وشدد على ان "تدخل البطريرك صفير هو تدخل مبارك وقد تدخل قبل المبادرة الفرنسية التي اتت لكي تضع أسلوبا او خريطة طريق لوضع يد البطريرك على هذا الموضوع. ونحن اليوم (امس) على الارجح في انتظار ان يأتي شيء من غبطة البطريرك في موضوع لائحة توافقية". ولفت الى ان "في لبنان عندنا ايضا الصفة الطوائفية التي تجعل من رأي غبطة البطريرك ومن رأي المسيحيين رأيا اساسيا واساسيا جدا في هذا الموضوع، ولا يمكن تجاوز هذا الموضوع بأي شكل، وحتى لو اراد غيري ان يتجاوزه فأنا غير مستعد ان اتجاوزه".
اجرت اذاعة "مونتي كارلو الدولية" حوارا مع الرئيس بري حول الاستحقاق الرئاسي والتطورات الراهنة تبثه كاملا في برنامج "الدائرة الساخنة" عند الساعة السابعة الا ربعا مساء اليوم الجمعة بتوقيت بيروت، وتعيد بثه مرة ثانية في الاولى والثلث من بعد ظهر غد السبت بتوقيت بيروت، هنا نصه:
سئل: دولة الرئيس انت تحمل امانة مزدوجة: رئاسة مجلس النواب، ولكونك فريقا اساسيا في المعارضة، لكنك الوحيد تقريبا في الجمهورية اللبنانية الاكثر تفاؤلا بالاستحقاق الرئاسي ، هل لا تزال متفائلا ولماذا؟
اجاب: "بداية الشكر لهذا اللقاء الذي يتيح لي فرصة بعض التوضحيات قبل اقل من اسبوع على موعد الجلسة والذي يصادف عشية ذكرى الاستقلال في لبنان. سبب التفاؤل هو انني لا يمكن ان اتصور ان هذا اللبناني الذي شكل امبراطورية في العالم لا تغيب عنها الشمس، ان يصل به الغباء في ان يدمر بلده، وعلى ماذا؟ انطلاقا من مخالفات دستورية بينما المعالجة هي ارخص بكثير لا بل اربح بكثير لمصلحة لبنان ولمصلحة اللبنانيين. هذا سبب مبدئي الاسباب الاخرى للتفاؤل هي انه لو قلت لي او زعمت انت ان لك بذمتي مبلغا من المال واعترفت انا بهذا المبلغ وقدمته اليك، فهل تقول انني لا ازال مدينا لك؟ طبعا الجواب لا. انت تعلم ان الموالاة او الاكثرية في لبنان كانت تطالب بانتخاب رئيس للجمهورية قبل حكومة الاتحاد الوطني مع الثلث الضامن، وكانت المعارضة تطالب بحكومة الوحدة الوطنية مع الثلث الضامن قبل انتخابات الرئاسة. انا تجرأت، ومرة اخرى من دون التشاور مع احد لا في الخارج ولا في الداخل باعتبار اردت ان يكون الامر لبنانيا - لبنانيا، كما كان يطلب ويدعى، وقلت للموالاة هذا دينك، انا لا اريد حكومة الان، يكفيني انكم قلتم انتم انكم بعد رئاسة الجمهورية ستقوم حكومة وحدة وطنية مع الثلث الضامن. وتعالوا لنتفق على رئيس جمهورية لا سيما لا شرط على الاطلاق سوى تطبيق القانون وتطبيق الدستور. لذلك، وبعد هذا الامر، سمعت كلاما من الاكثرية وخصوصا من رئيسها النائب سعد الحريري الذي قال في بداية شهر رمضان انه يريد الانتخابات باجماع او شبه اجماع، الاجماع وشبه الاجماع اكثر من الثلثين، فلذلك بدأت بحوار معه، مع الملاحظة ان حديثه اليوم (امس) في الصحف اللبنانية المعطى لاحدى القنوات التلفزيونية الفرنسية فيه نقض لكلامه الاول بأنه بحث في موضوع النصف زائدا واحدا، وايد النصف زائدا واحدا. ولكن انا اعتبر ان هذا الكلام يزيد من غالبية الشعب اللبناني التي تنتمي الان الى حزب واحد هو كاظمي الغيظ، الذين يكظمون غيظهم من التصريحات هنا وهناك ويريدون حلا في لبنان، بدليل ان المبادرة التي تقدمت بها شخصيا لم تحظ فقط بقبول العالم الكاثوليكي والعالم الاوروبي كله 27 دوله كما تعلم، ولم تحظ بتوافق العرب كل العرب من دون استثناء، وانما حظيت ايضا ب 80,6% (ثمانين فاصلة ستة في المئة) على الاقل من كل الشعب اللبناني بكل طوائفه وتشعباته وتفرعاته ومندرجاته.
