هدف "الباتريوت" حماية رادار "كوريسيك" الأميركي الذي يرصد الصواريخ الإيرانية
أكّد خبراء عسكريون لصحيفة "فاتان" التركية أن منظومة صواريخ الباتريوت الغربية المنتشرة في الجنوب الغربي لتركيا لا تسطيع حماية المناطق الحدودية مع سوريا من أي هجمات جوية محتملة من الجانب السوري، ما يطرح تساؤلات حول الهدف الحقيقي من وراء نشرها طالما أن الغرض الذي وجدت من أجله لم يتحقّق، وعما إذا كانت القيادات العسكرية للدول صاحبة المنظومة بهذا الغباء حتى لم تدرك هذا الواقع أم أن هدفاً مبيّتاً جرى تنفيذه في تلك الفترة استدعى تعمية الرأي العام بمزاعم اعتداءات متتالية شهدتها الحدود التركية السورية سرعان ما اختفت بعد نشر المنظومة الصاروخية.
وفي هذا الشأن، أكّد الخبير في مركز التحليل الإستراتيجي "إيدام" آرون شتين، أن مساحة ضخمة في الجنوب الغربي لتركيا لاتزال خارج تغطية "الباتريوت"، موضحاً أن هذه المنظومة غير قادرة إلا على حماية المدن المتواجدة فيها.
ولفت شتين إلى أن محافظة هاتاي مثلاً، التي تستقبل أعداداً كبيرة من اللاجئين السوريين، تعتبر خارج مظلّة منظومة الباتريوت بالرغم من وجودها في بقعة خطرة من البلاد يمكن أن تطالها صواريخ بعيدة المدى تحمل رؤوساً كيميائية.
بدوره، قال الخبير الأمريكي مايكل ويز إن ألمانيا وهولاندا اتفقتا على ارسال جنود إلى تركيا بالقرب من الحدود مع سوريا بهدف حماية البنى التحتية التابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" في القاعدة الجوية التركية "أنجرليك".
يشار في هذا السياق إلى أنه مطلع العام الجاري نشرت قوات "الناتو" ستة بطاريات لصواريخ "الباتريوت" في تركيا، مرسلة من ألمانيا والولايات المتحدة وهولاندا وضعت في الخدمة في مدن "أضنة" و"غازي عنتاب" و"كهرمن ماراس"، مؤكدة أن هذه المنظومة باستطاعتها حماية 3.5 مليون تركي يعيشون بالقرب من الحدود مع سوريا.
غير أن موقع "ديفانس نيوز" الأميركي المتخصص بالشؤون العسكرية، كشف عن أن المهمّة الحقيقية لمنظومة "الباتريوت" تتمثّل بحماية رادار "كوريسيك" الموضوع في الخدمة بتركيا من التهديد القوي الذي تشكّله الصواريخ الإيرانية.
ونقل الموقع عن دبلوماسي تركي قوله إن هذا الرادار الأميركي الذي تشغّله عناصر من حلف "الناتو" وظيفته إرسال إنذارات مبكرة للقوات البحرية الأميركية وأسطولها الموجود في البحر الأبيض المتوسط للتعامل مع الصواريخ الإيرانية في حال أطلقت باتجاه "إسرائيل" أو سائر الدول الحليفة لها.