المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

عن مسرحيات اغتيال الاسد وتنحّيه عن الحكم


لطيفة الحسيني

شائعات ترافق الأزمة السورية ... والأسد أصيب بنوبة ضحك طويلة عندما سمع بخبر اغتياله

لأنّ نيران الحروب النفسية تستعر بالشائعات، لجأ "الجيش الحر" الى تلفيق كذبة اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد قبل أيّام. مرّت دقائق، وسقطت الشائعة، الرئيس بخير وهو لا يزال يمارس نشاطه اليومي في قصر المهاجرين ويتابع أخبار الشام "أوّلاً بأوّل".

لم يتفاجأ السوريون بسخافة الشائعة، هم اعتادوا على الكثير من هذه الشائعات وربّما على "الأغبى والأتفه" منها.. يعتقدون أنها وقود "الجيش الحر" للاستمرار في المعارك الميدانية، لكنّهم يتنبّهون الى أنها تندرج في إطار الحرب التي يشنّها الغرب وأعوانه العرب للقضاء على عزيمتهم ولا سيّما ضبّاط الجيش العربي السوري، لذلك يتمسّكون بمن "منّا وفينا" وليس بمن أتى من الخارج.

ومن اغتيال الاسد الى تنحّيه عن الحكم، مروراً بانشقاق نائبه فاروق الشرع والسيطرة على مطار دمشق الدولي، وصولاً الى إلحاق الخسائر الفادحة في صفوف قوات حفظ النظام، تعدّدت الشائعات وتنوّعت، إلا أنها تتشارك في تزامنها مع هزائم متتالية لـ"الجيش الحر" وكل تلك الجماعات المسلّحة التي لا ينتهي ذكرها. من هنا، يربط رئيس مركز الارتكاز الاعلامي سالم زهران توقيت إطلاق كذبة اغتيال الاسد بنتائج معركة حلب الأخيرة، ويشير إلى أن "هناك سيناريو جهنّمياً يتحضّر لدمشق يقوم بشكل أساسي على إخلائها من السكّان قبل البدء باقتحامها من قبل المليشيات المسلّحة، كما جرى سابقاً عندما وقعت سلسلة التفجيرات في جرمانا التي اتّضح أنها استهدفت ترويع المواطنين وإجبارهم على مغادرتها"، وينبّه الى ما جاء في تصريح أبو علي الخيبة الذي أذاع إشاعة مقتل الاسد باسم ما يسمّى "لواء شهداء دوما"، "اذ بدا جلياً أنه يطلب من الناس مغادرة دمشق خلال الأيام الثلاثة القادمة، ما يعني تفريغ العاصمة من أهلها ولا سيّما من المؤيّدين للنظام، في خطوة يُراد منها إضعاف قدرات جنود الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الوطني". وعليه، يستنتج أن "المطلوب إخافة الناس لتفقد ثقتها بالدولة فتوضع أمام خيارين إمّا الاستسلام لجماعات المعارضة المسلّحة أو مغادرة دمشق".

يستند زهران في قراءته هذه الى رأي أمني يقول إن "العصابات الارهابية بوغتت بردّة بفعل القيادة السورية، فهي كان ترغب بدفع الرئيس الاسد للظهور العلني الذي يسمح لها بتحديد موقعه وبالتالي اغتياله، إلا انها فشلت سريعاً"، ويشرح أن "أسلوب القيادة السورية في التعاطي مع تلك الشائعات ينطلق من قاعدة أن "لا نفعل ما يشتهي الخصم وعندما يريدك الخصم أن تذهب يميناً اذهب يساراً". أيضاً يفيد زهران أنه اتصل بأعلى مرجع سوري رسمي وأبلغه أن "القيادة السورية عندما شعرت أن هناك الحاحاً لظهور الرئيس الاسد بعد الشائعة، تقرّر عدم القيام بهذه الرغبة لأسباب أمنية".



زهران ينقل عن المعاون البطريركي للروم الأرثوذكس في دمشق المطران لوقا الخوري الذي زار قصر المهاجرين مؤخراً لأكثر من ساعة أن الرئيس السوري بصحّة جيّدة ويمارس نشاطه بكلّ قوة وعزم، وعندما أثار الخوري مع الرئيس الاسد موضوع الشائعة أصيب الأخير بنوبة ضحك طويلة.

