مركز دراسات الشرق الأوسط في القاهرة ينظم طاولة مستديرة حول دور المقاومة
مروى محمد
نظّم مركز دراسات الشرق الأوسط في القاهرة طاولة مستديرة، حول دور المقاومة العربية والاسلامية منها على وجه الخصوص، فى اضعاف مخططات العدو الصهيونى للإستيلاء على جزء كبير من الوطن العربى، وتحويل العرب الى فائض بشرى، حضره المفكر الفلسطينى عبدالقادر يس، فيما كان ضيف الطاولة المفكر الفلسطيني وليد محمد علي، والباحث بمركز دراسات الشرق الاوسط الدكتور أحمد حماد، والضابط المتقاعد في الجيش المصرى اللواء عادل طرفة، إضافة الى أحد أبرز المسؤولين السابقين عن قاعدة الصواريخ العسكرية المصرية أثناء حرب أكتوبر.
وقال عبد القادر يس إن مشروع المقاومة هو المشروع الوحيد القادر على دحر المخططات الاستعمارية، داعياً الى "تشجيع المقاومة التى تشكل ضمانة لانهاء المشاريع الاستعمارية من جذورها"، موجهاً التحية الى "حزب الله اللبنانى فى ذكرى تحرير الجنوب عام 2000"، ومؤكدا أن "تجربة حزب الله تستحق الدراسة لتستفيد منها الفصائل الفلسطينية".
أما المتخصص فى الشؤون الاسرائيلية أحمد حماد، فأشار الى أن "اليهود كانوا فائضاً بشرياً فى أوروبا، وبغية التخلص منهم، أُرسلوا إلى منطقة الشرق الاوسط بعد وعد "بلفور"، مشدداً على أن "العرب هم من ظلموا أنفسهم لأنهم لم يهتموا بدراسة عدوهم جيداً"، ولافتاً الى أن هناك فرقاً شاسعاً بين دراسة العدو لنا، ودراستنا للعدو.
من جانبه، لفت وليد محمد علي الى أن "ما يحدث الآن في الوطن العربى معد له منذ الحرب العالمية الاولى، ولكننا فى الشرق العربى لم ننتبه لما يحاك لنا، وبدأنا نعالج النتائج والظواهر بطريقة انتقائية دون أن نربط بين الأحداث، فكانت نظرية "الترشيد" لماكس فيبر، وفى ذات الوقت جاءت إتفاقية سايكس -بيكو، ووعد بلفور، وكان الوعد بإعطاء العرب استقلالهم بعد دخولهم فى اتفاق مع "الحلفاء" الذين خاضوا حرباً ضد تركيا، أو الدولة العثمانية آنذاك، وقامت الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين وكل هذا لم يتم ربطه بشكل صحيح خاصة وأنه يؤسس لما يعد للأمة العربية والإسلامية في هذه الأيام".
وأضاف إن "الغرب ينظرون الى العالم العربى والإسلامى على أنه مكان شهد حضارات متمازجة ولا مكان فيها للإثنيات أو العرقيات وهذا ما يؤدى الى إمكانية تعاونهم بشكل يجعل منهم امبراطورية عظيمة خاصة وأن لديهم عقيدة تجعلهم لا يخضعون إلا لربهم -حسب نظرية ماكس فيبر- لذا فهذا يدفعهم لرفض الاستعمار بما يجعلهم خطراً على الغرب، في حال وحّدوا صفوفهم، لذا لابد من تجزءة العرب والمسلمين وبالتالي زرع جسم غريب بينهم (اسرائيل)".
وأوضح أن "المقاومة منعت العدو من فرض سيطرته على كثير من الاراضى، فالمقاومة اللبنانية أجبرت العدو على الاندحار من معظم الأراضى بجنوب لبنان دون قيد أو شرط فى 25 آيار عام 2000 بعد ان أنسحب ذليلاً وترك خلفه عملاءه ،وكان شارون الذى اطلق عليه لقب أبو الاستيطان يقول إن ""نتسريم" (منطقة وسط قطاع غزة) مثل "تل ابيب"، وبسبب المقاومة الفلسطينية أجبر شارون على سحب قواته من عدة مناطق بقطاع غزة"، مؤكداً أن "حصار قطاع غزة من عدة جوانب يجعله غير محررة بشكل كامل، ولأول مرة يجبر العدو على سحب قواته من من جزء من أرض فلسطين التاريخية بفعل المقاومة".
وشدد على أن "المقاومة الشعبية ودعم الشعوب مهمة جداً، لأن المقاومة المسلحة لم تستطع اتمام التحرر بشكل كامل، خاصة وأن كل الاحصاءات تقول ان 64% من شباب اسرائيل لا يشعرون بالانتماء وبدأوا بالهجرة والعودة من حيث أتوا كما انهم يرفضون استلام شقق بالمستوطنات بالرغم من التسهيلات الكبيرة لانهم لم يشعروا بالامان، كما أن المتدينون اليهود يهربون من الجيش ويدفعون الرشاوى للهرب من التجنيد بعد ان بدأ جيش اسرائيل يترنح بالرغم من أننا لم ننتصر بالمعنى الاستراتيجى".