انتخابات الرئاسة الايرانية: منافسة مشرّعة النتائج والافاق
طهران ـ حسن حيدر
اختتمت اليوم السبت عملية تسجيل المرشحين لخوض غمار الانتخابات الرئاسية الحادية عشرة في الجمهورية الاسلامية الايرانية. وانتهت عملية التسجيل بعد حضور مكثف للمرشحين من مختلف التوجهات والتيارات السياسية، حيث أعلن وزير الداخلية الايرانية مصطفى محمد نجار ان عدد الاشخاص الذين سجلوا ترشيحاتهم لانتخابات رئاسة الجمهورية القادمة بلغ في نهاية الفترة المقررة 686 شخصاً، موضحاً ان من بين المرشحين 30 امرأة، وأن أصغر المرشحين سناً يبلغ من العمر 39 عاماً وأكبرهم سناً يبلغ 87 عاماً.
وقبل إقفال باب تقديم طلبات الترشح بعشر دقائق، شهدت وزارة الداخلية الايرانية مفاجآت في اللحظات الاخيرة، حيث حمل اليوم الخامس والاخير معه على شكل غير متوقع ترشّح شخصيات كان من المستبعد خوضها الغمار الرئاسي ولكن خابت كافة التوقعات وحضر رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الشيخ هاشمي رفسنجاني الذي ناهز الثمانين عاماً ليقدم ترشحه شخصياً للدورة الرئاسية الحادية عشرة. دخول رفسنجاني الى مركز تقديم الطلبات تزامن مع مفاجأة أخرى تمثلت بوصول الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد كتفاً بكتف مع مدير مكتبه اسفديار رحيم مشائي.
وكانت سلسلسة المفاجآت قد بدأت في اليوم الاخير مع تسجيل مشاركة كبير المفاوضين النووين سعيد جليلي الذي ترشّح بكل هدوء دون أن يدلي بأي تصريح، فيما أعلن المرشحون الباقون عن تقديم لبرامجهم مع بدء الدعاية الانتخابية، وبرز منهم مستشار قائد الثورة الاسلامية للشؤون الدولية على أكبر ولايتي ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، ورئيس مجلس الشوري السابق غلام علي حداد عادل، وبرز أيضاً ترشح وزير الخارجية السابق منوشهر متكي والمتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست.
ومن الوجوه المعروفة الاخرى التي ترشحت للانتخابات خلال الايام الماضية يمكن الاشارة الى كل من: الرئيس السابق لدائرة التفتيش برئاسة الجمهورية داود احمدي نجاد وهو شقيق الرئيس محمود احمدي نجاد، النائب محمد حسن ابو ترابي فرد، الوزير السابق برويز كاظمي، عضو المجلس المركزي لحزب الثقة الوطنية (اعتماد ملي) جواد اطاعت، الوزير السابق محمد شريعت مداري، النائب في مجلس الشورى الاسلامي مسعود بزشكيان، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بمجمع تشخيص مصلحة النظام حسن روحاني، وزير الصحة السابق كامران باقري لنكراني، الوزير السابق محمد سعيدي كيا، النائب السابق مصطفى كواكبيان، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام صادق واعظ زادة.
في غضون ذلك، فان التيار الاصلاحي فلم يرشح شخصيات بارزة باستثناء نائب الرئيس الايراني السابق محمد رضا عارف وبعض الوزراء السابقين في حكومة الرئيس السابق السيد محمد خاتمي الاّ ان دخول الشيخ هاشمي رفسنجاني واسفديار رحيم مشائي المنافسة الى جانب مرشحين لهم وزنهم السياسي في التيار المحافظ تبدو فرص الاصلاحيين شبه معدومة في الوصول الى الكرسي الرئاسي مع توقعات بانسحاب بعض شخصياتهم ودعمها للشيخ رفسنجاني الذي تقرّب منه التيار الاصلاحي في السنوات الماضة لتشتعل بذلك المعركة الرئاسية بشكل غير متوقّع بانتظار نتائج البتّ بأهلية المرشحين التي سيعلنها مجلس صيانة الدستور خلال الايام العشرة المقبلة.