المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

أبو نضال ...فلسطيني يعيش وسط مستوطنة صهيونية!!


في قلب مستوطنة "القناة" المقامة على أراضي المواطنين في بلدة مسحه شمالي الضفة الغربية يقع منزل الفلسطيني هاني عامر "أبو نضال"...منازل المستوطنة "حديثة الطراز" تمتد في ثلاث اتجاهات غرب وشرق وشمال المنزل ولم تبق له سوى بوابة تشكل  منفذاً له ولعائلته.

بدأت معاناة أبو نضال وعائلته في عام 1973 حيث قام بشراء قطعة الأرض وأقام عليها منزله، وبعد سنوات قليلة أقيمت مستوطنة "قناة" على أراضٍ قريبة، وبدأت تتوسع من جميع الاتجاهات وأضحى المنزل في الوسط.

وخلال هذه السنوات تعرض وعائلته لشتى أنواع الضغوط من أجل التنازل عن منزله وبيعه للمستوطنين الذين قدموا له عروضا ضخمة مقابل تخليه عن منزله  ومن جهة أخرى قاموا بشتى أنواع الترهيب لإجباره على الرحيل طواعية عن أرضه ومنزله للسيطرة عليهما.

يقول أبو نضال:" استخدموا كافة أساليب الترهيب والترغيب كي نرحل ونبيع المنزل، وفي كل مرة كانوا يقدمون مزيدا من العروض المالية المغرية، وبعد أن وجدوا أن هذه الطريقة لا تجدي نفعا استخدموا أساليب التضييق وترهيبنا للرحيل".

معاناة جديدة...

ورغم ذلك، صمد أبو نضال وصمدت عائلته المكونة من 11 فلسطينيا، بصبر وعناد حتى العام 2003 لتبدأ مرحلة أخرى من مراحل الصمود ببناء الجدار العازل حول المستوطنة بالكامل، وعزلهم عن محيطهم.

يقول أبو نضال:" كانت بداية بناء الجدار كارثة حقيقة علينا حيث حاصرونا من كل الاتجاهات وأطبقوا على العائلة والبيت ولم يبقوا أي منفذ لنا، وكل خروج ودخول على المنزل كان بإذن منهم".


وكان عامر يمتلك مشتلا للنباتات ومطعما سياحياً ، لكن لم يكتب له البقاء ليقوم الإحتلال بتدمير كل شيئ بما فيها ملحق البيت.

وتكلفة بناء جدار الفصل العنصري الذي تم بناؤه في عام 2003، كانت باهظة على عائلة عامر لتشكل بذلك عوامل ضغط لترحيله من بيته وارضه.

وقال عامر إن "خسارتي بلغت نحو 300 ألف دولار"، مشيراً إلى أنه لم يعد ملاحقا بلقمة عيشه ومصدر رزقه فقط، وإنما أصبحت حياته مهددة كل وقت، بعد فقدانه مزرعة الدواجن ايضا التي تقع على مساحة خمسمائة متر مربع، وتشمل خزانات للماء.

وفي تضييق أخر أقامت سلطات الاحتلال بوابة الكترونية حول الجدار، وخلال عشر سنوات بقيت حركة العائلة وزوارهم مقيدة بمفتاح لا يملكه سوى الجنود على البوابة، وبمعركة قانونية طويلة الأمد استطاع الحاج عامر انتزاع أمر قانوني بحقه في امتلاك مفتاح للبوابة وفتحها متى يشاء وإغلاقها متى يشاء.

غابة من المستوطنين


إلا أن ذلك لم يوقف معاناة العائلة التي تعيش وسط غابة من المستوطنين الصهاينة والذين لا يتورعون عن إيذائهم في كل فرصة تتاح لهم، كما يقول الحاج عامر:" يهاجموننا دائما ويتسلقون الجدار ويقتحمون المنزل، وكثيراً ما يعتدون على أبنائي الصغار عند خروجهم ودخولهم من البوابة.


ولا ينسى الحاج عامر إحدى المرات التي احتجز فيها ابنه شداد وكان عمره 3 سنوات داخل المستوطنة ورفضوا تسليمه لوالدته إلا بعد 14 ساعة، بحجة أنه دخل لمنطقة ممنوعة، وتم اعتقاله، أي الحاج عامر، بعد ذلك ليوم بحجة السماح لابنه اقتحام المستوطنة.

وتزداد معاناة الحاج عامر بوضع كاميرات مراقبة على طول الجدار المحيط بمنزله من جهة وكاميرات المراقبة للمستوطنة من جهة أخرى، بالإضافة إلى وضع كاميرات مراقبة موجهة إلى منزله بشكل مباشر لرصد أي تحركات تجري حوله.

ورغم كل ذلك، يفتخر الحاج عامر بصموده على أرضه وعدم التخلي عنها رغم كل المعاناة ومحاولات الاحتلال ومستوطنيه: استطعنا أن نعيش حياتنا الفلسطينية كالمعتاد رغم كل الصعاب التي واجهتنا، ومهما حاولوا لن نتركها لهم مهما فعلوا بنا، فهذه ارضنا وهم من سيرحل عنها وليس نحن".
03-أيار-2013
استبيان