موجة استنكار عارمة للاعتداء على مقام حجر بن عدي الكندي: عمل إجرامي هدفه تدمير سوريا
مجدداً، وقعت المقدسات الدينية ضحية الفكر التكفيري الغاشم. انتهكت أيادي الإرهاب حرمة المقدسات من بوابة قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي الكِندي في منطقة عدرا قرب العاصمة السورية دمشق. مسلحون إرهابيون أمعنوا في نبش القبور غير آبهين بمشاعر ملايين المسلمين التي التهبت إزاء هذا الفعل الغادر في سابقة خطيرة تلوح ببذور فتنة طاحنة قد لا تبقي في المنطقة ولا تذر، وسط صمت عربي متناغم مع تحريض دولي بعدما استنفدت قوى الشر كل السبل لإسقاط النظام الممانع في سوريا، بالتزامن مع التقدم الملحوظ للجيش العربي السوري والقضاء على أوكار الإرهابيين.
وفي هذا السياق، توالت ردود الفعل المحلية والإقليمية المستنكرة لهذا العمل الإجرامي، حيث رأى "تجمع العلماء المسلمين" ان" قيام الجماعات التكفيرية بنبش ضريح الصحابي الجليل هو عمل جبان يؤكد أن هذه الجماعات إذا ما قدر لها لا سمح الله الحكم فإنه لن يبقى للتراث والحضارة الإنسانيتين أي قيمة وستحطم كل المعالم التاريخية في سوريا، سائلاً "أين هي المنظمات الدولية المعنية بالتراث من هذه الأفعال؟وهل أن إراحة الكيان الصهيوني من سوريا هو أولوية عند قوى الاستكبار العالمي يرخص في سبيلها كُلَ قيمة حضارية وإنسانية؟".
وشدد البيان على ان" المستفيد الأول من هذه الأعمال هو الكيان الصهيوني خاصة مع حالة الهزيمة المتمادية لدى حكام العرب الذين وصلوا إلى حد التراجع حتى عن دويلة على الضفة والقطاع لصالح ما يسمى بتبادل الأراضي"، متوجهاً لحركة المقاومة الفلسطينية بالقول" هل سيقتصر الأمر على الشجب والاستنكار أم يجب علينا أن نعيد النظر من موقفنا وأين هو المكان الطبيعي لوجودنا أفي قطر محور الاستسلام والخنوع أم في سوريا حضن المقاومة الدافئ ؟!!".
بدوره، استنكر "تجمع العلماء في جبل عامل" ما قام به المجرمون التكفيريون ومدنسو الأماكن والمقدسات من هدم ونبش لجسد الصحابي الجليل، مؤكداً أن "هذه التصرفات التي لا يمكن وصفها تنم عن عقول مغلقة تلغي الفكر الآخر والمعتقدات الاخرى تحت مسميات لا يمكن لأي منطق أو حقوق انسان ان يفهمها وبصورة خاصة فيما يتعلق بالاعتداء على الحرمات وانتهاك المقدسات الدينية".
وطالب التجمع في بيان له "المسؤولين ومشرّعي حقوق الانسان أن يعيدوا النظر بما يقولون عنه ثورة نظيفة تعيد الديمقراطيات وتلحق بالدول ربيعاً"، معتبراً أن" هذه الجريمة النكراء تعكس صورة المرآة الحقيقية لهذه المعارضة التي ادعت أنها تريد حماية المقدسات وتعهدت بالدفاع عن المقامات والمراكز الدينية وأنها ضد الطائفية".
وإذ عبّرالتجمع عن مدى قلقه العميق من هذه التجاوزات والحماقات التي يرتكبها هؤلاء تحت غطاء إسلامي لا يمت للإسلام المحمدي الأصيل بصلة، دعا الى ضرورة التنبه من الفتنة التي يحوكونها مطالباً الجميع بتحمل مسؤولياتهم والا ستتجه الامور نحو منزلق خطير .
وفي هذا الصدد، استنكر رئيس "حركة الاصلاح والوحدة" الشيخ ماهر عبد الرزاق الاعتداء الآثم، معتبراً أن هذا العمل يعد اجرامياً بحق كل صحابة رسول الله، وقال إن هؤلاء المجرمين يثبتون يوماً بعد يوم أنهم يريدون تدمير سوريا بكل ما فيها وحتى بمقاماتها الدينية.