وقبل أن يستقبل الرئيس السوري الخوري، كان يتلقى اتصالاً من رئيس "تيار المردة" في لبنان النائب سليمان فرنجية الذي أكد أن الأسد بألف خير".

زهران الذي كشف قبل يومين عن تعرّض الرئيس الاسد لمحاولة اغتيال منذ ثمانية أشهر، سرد لموقع "العهد الاخباري" بعض تفاصيلها: "إنها خلية تابعة لمنظمة سياسية كردية، هي في الظاهر ضدّ السلطات التركية وقريبة من النظام في آنٍ معاً إضافة الى أنها مرتبطة بالسلطات والاستخبارات الفرنسية، حاولت أن تستفيد من شخصين موجودين داخل أروقة القصر الرئاسي يعملان في الشركة التي تتولى أعمال تنظيف القصر، وهي بالفعل تمكّنت من تجنيد هذين الشخصين، وكان المشروع أن يتسلّلا عبر مستوعبات النفايات في قصر المهاجرين وينقلا من خلالها متفجّرات ويتمّ بعدها اغتيال الوزير وليد المعلم والرئيس بشار الاسد بالتنسيق مع أشخاص يعملون في مكتب المعلم.. المخابرات السورية كشفت المخطط من بدايته وواكبته وصولاً الى مرحلة ما قبل التنفيذ وألقت القبض على المتورّطين، وفي الأسابيع أو الأشهر القادمة سيظهرون في وسائل الإعلام عندما تحدّد القيادة السورية التوقيت المناسب".

ليست المرّة الأولى التي تُطلق فيها شائعات عن الرئيس الاسد، سابقاً أُعلن عن اختراق جهاز الكمبيوتر الخاصّ به من خلال الكاميرا المزوّد بها والتّمكّن من تصويره للحظات.. لم يصدر حينها أي خبر نفي عن القيادة السورية فمنهجية التعاطي مع هكذا "خبريات" أصبحت واضحة: "تهميش لأن المصلحة الأمنية تتقدّم على أية بيانات وردود أفعال متهوّرة". غير أن زهران يجزم وفق معطياته بأن "لا وجود للتكنولوجيا والانترنت في المكاتب الأساسية للقصر الرئاسي"، ومكتب الرئيس الاسد طبعاً ضمنها.

في الأرشيف القريب للأزمة السورية، تبرز معلومات ومعطيات كثيرة، أحدها أن الصحافي الكويتي مشعل الجاسر عرض أمام أعضاء مجلس الأمة تقريراً كاملاً عن عملية تصنيع رجل آلي يشبه الرئيس الأسد يتم التحكم به عن طريق وصله بجهاز كمبيوتر مباشرة، ليتبيّن أن الروبوت الآلي يقلّد "حركات" الرئيس السوري، ويمكن الاستفادة من المجسّم لإظهار الرئيس الاسد "المزوّر" يعلن تنحيه عن الحكم.

كما حذّرت وسائل الإعلام السورية سابقاً من وجود بعض المناطق في الصحراء الخليجية يتم فيها بناء "ديكورات" بما يتشابه مع بعض المناطق في سورية ويتم تصوير المظاهرات والقصف هناك على أنه داخل سوريا، إضافة الى وجود خطط لتزوير شعار بعض محطات التلفزة السورية الرسمية والبثّ على نفس التردّد لقرصنة المحطة الاصلية، وإذاعة خبر إعلان القيادة السورية استقالتها مباشرة على الهواء.

لم تقف الأمور عند هذا الحدّ، المسرحيات توالت مع رواية للمخابرات الصينية تتحدّث عن خطة هوليوودية لإنتاج فيلم عن سقوط الأسد باستخدام مجسمات لمواقع سورية. وهناك أيضاً ما كشفه الصحافي الروسي تشيسكو سينغاروف عن أن شخصاً شبيهاً بالاسد وصل الى الدوحة سراً، ليعلن من هناك تركه لمنصبه.
01-نيسان-2013
استبيان