رأى نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن "الكل بانتظار نتائج الطعن بالتمديد للمجلس النيابي، ولذا الحكومة مؤجلة بانتظار نتيجة الطعن، والذين يضعون الشروط الإلغائية، ويرفضون التمثيل الصحيح بحسب أوزان القوى في البلد هم الذين يعيقون تشكيل الحكومة إذا لم أقل يعطلونها، ونحن نسمع أن تيار المستقبل يحاول أن يضع بعض القواعد، ولكن هذا التيار نسي أنه ليس في موقع من يوزع الأدوار أو أن يقول من يكون بالحكومة أو من لا يكون فيها".
وأضاف الشيخ قاسم في كلمة له خلال احتفال أقامته جمعية "النور" في قاعة "رسالات" - المركز الثقافي لبلدية الغبيري "أريحوا أنفسكم وشعبكم من إخفاق جديد يسجل إلى إخفاقاتكم التي تتالت في السنوات الماضية، وأنتجت حكومة غير ميثاقية وفاحت رائحة فسادها وإشكالياتها، ثم اختيرت حكومة جديدة عندما كُلف الرئيس ميقاتي فرفضتم أن تشاركوا فيها، وحاولتم أن تخربوا البلد وأن تحرقوه، وبدأتم تصرخون في كل موقف من المواقف بانتظار أن تنجلي الأمور في سوريا اعتقاداً منكم أن جماعتكم سيفوزون، وأن المشروع الإسرائيلي الأمريكي في سوريا سينجح، ولكنكم أخطأتم أيضاً في هذا الرهان".
وقال "كفاكم تراكماً للفشل في المراحل المختلفة، أنصح تيار المستقبل وقيادته أن يكونوا لبنانيين في عقليتهم وسلوكهم، وأن يمدوا اليد إلى شركائهم في الوطن وأن نتعاون جميعاً لبنائه معاً، لأن لبنان ليس مزرعة لأحد، ولا يمكن أن يديره أي فريق بمعزل عن الأفرقاء الآخرين، ولا يستطيع أحد أن يعطي شهادة حسن سلوك وأن يقرر ما يكون وما لا يكون".
في سياق متصل، أشار الشيخ قاسم الى أن "بعض القوى في لبنان اتّكأت على تطورات الأزمة السورية، وربطت مواقفها الداخلية بالإيعازات الأمريكية، وإذ بالصدمات تتالى، لماذا؟ لأن أمريكا لم تفِ بوعودها، هم تدخلوا في سوريا ولكن الشعب السوري لا يريد المشروع الأمريكي بدليل استمرار النظام، والتفاف هذا العدد الكبير من الشعب حول نظامه، وهذا يستدعي البحث عن كيفية التفاهم مع الأطراف الأخرى، ليكون جميع الشعب ممثلاً هناك"، مضيفاً "رأينا كيف أن البعض في لبنان كان دائماً يستند إلى تصريحات السفيرة الأمريكية أو الرئيس الأمريكي أو بعض السفراء الأوروبيين الذين يقولون إن الانتخابات يجب أن تجري في موعدها، ثم هم بأيديهم يوقعون على التمديد ولا تجري الانتخابات في موعدها"، سائلاً "أين أصبحت التعليمات الأجنبية؟".
واعتبر الشيخ قاسم أنه "من الآن وإلى أن تظهر نتيجة الطعن، ربما تكون هناك فرصة لإعادة إنتاج قانون انتخابي جديد، فليكن واضحاً، ان أي قانون انتخابي فيه تمثيل عادل هو القانون النسبي، وأي قانون فيه رائحة الأكثري ولو بنسبة معينة يعني أنه يخسر من عدالته، لأن النسبية تكون بنسبة تأييد الناس، أما الأكثري فهو يعني أن الزعامات والقدرات الكبيرة تأكل القدرات الصغيرة وتنهيها".
وختم الشيخ قاسم مستنكراً "محاولة اغتيال الشيخ ماهر حمود وسماحة الشيخ إبراهيم بريدي"، معتبراً أن "هذا العمل هو عملٌ جبان، ويدل على أنهم يضيقون ذرعاً بالكلمة الصادقة المقاومة الحرة، وهو عمل إسرائيلي بامتياز، يتحمل مسؤوليته السياسيون المحرضون والمفتنون، الذين يغطون التعديات وعدم الاستقرار في لبنان، ويحمون ميليشيات الفتنة، كل هذا من نتائج أولئك الذين يعملون للإساءة للآخرين".