اعتبرت صحيفة "الديلي تليغراف" البريطانية أن الشيخ يوسف القرضاوي يؤجج "التوتر الطائفي في أنحاء الشرق الأوسط من خلال استغلال الخطاب الديني المشحون".
وقالت الصحيفة إن "الداعية المصري المتشدد الذي يعيش في قطر، وصف في كلمات مفعمة بالتعصب والكراهية، العلويين، بأنهم أكثر كفراً من النصارى واليهود، داعياً جميع المسلمين في كل الدول العربية للتوجه إلى سوريا"، مشيرةً الى أنه "استخدم عن عمد لفظ "النصارى"، عندما تحدث عن المسيحيين".
وكان الشيخ يوسف القرضاوي شنّ في احدى خطب الجمعة هجوما عنيفاً على الرئيس السوري بشار الأسد، وحزب الله وإيران وروسيا، ووصف العلويين بـ "النصيرية" قائلاً انهم "أكفر من اليهود والنصارى"، على حد زعمه. ودعا كل المسلمين حول العالم إلى التوجه نحو مدينة "القصير" السورية لمناصرة الميليشيات السورية المسلحة، كما دعا كل من بوسعه القتال من العرب والمسلمين إلى الذهاب للقصير.
وفي نفس السياق، اكد اتحاد "علماء بلاد الشام" أن "فتاوى القرضاوي "التكفيرية" وتحريضه على سفك الدماء في سورية تعد خروجاً عن القواعد الشرعية والنصوص المأثورة وأحاديث وسنة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم".
وأشار الاتحاد في بيان الثلاثاء إلى أن "الغلو المستهجن لمن يوصف بأنه "رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" القرضاوي يفقد الاتحاد مصداقيته في كونه يمثل علماء من الأمة"، مؤكداً أن "التكفير الجماعي الذي يوجه إلى فئة من أبناء الأمة يخالف قواعد الشريعة ونصوص السنة في حين يكون التكفير الشخصي لفرد معين على انكار لضرورة من ضروريات الدين وبقرار من حاكم شرعي وبعد محاكمة يستمع فيها لدفاعه. فلا تكفير من غير دليل. وانما يكفر الشخص بما نطق به ولو احتمل الأمر الذي يعد مكفراً أكثر من وجه فإن الحكم بالتكفير يعد جناية خطيرة في شرع الله تعالى".
وأشار الاتحاد في بيانه إلى أن "الأمة الإسلامية بأشد الحاجة إلى من يحقن دماء أبنائها ويبحث لها عن مخرج من الفتن التي أدخلت الأمة في نفق مظلم لا ندري أين نهايته"، داعياً أبناء الأمة إلى البحث عن "أسباب وحدتهم واجتماع شملهم وعوامل الوفاق والوحدة بينهم وعن سبل إخماد نار الفتنة وحقن الدماء وتوجيه الأسلحة ضد من ينتهكون حرمة المسجد الأقصى ويدنسون حرماته".