كفى، نحن على بعد ستة ايام من تعمد استقلال لبنان، من القول للبنان انك فعلا بلد مستقل. اما المساعدات والمؤازرة الخارجية التي لا تمس هذا الاستقلال فنحن نرحب بها دائما بدءا من المبادرة الفرنسية التي فعلا آزرت وتؤازر والتي، مرة أخرى، تثبت فرنسا مقولة قديمة انها الأم الحنون".
"انا متفائل لأسباب موضوعية"
سئل: دولة الرئيس هذا التفاؤل الذي تعبر عنه هل يعني فعلا اننا ذاهبون الى انتخابات رئاسة الجمهورية، وانك تسحب اي اعتقاد يقول اننا ذاهبون الى الفوضى؟
اجاب: "انا متفائل لاسباب موضوعية ذكرت لك بعضها. الآن غبطة البطريرك، كما تعلم، وانا اتفاوض مع الاخ سعد الحريري، غبطة البطريرك وضع يده على هذا الملف وكان من الطبيعي ان نتريث سعد وانا. في القانون هناك مبدأ الجزاء يعقل الحقوق فعندما تصل القضية الى غبطة البطريرك، وصاحب الدار ادرى بالذي به، هذا امر لا يتنافى مع الديموقراطية، كفى اعطاءنا الدروس بالديموقراطية، لقد تعلمنا دروسا كثيرة، في لبنان مر 11 انتخاب رئيس جمهورية 10 منها كانت بالتوافق على اسم واحد بشكل او بآخر، ودائما باتصالات ومشاورات بين اللبنانيين، واحيانا لا بل غالبا مع خارج لبنان. مرة واحدة كان هناك توافق على ان تكون هناك معركة بين مرشحين وحضر 99 نائبا. ان تدخل البطريرك صفير هو تدخل مبارك وقد تدخل قبل المبادرة الفرنسية، اتت المبادرة الفرنسية لكي تضع اسلوبا او خريطة طريق لوضع يد البطريرك على هذا الموضوع. ونحن اليوم (امس) على الارجح في انتظار ان يأتي شيء من غبطة البطريرك في موضوع لائحة توافقية. وطبعا البطريرك قبل ان يقدم على هذا الامر اراد ضمانة بان لا يحصل معه ما حصل عام 1988 بأن يعطي اسماء يتم تجاوزها. لذلك اصدرنا بيانا باسمي وباسم الاخ سعد الحريري اننا نلتزم ما يصدر من اسماء للبحث. هنا نقطة مهمة للغاية ان البطريرك سيرسل لنا اسماء توافقية، ونحن نجتمع لنحاول انا وسعد الحريري ان نتفق على اسم توافقي او اسمين او ثلاثة. كل اسم نتفق عليه عندئذ ننزل الى المجلس النيابي يدا واحدة وصفا واحدا في هذا الموضوع، لا كما يقال ان نأخذ اللائحة على طريقة "خذها او اتركها" ونذهب بها الى المجلس النيابي. لا، ليس هذا هو الامر، لذلك كان الكلام واضحا في موضوع الرئيس او الرؤساء التوافقيين. انا اعتقد ان البطريرك احرص مني واحرص من الجميع في ان تكون لائحته لائحة على الأقل فيها عدد كبير من التوافقيين اذا لم تكن كلها توافقية، وبالاساس هكذا كان البيان الذي قدم الضمانة الى البطريرك، وطبعا انا عندئذ ازداد تفاؤلا ان البطريرك اصبح شريكا. وهذا امر ليس له علاقة ابدا بدور المجلس النيابي وبموضوع الديموقراطية. واسأل سؤالا هنا: في اي بلد ديموقراطي في العالم حيث يكون انتخاب رئيس الجمهورية من المجلس النيابي وليس من الشعب، أليس من واجب رئيس المجلس النيابي ان يجلس مع رئيس الاكثرية، لكي نعرف على الاقل من هم المرشحون؟ أليس من واجب رئيس المجلس النيابي ان يشاور الفاعليات؟ هذا الذي افعله وعلى رأس هؤلاء الذين اتشاور معهم غبطة البطريرك. وهذه ليست المرة الاولى، واذكر انه في زمن الرئيس الياس الهراوي ذهبت الى البطريرك صفير وبدأت مشاوراتي في ذلك. هذا امر اقل من طبيعي، وعلى كل الديموقراطية يجب ان تكون في خدمة الشعب، ولا شيء الآن في خدمة الشعب اللبناني كمقدار الاتفاق على رئيس الجمهورية".