وطالب الشيخ عبد الرزاق في بيان له كافة العلماء بالتحرك لادانة هذه الأعمال الاجرامية والعمل على حماية كل الأماكن الدينية والمقامات، منبهاً من المشروع الأميركي الصهيوني الذي يحضر لفلسطين والقدس والذي تروج له قطر وتركيا.
الفعل الإجرامي كان محل إدانة من قبل حركة "أمل" التي وصفت ما حصل بأنه "اعتداء على مشاعر المسلمين ورموزهم كافة، وحلقة من سلسلة المؤامرة الكبرى التي تحاك من قبل أعداء الامة لإيقاد نار الفتنة الطائفية والمذهبية العمياء، والتي تنفذ على أيدي أولئك التكفيريين الذين يعيثون في الأرض خراباً وفساداً باسم الدين والدين منهم براء" .
واعتبرت الحركة في بيان أن "هذا العمل المأجور المشين والجبان، لا يخدم الا العدو الصهيوني والكيان الغريب المصطنع المزروع في قلب الامة العربية والاسلامية"، داعيةً كل الغيارى الى "اليقظة والحذر والتكاتف وعدم الوقوع في أتون الفتنة والوقوف صفاً واحداً وبحزم لمواجهة هذه المؤامرة الخبيثة".
وكان حزب الله أول المستنكرين للعمل الإرهابي حيث عبّر عن ألمه الكبير، مضيفاً " لقد حصل ما كنا نتوقعه ونخشاه، وما حذّر منه سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قبل يومين، فيما يتعلق بالاعتداء على الحرمات وانتهاك المقدسات الدينية"، لافتاً الى ان "مقام الصحابي الكبير حجر بن عدي هو من أهم مقامات المسلمين عامة، وتدنيسه ونبش قبره بهذه الطريقة يعبر عن عقليّة إرهابية إجرامية لا تراعي حرمة ولا تقيم وزناً لأي مقدسات إسلامية أو مسيحية".
على الصعيد الإقليمي، استنكر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الفعل الجبان الذي قام به المسلحون، واعتبره "استهدافاً لوحدة المسلمين".
كما اعتبر نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي أن الإرهابيين في سوريا كشروا عن أنيابهم وحقدهم على صحابة رسول الله باستهدافهم مرقد الصحابي حجر بن عدي.
بدوره، دعا رئيس التحالف الوطني العراقي ابراهيم الجعفري الى ملاحقة المعتدين، واصفا عملهم بالجبان، مشدداً على ضرورة الوحدة الاسلامية وتفويت الفرصة أمام محاولات زرع الفتنة.
كما استنكرت جماعة علماء العراق تدمير ونبش مرقد الصحابي الجليل، معتبرة انه مظهر قبيح من مظاهر الاستخفاف برموز التاريخ الاسلامي وشخصياته.
وذكر بيان للجماعة ان" استمرار الاستهداف المتعمد للمراقد والأضرحة وبيوت العبادة للمسلمين والمسيحيين وغيرها من الاديان يعكس النهج الوحشي الضال لدعاة الجريمة والشر."
وحذرت لجنة الاوقاف الدينية في بغداد من استهداف بقية المراقد المقدسة في سوريا، داعية الى ادراك خطورة ما حصل للامة الاسلامية.
كما اعتبر اتحاد القوى الصوفية في مصر الاعتداء من الكبائر، داعيا العالم الاسلامي الى الوقوف وقفة رجل واحد بوجه التكفيريين.
من جانبه، قال رئيس لجنة الاوقاف والشؤون الدينية في العراق علي العلاق "نستنكر وبشدة هذا العمل المتجاسر والمستهين بكل المقدسات والمتجاوز على قداسة الصحابة الابرار ومنهم الشهيد حجر بن عدي (رضوان الله عليه)، وهو اعتداء على الاسلام والمقدسات وعلى كل القيم الانسانية والاسلامية وصدر عن أناس لا دين ولا قيم لهم وهم يعادون أهل البيت (ع) واصحاب رسول الله الخلص المؤمنين وهذا العمل الشنيع كشف عن مدى حقد وبغض هولاء لآل البيت وانصارهم عبر التاريخ".