تشييع العلامة البوطي بمشاركة رسمية وشعبية حاشدة.. والمفتي حسّون يدعو العالمين العربي والإسلامي الى إنقاذ سورية من الحرب عليها
شيّعت سورية اليوم رئيس اتحاد علماء بلاد الشام الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي وحفيده في مأتم حاشد في جامع بني أمية الكبير في العاصمة دمشق، بمشاركة رسمية وسياسية ودينية وعربية وشعبية كبيرة.
وقد أمّ الصلاة على جثمان الشهيد نجله محمد توفيق البوطي الذي عاهد العلامة البوطي البقاء على العهد، شاكراً كلّ من واساه وعائلته وفي مقدّمتهم الرئيس السوري بشار الاسد ممثلاً بوزير الأوقاف محمد عبد الستار.
وقال نجل الشهيد في كلمة له خلال مراسم التشييع متوجهاً الى والده "عزاؤنا يا أبتاه أنك مضيت شهيدا في سبيل القضية التي نذرت نفسك لأجلها، كما أن الرسالة التي نذرت نفسها من أجلها باقية"، وأضاف "سيعود السلام وستعود الطمأنينة الى هذه الأمة رغم الحاقدين والمجرمين وأعداء أمتنا".
المفتي حسون
من جانبه، وجّه مفتي الجمهورية العربية السورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون نداءً الى العالمين الاسلامي والعربي والقمة العربية المرتقبة، دعاهم فيه الى "إنقاذ سورية من الحرب التي شُنّت عليها من العالم"، محذّراً إياهم من أنه "اذا سقطت سورية في براثن الحرب العالمية فستسقطون جميعاً ولن تكون هناك لا قيمة ولا قمة عربية".
وناشد المفتي حسون الرئيس الاسد أن "يجعل من دماء شيخنا وحفيده والشهداء فرصة لفتح باب واسع للمصالحة وتبنّي الدعوة التي أطلقها العلامة قبل أسبوع من هذا المنبر لكلّ من حمل السلاح من أبناء الشعب بأن يعودوا الى الوطن".
وتابع المفتي حسون "يا من حملتم السلاح عودوا فقد بانت لكم الحقيقة إن الذين اغتالوا هذا الصوت اغتالوا السلام والامان والايمان.. والذين شككوا بمن اغتال شيخنا من اللحظة الاولى نقول لهم أنتم تشككون ولكن خصمنا بينا وبينكم الله.. أنتم حتى تبقوا الحرب مشتعلة تتهمون أبناء الوطن بقتل شيخنا"، سائلاً "لماذا لم يقتل الامن السوري ولم يغتال أحدا أو يهدم مسجدا؟"، وأضاف "الشام يا كنانة الله من الارض نصَرَكِ الله وجَمَعك على الحق والهدى"، متمنيا "عودة السلام والأمان الى سورية وخلاصها من أزمتها".
الشيخ يزبك
بدوره، عزّى رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك باسم الأمين العام للحزب سماحة السيد حسن نصر الله سورية شعباً وقيادة باستشهاد العلامة البوطي، وقال "في لحظات الوداع أيها العلامة والفكر المنير جئناك اليوم لأنك لم تكن خسارة لبلاد الشام ودمشق فقط، أنت لكلّ مسلم وانسان وضمير في العالم إنك حملت نهج محمد (ص) فسطعتَ بالامر وكنت الواعظ وللمرشد والمصلح وفي آخر كلماتك دعوت للصلح والاصلاح والحوار"، وتابع "جئناك والقلوب دامية نحمل لكلّ محبيك تعازي سماحة القائد السيد حسن نصر الله وجميع المقاومين والمجاهدين والعلماء الذين ظلّلتهم بمواقفك المبدئية في حرب تموز".
