري لمراسل "العهد" أن الجيش السوري تمكن خلال 48 ساعة من بدء العملية، من بسط سيطرته بالكامل على بلدة البحدلية وضرب التحصينات الأساسية التي صنعتها المجموعات المسلحة على مداخل البلدة، وتعد هذه المنطقة الأصعب في البلدة. وقد ترافق هذا التقدم للجيش السوري في البحدلية مع استمرار تقدمه على محاور الذيابية والحسينية.
العملية العسكرية التي بدأت في محيط السيدة زينب، تهدف لابعاد المسلحين عن محيط طريق المطار، بالإضافة إلى قطع التواصل مع المجموعات المسلحة في المحيط الجغرافي للمنطقة، لا سيما في منطقة حجيرة وحارة غربة، وصولاً إلى الحجر الاسود والسبينة، وتأمين محيط المنطقة من قذائف الهاون التي كانت تطلقها الجماعات المسلحة في تلك المنطقة، وبذلك يؤمن محيط مقام السيدة زينب، بالإضافة إلى المناطق في شرق المقام وشماله، والتي يسكنها الكثير من العوائل التي هجرت من منطقة حجيرة وحارة غربة، والأحياء التي سيطر عليها المسلحون في الذيابية والحسينية والبحدلية.