مواقف الرئيس لحود، جاءت خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، الأستاذ في كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد خنافر مع وفد، جاء ليشكر رئيس الجمهورية على منحه وسام الأرز الوطني من رتبة فارس تقديرا لعطاءاته الفكرية والعلمية والجامعية. وضم الوفد الوزير طلال الساحلي، والنائبين السابقين عاصم قانصوه وحسن علوية ورئيس بلدية عيناتا السيد عباس خنافر، إضافة إلى عدد من الأساتذة وأفراد عائلة الدكتور خنافر الذي ألقى كلمة أشاد فيها بمواقف الرئيس لحود، شاكرا له مبادرته، معتبرا أنها تتويج لعطاءاته على مدى 40 عاما قضاها في البحث العلمي والتعليم العالي والعمل النقابي بين جامعات باريس وبيروت ودمشق خدمة للعلم والإنسان ولبنان. وقال : "هذا الوسام أدخل الفرح إلى قلبي وقلوب الأجيال التي علمتها، وقلوب الأساتذة الذين مثلتهم، وكرم مساهمتي في إغناء البحث العلمي. فشكرا لك يا قائدنا ويا حامي حدود لبنان وكرامة اللبنانيين، معكم انتصرنا وتحررت أرضنا وانزاح عنا الضعف والهوان".
رد الرئيس لحود
ورد الرئيس لحود مرحبا بالوفد، وشاكرا له عاطفته ومهنئا الدكتور خنافر على ما حققه في مسيرته العلمية والجامعية، وقال : "في هذه المناسبة أود أن أعبر لكم عن مدى افتخارنا كلبنانيين، كون لبنان قد حقق إنجازا كبيرا تمثل بوقوفه بوجه إسرائيل. إن هذا لحدث مهم لم يحصل منذ بدء النزاع الإسرائيلي - العربي، وهو قد تكرر لمرتين متتاليتين".
وأضاف: "نحن اليوم أمام استحقاق في غاية الأهمية وأنا أقول لكم، بكل صراحة، أن الخلاف كله القائم حاليا بين الأكثرية والمعارضة، ومن دون أن نتلطى وراء أصابعنا، يتمحور حول مسألة واحدة : هل سيبقى لبنان قويا أم يعود إلى عهود خلت، قبل أن يكون فيه جيش وطني ومقاومة وطنية ؟ للإجابة على هذه المسألة، إنني أدعو الجميع إلى يقظة ضمير. فإلى أولئك الذين يعتقدون أنهم يتكلمون باسم الحريات والديمقراطيات وما إلى ذلك من شعارات، أسأل : هل هذا هو هدفهم بالفعل، أم أن هدفهم هو بالواقع نزع سلاح المقاومة" ؟
وتابع : "أقول للجميع، بكل وضوح، إذا لم نكن كلنا في موقف واحد ومع بعضنا البعض، فإننا جميعا سندفع الثمن. من هنا دعوتي المتكررة للعودة إلى الضمير بهدف اختيار رئيس يؤمن بقوة لبنان، وفي الوقت عينه بالعدالة الاجتماعية. إذ أن هذه العدالة هي المسألة الثانية التي تنقصنا في لبنان. لقد حاولنا المستحيل لتحقيقها، فأقرينا قانون ضمان الشيخوخة، وقانون وسيط الجمهورية، وبدأنا العمل بالبطاقة الصحية ... إضافة إلى غير ذلك من مشاريع القوانين التي ظلت حبرا على ورق. لذلك نحن نريد رئيسا يؤمن بهذه العدالة. ذلك أنه في موازاة المقاومة المسلحة يتوجب علينا أن نحظى بمقاومة ذات طابع اجتماعي، يحصل بموجبها كل مواطن لبناني على حقوق الطبابة وتأمين شيخوخته، وتحقيق قدرته على إرسال أولاده إلى المدرسة ..."
وقال : "هذا ما أود أن أقوله لكم قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، راجيا أن يحصل ذلك، وبنصاب الثلثين، لأن أي حل غيره ذلك، سيجلب المخاطر إلى الوطن. ولذلك أناشد الجميع، ولو لمرة إضافية، أن يعودوا إلى ضمائرهم. فنحن جميعا يجب أن نكون لبعضنا البعض، مقتنعين أن قوتنا هي في قوتنا وليس بضعفنا".
وقال : "يوم التحرير كم شعرنا جميعا أننا أقوياء، ورأسنا مرفوع، وكرامتنا محفوظة. فهل بإمكاننا بعد أن ننسى هذا الحدث، ونعود إلى عادات الماضي بما فيه من مساومات ؟ صدقوني أن ما أقوله لا ينطوي على أي أمر شخصي، فأنا أتكلم وتفكيري يتجه إلى مستقبل أطفالنا. إن أي لبناني يتوجه إلى أي دولة عربية هو محط أنظار الجميع وتقديرهم لهذا السبب. لقد خبرت ذلك، شخصيا، أثناء اللقاءات التي عُقدت على مستوى القمم، حيث كان القادة يحيون "لبنان البطل" و "لبنان المقاوم" ... كلما جرى الكلام على لبنان. فهل من الجائز أن نمسح كل ما حصل ونطويه، وننسى كل الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن هذه القضية التي رفعت رأسنا جميعا ؟ هل من المعقول ألا نهتم للأمر ؟ وهل من الجائز ألا يتحدث أحد عنه، حين تُطرح مواصفات الرئيس المقبل ؟"
وتابع : "كما سبق لي وذكرت، يجب أن يكون الرئيس المقبل مؤمنا بقوة لبنان. وها إننا إذا ما نادينا بذلك، يتهموننا بأننا طرف. طرف مع من ؟ طرف مع قوة لبنان ... بالفعل إن هذا لمدعاة تعجب ! اليوم، حين شاهدتكم، تذكرت كل الحماس الذي عاشه أهل الجنوب، بعد أقل من خمس ساعات على الانسحاب الإسرائيلي ... هل من الممكن أن نتجاهل كل ذلك، ونعيد عقارب الساعة إلى الوراء؟".
وسلم رئيس بلدية عيناتا الرئيس لحود درعا تكريمية باسم أبناء البلدة.