تتواصل معاناة الأسرى الفلسطينيين بدءاً من الاعتداءات المتكررة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي على المعتقلين في الزنازين، وصولاً إلى تعريضهم لظروف صحية سيئة أدت إلى عشرات الإصابات الخطيرة التي اعترفت إدارة السجون الصهيونية بالقليل منها، من دون أن ننسى نضال "الحركة الأسيرة" التي أعلنت أكثر من مرة عن إضرابات عن الطعام قام بتنفيذها عدد من الأسرى من وراء القضبان، في وقت لم تتوقف انتهاكات جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في القدس المحتلة والضفة الغربية.
وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطيني عيسى قراقع كشف، الاثنين، عن أن "إدارة السجون الإسرائيلية اعترفت بوجود 25 حالة مرضية مصابة بالسرطان في صفوف الأسرى الفلسطينيين"، وأضاف أن سلطات الاحتلال "تنوي الإفراج في الأيام القريبة عن الأسير "ميسرة أبو حمدية" المصاب بالسرطان في الحنجرة"، وقال قراقع إن "الوضع الصحي للأسير ميسرة أبو حمدية خطير جداً"، وذكر أن "مرض السرطان قد وصل إلى منطقة النخاع الشوكي، حيث نقل في حالة صعبة من سجن ايشل إلى مستشفى سوروكا".
وزير الأسرى الفلسطيني عيسى قراقع
وتحدث الوزير الفلسطيني عن "جهود كبيرة تبذل على المستوى القانوني والسياسي للإفراج العاجل عن الأسير ميسرة"، وعن متابعة رسمية لحالته مع كافة الجهات المعنية. وأشار قراقع إلى أن "اجتماعاً عُقد في سجن هداريم بين قيادات الفصائل الفلسطينية ونائب مدير السجون العامة الإسرائيلي بحضور القائد (الفتحاوي) مروان البرغوثي و(الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) أحمد سعدات، وعباس السيد (حركة حماس) وثابت مرداوي (حركة الجهاد) وناصر أبو سرور، وجرى نقاش أوضاع الأسرى ومطالبهم المتعلقة بحقوقهم الإنسانية والمعيشية".
ولفت قراقع إلى أن "نقاش قيادات الأسرى مع نائب مدير مصلحة السجون الإسرائيلي تركز على أهمية إطلاق سراح الأسير ميسرة أبو حمدية، وكافة الأسرى المصابين بأمراض خطيرة"، ونقل الوزير الفلسطيني عن الأسرى مطالبتهم إدارة السجون "بالاستجابة لما تم الاتفاق عليه مع الأسرى سابقاً بخصوص إنهاء العزل الانفرادي وإزالة المنع الأمني للأسرى في الزيارات وإغلاق مستشفى الرملة واستبداله بمستشفى تتوفر فيه المقومات الصحية إضافة إلى زيادة عدد القنوات الفضائية والسماح بإدخال الصحف ووقف سياسة العقوبات الفردية والجماعية والسماح للأسرى بالاتصال التلفوني وغيرها".
وحدات خاصة من شرطة السجون الإسرائيلية
وسبق ذلك، اقتحام قوات خاصة إسرائيلية بأعداد كبيرة قسم 11 في معتقل "ايشيل"، مساء الأحد، وذكرت مصادر فلسطينية أن جنود الاحتلال "اقتادوا نحو 20 أسيراً إلى زنازين العزل بعد تكبيلهم والاعتداء عليهم بشكل وحشي والعبث بمحتوياتهم الشخصية"، وأضافت أن "الأسرى الذين تم الاعتداء عليهم هم من الذين اعلنوا اضرابهم عن الطعام تضامناً مع الأسير ميسرة ابو حمدية وتنديداً بسياسة الاهمال الطبي"، ونددت وزارة الاسرى والمحررين بهذا " الاعتداء الوحشي"، مطالبة المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية "التدخل لوقف سياسة الاحتلال بحق الاسرى لا سيما المرضى منهم".
