مصادر رئاسية: العلاقات المصرية الإيرانية مستمرة وحملات الشائعات لن تنال منها
القاهرة ـ حسن القباني
كشفت مصادر مقربة من مؤسسة الرئاسة المصرية أن العلاقات المصرية الايرانية ماضية في طريقها، وأن الحملات التي شُنت في مصر مؤخراً، سواء حملات الشائعات أو حملات التخويف، مفهوم سياقهما السياسي، ولن يؤثرا على الاستراتيجية المصرية لبناء علاقات متوزانة مع ايران بعد قطيعة مصرية بأوامر صهيوأمريكية في العهد السابق.
وأضافت المصادر إن القيادة المصريّة تفهم جيداً أن هناك في مصر من يريد أن تبقى القاهرة تابعة للولايات المتحدة، ومقاطعة لايران، تحت أي سبب أو ذريعة، مؤكدة أن العلاقات لن تتأثر، مشيرة الى ان الرئيس التقى مؤخراً بوفد من الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح ـ احد ابرز الهيئات الاسلامية في مصر ـ وأوضح لهم المواقف والعلاقات مع ايران وبدد حملات التخويف التي شنها البعض.
الى ذلك، واصل نشطاء موالون للسلطة وبعض فصائل المعارضة، على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك " وتويتر"، الاشادة بقرار عودة العلاقات مع ايران ورفض هجوم بعض السلفيين على القرار.
ونشر النشطاء صورة محمد نور المتحدث الرسمي السابق باسم حزب "النور" داخل السفارة الإيرانية في القاهرة لتهنئتهم بقيام الثورة الإسلامية في ايران، وسألوا المزايدين من حزب "النور" "ما الذي حصل وما الذي تغيّر؟! هل لأن الرئيس من الإخوان يجب إحراجه والتضييق عليه وعلى تحركاته؟!". وتابعوا: "بعد الثورة مباشرة صرّح الدكتور ياسر برهامي ـ وهو رئيس الدعوة السلفية في مصر ـ موضحاً العلاقة مع ايران، قائلاً : "إذا كانت لنا علاقات مع دول غير إسلامية فالأولى أن يكون لنا علاقات مع كل الدول الإسلامية وإن كانت مخالفة لنا في المنهج"، متسائلين: "هذا التصريح كان في شهر شباط/فبراير 2012، فما الذي تغيّر؟!".
من ناحيته، أكد مساعد رئيس تحرير جريدة الاهرام والمحلل السياسي المصري عبد الرحمن في تصريح خاص "أن العلاقات الايرانية المصرية ثابت من الثوابت الاساسية على مدار العقود، وما حدث من انقطاع بعد الثورة الاسلامية في ايران هو حدث استثنائي فالأصل هي العلاقات والاصل أن تكون راسخة بحكم القواسم المشتركة".
وأوضح عبد الرحمن أن "استعادة العلاقات بعد تولّي الدكتور محمد مرسي وما شهدته من زخم سياسي وسياحي وثقافي يصب في مصلحة البلدين وتقف كالحجر الشائك فوق صدور أعداء البلدين"، مشدداً على "أن هناك ضرورة استراتيجية لاستكمال اعادة العلاقات مع فتح جميع الملفات بشفافية، ووضع ضوابط لهذه العلاقة" ، مشيراً إلى أن "مصر الثورة تحتاج الى مثل هذه العلاقة التي تشكل توزاناً مطلوباً في المنطقة".
بدوره، أمين صندوق نقابة محامي مصر وأحد محامي الرئيس المصري في حملته الانتخابية الرئاسية أسامة الحلو، أكد أن "ايران ذات ثقل إقليمي وعالمي واستعادة العلاقات معها امر ضروري وهام في هذه المرحلة بالنسبة لمصر حتى تستعيد القاهرة ريادتها وتقوي اقتصادها". وانتقد الحلو حملات التخويف والشائعات التي تصاعدت عقب بدء عودة العلاقات المصريّة الايرانية، موضحاً أن البعض أسير نظريات المؤامرات وهو يريد اعاقة الرئيس مرسي وتقزيم أي دور له ووقف أي خطوة ايجابية له. وسأل الحلو: "هل يستطيع أن ينكر أحد أن ايران دولة محورية وكبيرة؟ وهل يستطيع أحد أن ينكر أن مصر بحاجة الى توزان علاقات ينهي أي محاولة للبقاء في مربع قديم مليء بالتبيعية والخضوع للعدو؟!".
وأشار الى انه بصرف النظر عن الخلافات المذهبية فإن لجماعة الإخوان المسلمين دور قديم في التقريب بين المذاهب، ومن الغريب ان نتجه الى أوروبا رغم خلافنا العقائدي ونترك إيران رغم خلافنا المذهبي، مؤكدا أن المنظومة الجديدة في العلاقات مع ايران ايجابية وستعود على الشعبين المصري والايراني بالنفع.