حقوقيون: سادية الاحتلال تجاه الفلسطينيين بلغت ذروتها....ومطلوب الاستفادة من توثيقها قانونياً
على الرغم من أن المواثيق والأعراف الدولية الخاصة بحقوق الإنسان؛ وتحديداً "اتفاقية حقوق الطفل"، تُشدّد على ضرورة توفير الحماية للأطفال، وقيّدت سلبهم حريتهم، وجعلت من موضوع اعتقالهم "الملاذ الأخير؛ ولأقصر فترة ممكنة"، إلا أن سلطات الاحتلال "الإسرائيلية" قدّمت ـ وما تزال ـ قتل الأطفال الفلسطينيين واعتقالهم على أي خيار آخر.
وأعاد تقرير بثته القناة الثانية في تلفزيون الكيان قبل أيام، تسليط الضوء مجدداً على ارتفاع وتيرة استهداف هذه الفئة العمرية الحساسة؛ من خلال توثيق عمليات الملاحقة والاعتقال التي تتعرض لها على أيدي جنود الاحتلال في ساعة متأخرة من الليل؛ وبصورة عنيفة ترهبهم وذويهم في آن واحد.
وأظهر التقرير المذكور ـ الخاص بحملة دهم في مخيم العروب بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية ـ كيف يُجبر الأطفال والفتية الفلسطينيون على ترك فراشهم؛ ومن ثم تعصب أعينهم ويجري تكبيلهم أمام أمهاتهم؛ وذلك تحت ذريعة مشاركتهم في عمليات رشق مركبات المستوطنين بالحجارة!
الطفل سعيد قبلاوي
ولم تكن هذه المرة الأولى التي ترصد فيها عدسات الكاميرات مشاهد عربدة الجنود "الإسرائيليين" تجاه أطفال لا تتجاوز أعمارهم الـ16 عاماً؛ كما إن أعمال التنكيل تلك لم تقتصر على مناطق بعينها في الضفة؛ الأمر الذي اعتبره الباحث في مؤسسة "التضامن الدولي" أحمد البيتاوي مؤشراً خطيراً على غياب المحاسبة من جانب الجهات المسؤولة لدى الاحتلال الذي يتعامل دوماً على أنه فوق القانون.
ونبّه "البيتاوي" في حديث لـ"العهد"، إلى أن الصور الأخيرة التي عمدت وسائل الإعلام "الإسرائيلية" إلى بثها تهدف إلى تجميل وجه المحتل؛ من خلال تقديم جنوده للرأي العام العالمي في مظهر صاحب اليد الناعمة في التعامل مع الأطفال، والحريص على طمأنتهم، والسماح لهم بارتداء ملابسهم، وغير ذلك؛ علماً بأنه في الحقيقة لا يراعي أي خصوصية لسنهم؛ وهو يتعامل معهم بكل قسوة وسادية.
وأكد باحث "التضامن الدولي" أن الآونة الأخيرة شهدت تصعيداً كبيراً على مستوى ضرب وتعذيب الأسرى الأطفال؛ ما يستدعي تحركاً عاجلاً وجاداً من قِبل الهيئات والمؤسسات الحقوقية ذات الصلة حول العالم؛ لوقف هذه الانتهاكات التي باتت تحدث بصورة يومية؛ ولا تتوقف عند شكل واحد أو حتى فئة معينة من الفلسطينيين.
ومن جهته؛ طالب مركز "أحرار" السلطة الفلسطينية بضرورة الاستفادة من هذه المشاهد المصورة التي توثق الجرائم "الإسرائيلية" وتوظيفها بشكل قانوني كأداة إدانة ضد الاحتلال.
كما طالب مدير المركز فؤاد الخفش السلطة بالإيعاز لبعثاتها الدبلوماسية لنشر هذه المقاطع؛ وعدم الاستخفاف بآثارها؛ لا سيما تعرية "تل أبيب" أمام أدعياء الإنسانية من الأوروبيين والغربيين.
ويوثق مركز المعلومات "الإسرائيلي" لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، المعروف اختصاراً بـ" بتسيلم" بشكل مستمر الانتهاكات التي تستهدف الفلسطينيين.
ومن بين الحوادث التي رصدها مؤخراً؛ قيام عناصر ما يسمى بحرس الحدود بالاعتداء على الفتى سعيد قبلاوي (14 عاماً) من سكان بلدة "أبو ديس" في القدس؛ وجاء في إفادة الفتى ـ المشفوعة بالقسم ـ "أنه وبينما كان بمحاذاة منزله، أمسك به شرطي؛ وجرّه على الأرض، وأدخله إلى سيارة جيب، وعندها ضربه شرطيون آخرون كانوا في السيارة، وهو ما يزال مستلقياً على أرضية الجيب، وتواصل ضربه حتى في المعسكر المجاور الذي نقل إليه".