البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب: الحل السياسي للأزمة السورية هو السبيل الوحيد لتسوية الأزمة
دعا البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة مساء الاربعاء، إلى تضافر كل الجهود لحمل كل الأطراف على تغليب لغة العقل والحوار والتفاوض السلمي لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية باعتباره السبيل الوحيد لتسوية الأزمة.
ورحب المجلس بالمساعي الدولية المبذولة لعقد المؤتمر الدولي "جنيف 2"، وحثّ الأطراف السورية على الاستجابة لتلك الجهود لإيجاد حلّ سياسي استناداً للبيان الختامي الصادر عن اجتماع المجموعة الدولية في حزيران/يونيو 2012 مع تأكيد الدعم الكامل لجهود المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي".
وكان قد بدأ مساء الاربعاء في القاهرة وزراء الخارجية العرب اجتماعاً غير عادي مخصص لبحث تطورات النزاع في سوريا والجهود المبذولة دوليا للتوصل الى حل سياسي.
وقال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في الجلسة لافتتاحية العلنية للاجتماع إن "مؤتمر "جنيف2" الذي تسعى القوى الدولية لعقده الشهر المقبل فرصة لا يجوز تبديدها"، مضيفاً ان "كل يوم يمر له ثمن غال من الدماء والدمار". واعلن العربي ان الرئيس السابق لما يسمى بـ "الائتلاف السوري" المعارض أحمد معاذ الخطيب ارسل له رسالة تم عرضها على الوزراء العرب من دون ان يكشف فحواها، موضحاً أن الخطيب "أوفد هيثم المالح، احد قادة "المعارضة"، ليتحدث الى الوزراء العرب ودعاه الى القاء كلمته في جلسة مغلقة".
من جانبه أعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي أن "وزراء الخارجية العرب سيجتمعون مساء الأربعاء بناء على توصية اللجنة الوزاريّة العربيّة حول سورية لبحث تطوّرات الأوضاع والتحضير لمؤتمر "جنيف -2". وأضاف بن حلي أن "موقف الجامعة العربية من الأزمة السورية يُركّز منذ البداية على أن الحلّ السياسي هو الطريق الأسلم".
من جهته، أكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبناني عدنان منصور أن "إخراج سوريا من محنتها يكون بالحوار وليس الانتقام وتصفية الحسابات". ولفت منصور خلال كلمته أمام مجلس الجامعة العربية في دورته غير العادية على المستوى الوزاري المنعقد في القاهرة الى أنّ "عدد المواطنين اللبنانيين القاطنين في تلك القرى السورية القريبة الى مدينة الهرمل، يناهز خمسة وثلاثين ألف نسمة، وهم يتمتعون بحقوق شبيهة بما يتمع به اخوانهم السوريون من امتلاك الاراضي والعقارات وحرية العمل والتنقل والتعليم والطبابة وغيرها، وقد تعرّض اللبنانيون، سكان القرى السورية، لخسائر فادحة جرّاء أعمال المسلحين في القصير وريفها، التي طالت عشرين قرية، تنوعت ما بين القتل والتهديد، التنكيل والتهجير وعمليات الخطف، تدمير المنازل والمساجد والكنائس، ومصادرة الاراضي والمحاصيل الزراعية".
وأوضح أنّه "أمام تمادي المجموعات المسلحة وترهيبها للبنانيين، سكان القرى السورية، قام ساكنو تلك القرى بتشيكل لجان شعبية مسلحة، واستغاثوا بأقربائهم في لبنان للدفاع عن أنفسهم وأعراضِهم وأملاكهم وأرزاقهم ضد المجموعات المسلحة التي سيطرت على ريف القصير مُشَّكلة خاصرة خطيرة للبنان إذ منها يتسلل المسلحون إلى أراضيه، ومنها وإليها ايضاً يجلبون الاسلحة، مع كل ما يشكل هذا من تهديد للسلم الأهلي والامن والاستقرار للبنان".
وشدّد منصور على أنّ "حزب الله لم يقاتل في حلب أو درعا أو دير الزور أو إدلب أو القامشلي"، معتبراً أن تواجد ثُلةٍ من مجموعاته في ريف القصير انما هو عمل وقائي وإستباقي لحماية اهلهم واقربائهم وابنائهم من اللبنانيين في مواجهة المجموعات المسلحة، التي أرادت ان تجعل منهم فريسة للخطف والإبتزاز والقتل مثلما حصل لاخوانهم الزوار اللبنانيين العزَّل، الذين مضى على اختطافهم في منطقة اعزاز شمالي حلب اكثر من عام، ومثلما حصل ايضاً من عملية ذبح لثلاثة من الحراس في منزل سفير لبنان في دمشق وقطع رؤوسهم ورميها على بعد أمتار من دار السكن".