المنار 14/11/2007
اكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن الأمور في لبنان بدأت توضع في إطارها، كاشفا عن إمكانية حصول انتخابات رئاسية في لبنان نهار الأربعاء المقبل في حال جرى كل شيء على ما يرام.
كوشنير، وفي مؤتمر صحفي عقده قبيل مغادرته لبنان، شدد على أهمية حصول الإنتخابات الرئاسية قبل 23 تشرين الثاني الجاري، معربا عن امله بأن تتوافق المعارضة والموالاة للوصول الى مرشح توافقي.
وكشف كوشنير عن أن البطريرك الماروني نصرالله صفير يحضر لائحة أسماء رئاسية توافقية، مشيرا إلى أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري وافقا على الإلتزام بالأسماء التي يقررها صفير.
وشدد كوشنير على أن فرنسا لا تملك مرشحا للرئاسة اللبنانية، مشيرا إلى أنه لا يبحث في اسماء المرشحن لأن زمن الإستعمار قد ولى.
وقد انهى الوزير كوشنير لقاءه الثاني المسائي مع البطريرك الماروني نصر الله صفير والذي استمر نصف ساعة من دون ان يدلي بتصريح بعده، ومن ثم توجه الوزير الفرنسي مباشرة الى قرطيم للقاء رئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري.
كوشنير كان استهل يوم الطويل في لبنان ولقاءاته بزيارة بكركي، وكان سبقَ هذه الزيارةَ حركةُ اتصالاتٍ واسعةٌ لمعرفةِ الاسماءِ التي ستتضمنُها اللائحة التي من المفروض ان يُعطيَها البطريركُ الماروني للوزير الفرنسي، وفي هذا الاطار زار السفيرُ الاميركي جيفري فيلتمان بكركي مساء، في وقت التقى كوشنير اقطابَ القيادات المارونية في قصر الصنوبر كلاً على حدة باستثناء العماد ميشال عون الذي رفض الحضورَ الى هناك فكانَ ان زارَه الوزير الفرنسي في الرابية.
فمن بكركي كانت بداية جولة الوساطة الجديدة التي يقوم بها وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير بين الموالاة والمعارضة، ولان المبادرة الفرنسية ترتكز على الحصول من البطريرك صفير على لائحة بأسماء المرشحين التوافقيين، كانت خلوة بين الرجلين لمدة عشر دقائق بعيداً عن الوفد المرافق لكوشنير والذي ضم السفير جان كلود كوسران، مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية جان فيليكس باغانون، مستشار الوزير كريستوف بيغو والقائم بأعمال السفارة الفرنسية أندريه باران.
كوشنير الذي لم يعلن بعد اللقاء ما إذا كان حصل على مراده من سيد بكركي، أكد انه يحمل دعماً فرنسياً له في هذه المهمة الصعبة، وبأنه سيعود مساء للقائه.
وقال الوزير كوشنير بعد اللقاء"حملت لغبطته دعم فرنسا. وتعرفون جيدا أن رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب سعد الحريري طلبا من البطريرك صفير المساعدة لإخراج البلد من الأزمة التي يعيشها والمساعدة لإنجاز الانتخابات الرئاسية بشكل جيد. لذلك سألتقي خلال زيارتي هذه كل من النائب الحريري والرئيس بري وكل المسؤولين المعنيين. وسأعود في المساء لأطلع البطريرك على نتائج جولتي والانطباعات التي تكونت لدي".
وبحسب المصادر كوشنير غادر دون الحصول على اي لائحة من صفير، فكان اصرار منه على التريث باعطاء الموقف النهائي.
ومن بكركي إلى قريطم، حيث كان لقاء استمر لأكثر من ساعة مع النائب سعد الحريري الذي لم يبخل على ما يبدو في إعطاء كوشنير ملخصاً عن خطاب السيد نصر الله الأخير من منظار فريق السلطة، وهذا ما بدا واضحاً بالنظر إلى الانتقاد الذي توجه به كوشنير للخطاب.
وقال كوشنير بعد اللقاء: "اننا دائما نقف وراء اصدقائنا وانا اسف لسماعي منذ يومين. اصواتا تهديدية ترتفع. تريد ان تقول ان هذه الطريق للانتخابات ليست الطريق الفضلى. ولا الطريق الصحيحة. وهذا ما لا اعتقده. وما اعتقده هو ان الشعب اللبناني يجب ان يثابر على هذه الطريق. وان يتم انتخاب رئيس توافقي".
اما النائب الحريري فقال: "هناك اصواتا ترتفع لا تريد ان ترى الانتخابات. لكن مع جهود فرنسا ومع النية الصادقة لدى قوى 14 اذار. انا واثق من اننا سنتمكن من التوصل الى رئيس للجمهورية اللبنانية.الاصوات التي نسمعها لا تريد لبنان ديموقراطيا. يؤمن باتفاق الطائف. نحن مؤمنون باتفاق الطائف و نعتبره دستورا للبنان. ولدينا الحق الدستوري لانتخاب رئيس يكون لبنانياً بامتياز."
في عين التينة أعلن كوشنير انه سيقصد لبنان مجدداً مطلع الأسبوع المقبل، مؤكداً انه تمنى على البطريرك وضع لائحة بأسماء المرشحين وان الأخير لم يرفض.
وقال الوزير الفرنسي: "آمل ان أعود الاثنين المقبل. وفرنسا ممثلة جدا من خلال القائم بالأعمال هنا اندريه باران. وأتمنى أن أكون معكم اعتبارا من بداية الاسبوع المقبل. وأعبر لكم عن عمق أماني. ففرنسا تريد وتأمل ان يسير كل شيء بحسب الدستور. نحن الفرنسيين يهمنا استقلال لبنان وسيادته. ونعتبر ان لبنان مستقل وطوائفه كذلك مستقلة ومستعدة لتلقي لائحة أو أسماء. ثم تحدد بين الطوائف وتعرض بعد ذلك على البرلمان من خلال انتخابات طبيعية متوافق عليها ودستورية".
ورداً على سؤال عما اذا كان متفائلاً او متشائماً ، قال كوشنير انه لديه بعض الميل ليكون متفائلاً، مكررا انطباعه هذا بعد لقاءه رئيس الحكومة غير الشرعية فؤاد السنيورة.