اربيل تصدر النفط الى الاسواق العالمية عبر تركيا ما يهدد بمزيد من التأزم بينها وبين بغداد
بغداد - عادل الجبوري
بينما سادت اجواء تفاؤل في كل من بغداد واربيل بعد زيارة وفد من التحالف الوطني الى اقليم كردستان قبل ايام قلائل لاحتواء الازمة بين الاقليم والمركز، اعلنت مصادر رسمية في اربيل عن تصدير اول شحنة من النفط الخام من الاقليم الى الاسواق العالمية عبر الاراضي التركية.
وقالت المصادر ان شركة "سيلكت انرجي" الالمانية المتخصصة بصناعة النفط فازت عبر مزاد علني بتصدير اول شحنة نفط خام من حقل طق طق النفطي الذي تديره شركة "جينيل انرجي" الانجليزية-التركية، بواسطة الشاحنات الى الاسواق العالمية مرورا بتركيا.
واشارت المصادر الى ان الشحنة النفطية المصدرة بلغت 30 الف طن وبقيمة اثنين وعشرين مليون دولار.
وتوقعت اوساط سياسية ان تتسبب تلك الخطوة بمزيد من التأزم بين بغداد واربيل وتعرقل مساعي التهدئة بين الطرفين، في ظل استمرار مقاطعة الوزراء الاكراد لاجتماعات الحكومة الاتحادية.
الشيخ خالد العطية
وكان وفد من التحالف الوطني برئاسة الشيخ خالد العطية وعضوية كل من وزير النقل هادي العامري والمدير السابق لمكتب رئيس الوزراء طارق نجم قد زار اقليم كردستان والتقى رئيس الاقليم مسعود البارزاني، ووصفت المباحثات مع الاخير وقيادات كردية اخرى بالايجابية والبناءة. بيد انها تزامنت مع تصريحات ادلى رئيس حكومة الاقليم نيجرفان البارزاني قبل عدة ايام تضمنت انتقادات حادة للحكومة الاتحادية ورئيسها المالكي، قال فيها "إن سياسة رئيس الوزراء نوري المالكي والمسؤولين في بغداد ليست سياسة تفاهم، بل هي سياسة سيطرة وهيمنة، وهذا غير مقبول بالنسبة لنا، كما أنه غير دستوري. مشكلتنا تكمن في كيفية تفكير الحكومة ببغداد في التعامل مع إقليم كردستان. الأزمة تكمن في بناء الثقة فيما بيننا وأن نتعامل وفق هذا المبدأ، وأن تتصرف بغداد معنا باعتبإرنا شركاء، نحن شركاء في بناء هذا العراق، هذا باختصار لب المشكلة".
وبينما توقعت شركة "جينيل انرجي" تصدير النفط بواسطة خط انابيب من حقولها في كردستان بحلول عام 2014 بصرف النظر عن طبيعة العلاقات بين بغداد والاقليم، كان وزير النفط العراقي عبد الكريم لعيبي قد هدد في شهر كانون الثاني-يناير الماضي بمقاضاة الشركة المذكورة وشركات نفطية في حال لم تتوقف عن خطواتها بأتجاه تصدير النفط من اقليم كردستان دون موافقة الحكومة الاتحادية في بغداد.
نيجرفان البارزاني
على صعيد اخر دخلت واشنطن على خط الازمة بين بغداد واربيل، فبعد ان بحث وزير الخارجية الاميركي جون كيري ملف الخلافات بين الجانبين في زيارته الاولى للعراق الاسبوع قبل الماضي بعد توليه منصب وزير الخارجية خلفا لهيلاي كلنتون، تحدثت مصادر مطلعة عن وصول بريت ماكورك مستشار وزير الخارجية الاميركي ومسؤول ملف العراق في الوزارة الى بغداد للشروع بوساطة لاحتواء الازمة بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان.
ونقلت وسائل اعلام عن ماكورك قوله "جئت هنا إلى بغداد لمتابعة ما حصل بعد زيارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري، وسأقوم بعقد اجتماعات مع الكثير من القادة السياسيين وسأذهب الى اربيل وبعدها أذهب الى واشنطن".
واشار الى "ان وزير الخارجية اوصل خلال زيارته الأخيرة للعراق رسالة إلى الكيانات السياسية تحثهم على ضرورة التحاور فيما بينهم، وان يقدم كل طرف مطالبه بشكل محدد وصريح".
ويؤكد برلماني في التحالف الوطني لموقع "العهد" الاخباري، "ان تدخل واشنطن يأتي في ظل تفاقم الازمات في المشهد العراقي، ورغبة واشنطن في الظهور بمظهر الطرف القادر على ايجاد الحل، فضلا عن ذلك فأن الساسة الاميركان يرون ان استمرار تداعيات الوضع العراقي يمكنه ترك انطباع مفاده ان ذلك هو نتيجة السياسات الاميركية الخاطئة في العراق".
وتجدر الاشارة الى الرئيس باراك اوباما كان قد رشح بريت ماكورك لمنصب سفير الولايات المتحدة في العراق خلفا للسفير السابق جيمس جيفري، الا ان ذلك الترشيح قوبل بأعتراضات شديدة من قبل جهات سياسية عراقية عديدة، الامر الذي دفع اوباما الى التراجع وترشيح بديل اخر هو السفير الحالي ستفن بيكروفت.