قتل متظاهر تركي صباح اليوم (يبلغ من العمر 22 عاماً) متأثراً بجراحه بعد اصابته بالرصاص خلال تظاهرة في محافظة هاتاي الجنوبية الحدودية مع سوريا، ما يرفع عدد قتلى الاحتجاجات الى اثنين، وأكثر من ألف جريح في اسطنبول، و700 جريح على الأقل في أنقرة، بحسب منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان والنقابات الطبية.
وليلاً، تدفق آلاف المتظاهرين الأتراك ضد حكومة بلادهم إلى ساحات اسطنبول، كما عادت قوات الشرطـة لتتمركز وتواجه المحتجين بخراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع. وفي حي كافاكليديري بالعاصمة التركية، أطلقت وحدات مكافحة الشغب الرصاص المطاطي في اتجاه معارضين بعدما رشقوها بالحجارة، وفق قناة "سي ان ان" التركية.
وفي اليوم الخامس من المواجهات في تركيا بين عناصر الشرطة والمتظاهرين المناهضين لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، رفض الأخير الحديث عن "ربيع تركي".
وقبل مغادرته تركيا للقيام بجولة في دول المغرب العربي، أكد أردوغان بثقة تامة مواصلة اعتماد الحزم في مواجهة التظاهرات، قائلاً "سنبقى حازمين، حافظوا على الهدوء، سنتجاوز كل هذه الأمور"، مضيفاً "بلادي ستعطي ردها خلال هذه الانتخابات (المرتقبة في العام 2014)"، معبراً بالتالي عن ثقته في ثقله الانتخابي.
وبعد وصوله إلى الرباط أولى محطاته في الجولة، قال أردوغان إن "الوضـع يتجه إلى الهدوء" في تركيا، مؤكداً أن "المشاكل ستحلّ حال عودتي من زيارتي" لشمال أفريقـيا.
واتهم معارضيه بـ"الاستيلاء السياسي على الاحتجاجات"، موضحاً أن "مشكلة الأشجار والحديقة تسببت بأحداث، لكن التظاهرات للأسف دفعت من طرف أشخاص لم ينجحوا في الانتخابات"، معتبراً أن "الحزب الجمهوري (حزب الشعب) إلى جانب أطراف أخرى هم جزء من هذه الأحداث".
وفي شأن تصريحات الرئيس التركي عبدالله غول، قال أردوغان "لا أعلم ماذا قال الرئيس، لكن بالنسبة لي، فإن الديموقراطية تنبع من صناديق الاقتراع".
وكان غول قد تحدث بلهجة أكثر اعتدالاً، ودعا المتظاهرين أمس، إلى الهدوء قائلاً إن رسالتهم قد وصلت، ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" عن غول قوله إن "الديموقراطية لا تعني فقط انتخابات"، مضيفاً إن "الرسائل التي وجهت بنوايا حسنة قد وصلت".
وقال غول "أدعو جميع المواطنين إلى احترام القوانين والتعبير عن اعتراضاتهم وآرائهم بطريقة سلمية كما فعلوا في السابق"، كما دعاهم إلى الحذر من "المنظمات غير الشرعية" التي تستغل التظاهـرات، محذراً من أي أعمال يمكن أن تضر بصورة تركيا.