ونوّه الشيخ يزبك بـ"الكلمات النورانية التي أطلقها الشهيد عندما كان يتعرّض لبنان للاعتداء من قبل المشروع الصهيوأمريكي الذي انتقل الى سورية"، مشيراً الى أن "لكلمات الشهيد الدور الفاعل والزخم لكلّ المقاومين والمجاهدين في المنطقة وخصوصا في فلسطين لكلماتك"، وأضاف "كنت ترى أن النصر قادم فتحقق الانتصار وسقط المشروع الصهيوأمريكي وعادوا بالمشروع الى سورية لننسى فلسطين وأنت كنت ما زلت تحذّر وعينك على دولتك لتبقى بلاد الشام مقصداً للعلماء والطلاب.. تبقى أيها الشهيد المخرز القوي للاعداء".
وتطرق الشيخ يزبك في كلمته الى ما جاء على لسان الرئيس الامريكي باراك أوباما مؤخراً حول أن "اسرائيل" أقوى قوة في العالم"، فقال "اسمعوا أيها العرب لم تكن "اسرائيل" أو امريكا أقوى من بلادنا.. نحن سنكمل مع هذه الدماء الدرب وآن الاوان لنتحاور ونتفاهم".
آية الله تسخيري
ممثل الجمهورية الايرانية الشيخ محمد علي التسخيري سأل من ناحيته "هل تستطيع هذه العصابة التي اغتالت العلامة البوطي أن تقتل طلاب الشهيد أو تقتل روح مقاومة العدو الصهيوني؟ وهل ستقضي العصابة على مؤلفات الشيخ الشهيد التي تجاوزت الاربعين؟"، وأردف "هيهات أن يحقق التكفيريون العملاء أهدافهم التمزيقية في سورية".
الزعبي
أما وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، فقال إن "العلامة البوطي رجل لا يعوض ولا مثيل له بكل المعاني والمقاييس".
وأشار الزعبي في تصريحات للصحفيين أثناء مراسم التشييع إلى أن "جريمة اغتيال العلامة البوطي وعدد من المصلين في جامع الإيمان تضاف إلى رصيد الإرهابيين الإجرامي والوحشي اللاأخلاقي"، لافتا إلى أنها "من جهة أخرى تضاف إلى رصيد العلامة البوطي والسوريين فخراً واعتزازاً بالشهادة"، ورأى أن "الرد الحقيقي على الجريمة هو تمسك السوريين بالحوار الوطني ومحبة بعضهم بعضا للذود عن سورية".
كما تحدّث خلال التشييع النائب البطريركي للروم الأرثوذوكس المطران لوقا الخوري باسم البطريك يوحنا العاشر، والشيخ حسام الدين فرفور باسم علماء بلاد الشام، والمشرف العام على مجمع الشيخ كفتارو الشيخ محمد شرف الصواف، إضافة الى مفتي دمشق الشيخ عبد الفتاح البزم، مركّزين في كلماتهم على الدور الهامّ الذي كان يلعبه الشهيد على صعيد وحدة الشعب السوري ونبذ العنف وتحقيق رسالة الانبياء والرسل وهداية أبناء الوطن.
وقد ووري جثمان الشهيد وحفيده خلف مسجد بني أمية بجانب قبر صلاح الدين الأيوبي.
تشييع العلامة البوطي بمشاركة رسمية وشعبية حاشدة.. والمفتي حسّون يدعو العالمين العربي والإسلامي الى إنقاذ سورية من الحرب عليها
شيّعت سورية اليوم رئيس اتحاد علماء بلاد الشام الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي وحفيده في مأتم حاشد في جامع بني أمية الكبير في العاصمة دمشق، بمشاركة رسمية وسياسية ودينية وعربية وشعبية كبيرة.
وقد أمّ الصلاة على جثمان الشهيد نجله محمد توفيق البوطي الذي عاهد العلامة البوطي البقاء على العهد، شاكراً كلّ من واساه وعائلته وفي مقدّمتهم الرئيس السوري بشار الاسد ممثلاً بوزير الأوقاف محمد عبد الستار.