سئل: اشرتم الى البيان الذي اصدرتموه الاسبوع الفائت مع النائب سعد الحريري حول المرشح او الرئيس التوافقي، لكن النائب الحريري قال في الساعات الاخيرة انه يريد ان يتوافق معك على مرشح من 14 اذار او مرشح قريب جدا جدا من 14 اذار، ما هو التعريف الذي اتفقت مع النائب الحريري عليه حول المرشح التوافقي؟
اجاب:" له الحق بتمنياته هذه ولي الحق انا ايضا بتمنياتي ان يكون المرشح الفائز يكون هو مرشح المعارضة الذي هو حتى الان واحد وهو العماد ميشال عون. هذه التمنيات له الحق بها وانا لي ايضا. الذي ليس له حق فيه النائب سعد الحريري هو الكلام الذي صدر عنه اليوم (امس) بالعودة الى الكلام على النصف زائدا واحدا، شرط التوافق معه وبداية الحديث كان هو الاقلاع عن هذه الفكرة التي هي ضد الدستور والتي تؤدي الى تدمير لبنان. مع ذلك انا لا اقف عندها ولكن انبه احيانا ان الجو الحامي اذا اتى في الصيف الملتهب يعطي حرارة اكثر مما اذا اتى في الجو البارد. سعد الحريري وانا المفروض ان يكون جونا باردا اكثر من اللازم كي نستطيع ان نطفىء الحماوات التي حولنا، وبالتالي لا يجوز ان يشارك في هذا الامر".
سئل: قدمتم ضمانات الى البطريرك صفير بتبني او اختيار اسماء من لائحة المرشحين التوافقيين؟
اجاب:"ليس تبني اسماء منها بل اختيار مرشحين توافقيين منها، مرشح او اكثر، اذا توافقنا على اكثر من مرشح، لنفترض انه توافقنا على مرشحين اثنين توافقيين ولم نستطع سعد الحريري وانا ان نتفق على واحد فقط، ولكن اتفقنا على ان هذين الاثنين هما مرشحان توافقيان عندها ننزل بالاسمين الى المجلس النيابي ومن يربح يربح، كما حصل مع المرحومين الياس سركيس وسليمان فرنجيه. اما اذا اتفقنا على شخص واحد فاننا ننزل الى المجلس بشخص واحد".
سئل: هل يمكن توقع الا تتفقا على اي من الاسماء، اي ان يتشبث كل منكما باسم او ربما لا يجد المرشح التوافقي؟ اجاب: "لا اعتقد ذلك".
"لدينا الصفة الطوائفية"
سئل: يقال انك والنائب الحريري تختصران مجلس النواب باختيار الرئيس المقبل لان المجلس عليه ان يقترع ما اخذتموه انتما، فكيف تفسير ذلك؟
اجاب:" سبق الجواب عن هذا الموضوع، في اي بلد ديموقراطي، اختر الان بلدا صيغته تشبه صيغة لبنان بأن المجلس النيابي هو الذي ينتخب رئيس الجمهورية. كيف يتم انتخاب رئيس الجمهورية؟ رئيس المجلس النيابي يجب ان يبدأ محادثاته مع رئيس الاكثرية. امس تركيا قبل التعديل الدستوري في هذا الموضوع، مع من جرى البحث؟ أليس مع اردوغان وعندما لم يتمكن من تأمين الثلثين اجروا تعديلا دستوريا ثم عادوا الى المجلس وانتخابات مباشرة من الشعب. نحن لاعتبارات معينة غير قادرين على ان نقوم بذلك فعلى الاقل ولزاما علي ان اتشاور واقدم بما اقدم به. وفي لبنان عندنا ايضا صفة اخرى وهي الصفة الطوائفية وهذا غير الصفة الطائفية لان هذه الصفة لا اريدها، لدينا الصفة الطوائفية التي تجعل من رأي غبطة البطريرك ومن رأي المسيحيين رأيا اساسيا واساسيا جدا في هذا الموضوع، ولا يمكن تجاوز هذا الموضوع بأي شكل، وحتى لو اراد غيري ان يتجاوز هذا الموضوع فأنا غير مستعد ان اتجاوزه. واريد ان اذكر هنا انني قبل الانتخابات النيابية ومن فترة طويلة قلت في موضوع رئاسة الجمهورية تحديدا انا خلف البطريرك صفير. لا احد يزايد علي، وكلامي هذا قلته ولم يكن موضوع رئاسة الجمهورية قد طرح. اما الحوار حول رئاسة الجمهورية فأنت تعرف انه في 12 اذار 2006 في مؤتمر الحوار بعد المحكمة الدولية والتحقيقات الدولية كان الموضوع الثاني رئاسة الجمهورية ولم يحصل آنذاك اتفاق على طاولة الحوار".