وكان 22 أسيراً من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السجون الإسرائيلية، أعلنوا، الأحد، "إضرابًا مفتوحاً عن الطعام لتحسين أوضاعهم المعيشية، وتضامنًا مع زملائهم المضربين منذ أكثر من 250 يوماً"، وفي بيان صادر عن الحركة ذكر أن من بين المضربين 17 قيادياً من أسرى حماس "شرعوا في الإضراب عن الطعام بطريقة ما يُعرف بإضراب النخبة"، والذي يشارك فيه مجموعة تزداد أعدادهم تدريجيًا مع مرور الوقت، وأضاف البيان أن القيادي في حركة حماس "جمال أبو الهيجا" شارك ضمن هذه المجموعة في الإضراب الذي يهدف "لتحقيق الحياة الكريمة للأسرى وتضامنًا مع سامر العيساوي وإخوانه المضربين منذ 253 يومًا ومساندة للأسير المريض ميسرة أبو حمدية الذي نُقل إلى العناية المكثفة أمس".
وأشار بيان حماس إلى أن "إضراب النخبة القيادية يتوقف في استمراره على تجاوب إسرائيل"، مع مطالب الأسرى، معتبراً أن "القناعة باتت لدى جموع الأسرى تتوجه نحو رفع سقف التصعيد تجاه مؤسسة السجون التي أمعنت في الشهور الأخيرة في همجيتها ضد الأسرى"، وطالب "شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية بالوقوف نصرة للأسرى في معركتهم العادلة ضد سجان قرر المس بكرامة الفلسطيني من خلال سياسات التفتيش العاري، القمع المستمر، منع الزيارات للأسرى، والأهم ما تتعرض له أسرنا من إذلال على بوابات المعتقل".
عناصر من شرطة الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى
وفي القدس المحتلة، منعت شرطة الاحتلال المتمركزة على بوابات المسجد الأقصى، الاثنين، دخول مجموعة من "طالبات حلقات العلم" إلى المسجد، وطلبت منهن مراجعة مركز التوقيف والتحقيق المعروف باسم 'القشلة' في منطقة باب الخليل بمدينة القدس القديمة بهدف استلام بطاقاتهن الشخصية، وقد عمدت عناصر الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال إلى احتجاز عدد من بطاقات الطالبات، يوم الأحد بحجة المشاركة في المواجهات ضد المستوطنين والشرطة، بينما استمرت اقتحامات المستوطنين، الاثنين، وإن بوتيرة أقل، لحرم المسجد الأقصى وسط وجود مكثف لعناصر الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال.
نقل الفتى الفلسطيني المصاب
وأصيب فتى فلسطيني يبلغ من العمر 15 عاماً، بجروح بالغة وكسور، الاثنين، جراء اعتداء قوات الاحتلال عليه قرب بوابة بلدة "عزون عتمة" جنوب مدينة قلقيلية في الضفة الغربية، وذكرت شرطة السلطة الفلسطينية أن "الفتى سعد نوفل اصيب بعدة جروح وكسور في جسده جراء تعرضه للضرب المبرح على ايدي قوات الاحتلال قرب بوابة بلدة عزون عتمة جنوب مدينة قلقيلية، وأدخل الى المستشفى الحكومي في قلقيلية".
وشهد مساء الأحد، إصابة سبع طالبات فلسطينيات بجروح في هجوم لمستوطني 'يتسهار' على حافلتين مدرسيتين تقلان طالبات كن في طريق عودتهن من رحلة مدرسية من شمال الضفة إلى مدينة رام الله، وأكد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، أن مستوطني 'يتسهار' جنوب نابلس، رشقوا حافلتين تقلان طالبات مدرسة بالحجارة، ما أدى لتحطيم زجاج حافلة وإصابة سبع طالبات بجروح مختلفة، إضافة لإصابة بقية الطالبات بحالة من الذعر والهلع. وقد استنكر محافظ نابلس جبرين البكري هجوم المستوطنين على الحافلتين، مشدداً أن "المستوطنين يصرون على العودة إلى مربع العنف مرة أخرى"، وأضاف البكري أنه "يتوجب إحالة موضوع مهاجمة المستوطنين الممنهج للمواطنين إلى كافة المحافل الدولية، لوضع حد له".
وعملت محكمة إسرائيلية، الأحد، على تقديم لائحة اتهام ضد ثلاثة شبان مقدسيين، تضمنت "إلقاء زجاجات حارقة داخل المسجد الأقصى ومحاولة احراق جنود" إسرائيليين، ومددت محكمة أخرى، في اليوم نفسه، توقيف شابين من العيسوية وأفرجت عن آخر بشروط، بعد اتهامهم "بإلقاء زجاجات حارقة على الجامعة العبرية، وإلقاء الحجارة" على دوريات وجنود الاحتلال الإسرائيلي.