"السوريون يدعمون المبادرة الفرنسية"
سئل: اين هو دور سوريا من الوساطة الفرنسية ومن الاستحقاق، هل هناك ضمانات ربما سوريا قدمتها الى فرنسا او لا نعرف لمن من اجل امرار الاستحقاق الرئاسي؟ اجاب: "الذي اعلمه والذي قرأته والذي سمعته حتى من الفرنسيين ومن الوفود الاخرى التي تزورني ان السوريين في هذا الامر يدعمون المبادرة الفرنسية، وانهم يريدون رئيسا توافقيا في لبنان. وهذا الكلام سمعته وسمعت ايضا موجزا لزيارة الامين العام للرئاسة الفرنسية ولقائه مع الرئيس الاسد، واجواء السوريين وفقا لمعلوماتي ايجابية عكس ما ورد في بعض الصحف اليوم(امس) الا اذا كان هناك شيء اخر انا لا اعلمه".
الرئاسة بداية لمفتاح حل الأزمة
سئل: دولة الرئيس انتخاب رئيس توافقي هل في رأيك يمثل تحديدا للازمة في ظل استمرار النزاعات الاقليمية؟
اجاب:" يقولون في اللغة القديمة "افتح يا سمسم" موضوع رئاسة الجمهورية في لبنان هو بداية المفتاح لحل الازمة في لبنان اولا، وثانيا اعتقد ان كثيرا من الازمات في المنطقة في حاجة الى هذا الحل بدءا بمؤتمر الخريف "أنابوليس" انا اعتقد انه اذا لم تحصل انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان فسيحصل تأجيل لهذا الموضوع، وثالثا ان محاولة ايجاد صراعات في المنطقة في البلدان العربية بين سنة وشيعة والصراع المفتوح منذ 11 ايلول بين ما يعتقد الغرب انه التعصب الاسلامي والمسيحية اي صراع الحضارات يوجد له نموذج في العالم. هذا النموذج هو لبنان.
"لبنان اكثر من وطن لبنان رسالة" هذه الكلمة لقداسة البابا (يوحنا بولس الثاني) رحمه الله، وانا اقول اكثر من ذلك من واجب المسلمين في لبنان، وهذه نقطة اساسية جدا وليس واجب المسيحيين، الواجب على المسلمين اكثر في حفظ اللبنانيين ولبنان وبرئاسة مسيحي لان هذا الامر يجعل مثالا لكل الدنيا انه غير صحيح ما يقال ان هذا المليار والنيف من المسلمين لا يستطيعون ان يتعايشوا مع المليارات الاخرى في العالم من الاديان. يقال بلد صغير مثل لبنان عدد المسلمين فيه اكثر من عدد المسيحيين وها هم يجعلون منهم رئيسا عليهم ويتعايشون معهم. اقول هذا الكلام بكل فجاجة سياسية، ولكن، ان شاء الله بكل رؤية انطلاقا من التعاليم الحقيقية للاسلام والمسيحية. لبنان حاجة اسلامية لحفظ عيشنا المشترك. لذلك انا قلت ان المسيحيين في لبنان هم اقيونة المسلمين اذا صح التعبير، وقلت ايضا مع الاسف الشديد بالنسبة الى غبطة البطريرك في صحيفة "الاوريون لو جور" منذ حوالى عشرة ايام، قلت ارى ان المسلمين في لبنان يصغون الى غبطة البطريرك اكثر من المسيحيين. والمسيحيون يصغون الى غبطته اكثر من الموارنة، والموارنة يصغون الى غبطته اكثر من المرشحين للرئاسة، وبالتالي كان بعض هؤلاء فعلا كالعرب قبل الاسلام يضعون آلهة من تمر يأكلونها حين يجوعون، هذا ما يحاولون ان يفعلوه الان مع بكركي، هذا الامر ليس مزايدة. فقد سمعت شخصا يقول متى كان نبيه بري حريصا على المسيحيين؟ نعم انا طول عمري حريص على المسيحيين، ولكني اصبحت حريصا اكثر على المسيحيين عندما خفت عليهم منه. وايضا اسمع بعض الناس وبعض الذين يخيلون لهم عن بعد انه قد يكونون مرشحين للرئاسة، وانا اعرف دورهم تماما كيف كانوا عرابي اسرائيل في الامن وفي غير الامن عام 1982، وهم يعرفون ادوارهم، انا اتعجب من هذه الهجمة وهذا الحرص على بكركي الا تسمي او تشترك او.. متى سمت بكركي؟ لانكم لم تتفقوا. متى تدخلت بكركي؟ لانكم لم تتفقوا. اتريدون مثالا، سأعطيكم مثالا. نبيه بري كانت اميركا ضده، وفرنسا ضده، وبعض العرب ضده، وانكلترا ضده في رئاسة المجلس النيابي، ولكن جرى ترشيحه من طائفته فاستطاع في النهاية، طبعا بأصوات بقية اللبنانيين، وعلى رأسهم وليد جنبلاط وسعد الحريري وكتل اخرى ان تغير رأيها لماذا؟ احتراما للعيش المشترك في لبنان والذي يشمل ايضا المسلمين في ما بين بعضهم البعض، والا كيف حاز نبيه بري على تسعين صوتا على رغم وقوف كل هذه الدول ضده. لو كان هناك تضامن وتوحد في ما بينكم لكنتم فرضتم رأيكم على الجميع من دون استثناء. وغبطة البطريرك هو تعويض عن عدم وحدتكم".
سئل: انت تتابع واصبحت جزءا من كل اللعبة الاقليمية والدولية المنخرطة في الاستحقاق الرئاسي، وبالتالي هناك هجمة على لبنان دوليا اكثر مما هي هجمة اللبنانيين على استحقاقهم؟ هل اصبح الاستحقاق الرئاسي خيارا اقليميا ودوليا قد كرسته وثبتته التدخلات الخارجية؟
اجاب:"لا، لان الجميع من دون استثناء يبدأون بالقول لقد اتينا منطلقين من مبادرتك. المبادرة التي اطلقتها انا والتي حركت الوضع الداخلي هي التي حمست كل الاخرين وخصوصا الدور الاوروبي وفي وجه التخصيص اكثر المبادرة الفرنسية. عندما اتى الاوروبيون (الوزراء الثلاثة) الى لبنان جاؤوا قبل المبادرة الفرنسية. معالي الوزير كوشنير، ومعالي الوزيرين وبالمناسبة فانني استغرب ان هنا اناسا تقطن في باريس وتهاجم المبادرة الفرنسية، وتهاجم لماذا يجري الكلام مع البطريرك صفير في هذا الموضوع، فبدلا من ان يشكروا من يساعدنا يهاجمونهم. الفرنسي يقول انه ليس لديه مرشح، الفرنسي يسأل ما هي الطريقة التي يمكن ان نتبعها بالنسبة الى هذا الموضوع، وهو يركض في كل اتجاه، وجميعنا يعرف انه ذهب الى سوريا والى الولايات المتحدة الاميركية، واخذ غطاء من العرب وتكلم مع السعودية ومصر. واليوم (امس) تلقيت اتصالا من وزير الخارجية المصرية احمد ابو الغيط. الفرنسيون يتحركون في كل اتجاه وهم يجرون ايضا اتصالات مع الاخوة الايرانيين، ولا يتركون نافذة من النوافذ يمكن ان ياتي منها اي جو قد يعكر الا ويحاولوا مع العرب ومع كل الناس ان يعملوا على هذه المبادرة التي اطلقت في سبيل تنفيذها. فهل نقول لهم تسلم يداكم او فلتكسر يداكم. لقد اطلقناها مبادرة لبنانية - لبنانية وتوقفت المسألة بالتمرير العملي الامر الذي اضطر ان يضع البطريرك يده على الموضوع".