وقال نجل الشهيد في كلمة له خلال مراسم التشييع متوجهاً الى والده "عزاؤنا يا أبتاه أنك مضيت شهيدا في سبيل القضية التي نذرت نفسك لأجلها، كما أن الرسالة التي نذرت نفسها من أجلها باقية"، وأضاف "سيعود السلام وستعود الطمأنينة الى هذه الأمة رغم الحاقدين والمجرمين وأعداء أمتنا".
المفتي حسون
من جانبه، وجّه مفتي الجمهورية العربية السورية الشيخ أحمد بدر الدين حسون نداءً الى العالمين الاسلامي والعربي والقمة العربية المرتقبة، دعاهم فيه الى "إنقاذ سورية من الحرب التي شُنّت عليها من العالم"، محذّراً إياهم من أنه "اذا سقطت سورية في براثن الحرب العالمية فستسقطون جميعاً ولن تكون هناك لا قيمة ولا قمة عربية".
وناشد المفتي حسون الرئيس الاسد أن "يجعل من دماء شيخنا وحفيده والشهداء فرصة لفتح باب واسع للمصالحة وتبنّي الدعوة التي أطلقها العلامة قبل أسبوع من هذا المنبر لكلّ من حمل السلاح من أبناء الشعب بأن يعودوا الى الوطن".
وتابع المفتي حسون "يا من حملتم السلاح عودوا فقد بانت لكم الحقيقة إن الذين اغتالوا هذا الصوت اغتالوا السلام والامان والايمان.. والذين شككوا بمن اغتال شيخنا من اللحظة الاولى نقول لهم أنتم تشككون ولكن خصمنا بينا وبينكم الله.. أنتم حتى تبقوا الحرب مشتعلة تتهمون أبناء الوطن بقتل شيخنا"، سائلاً "لماذا لم يقتل الامن السوري ولم يغتال أحدا أو يهدم مسجدا؟"، وأضاف "الشام يا كنانة الله من الارض نصَرَكِ الله وجَمَعك على الحق والهدى"، متمنيا "عودة السلام والأمان الى سورية وخلاصها من أزمتها".
الشيخ يزبك
بدوره، عزّى رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك باسم الأمين العام للحزب سماحة السيد حسن نصر الله سورية شعباً وقيادة باستشهاد العلامة البوطي، وقال "في لحظات الوداع أيها العلامة والفكر المنير جئناك اليوم لأنك لم تكن خسارة لبلاد الشام ودمشق فقط، أنت لكلّ مسلم وانسان وضمير في العالم إنك حملت نهج محمد (ص) فسطعتَ بالامر وكنت الواعظ وللمرشد والمصلح وفي آخر كلماتك دعوت للصلح والاصلاح والحوار"، وتابع "جئناك والقلوب دامية نحمل لكلّ محبيك تعازي سماحة القائد السيد حسن نصر الله وجميع المقاومين والمجاهدين والعلماء الذين ظلّلتهم بمواقفك المبدئية في حرب تموز".
ونوّه الشيخ يزبك بـ"الكلمات النورانية التي أطلقها الشهيد عندما كان يتعرّض لبنان للاعتداء من قبل المشروع الصهيوأمريكي الذي انتقل الى سورية"، مشيراً الى أن "لكلمات الشهيد الدور الفاعل والزخم لكلّ المقاومين والمجاهدين في المنطقة وخصوصا في فلسطين لكلماتك"، وأضاف "كنت ترى أن النصر قادم فتحقق الانتصار وسقط المشروع الصهيوأمريكي وعادوا بالمشروع الى سورية لننسى فلسطين وأنت كنت ما زلت تحذّر وعينك على دولتك لتبقى بلاد الشام مقصداً للعلماء والطلاب.. تبقى أيها الشهيد المخرز القوي للاعداء".
وتطرق الشيخ يزبك في كلمته الى ما جاء على لسان الرئيس الامريكي باراك أوباما مؤخراً حول أن "اسرائيل" أقوى قوة في العالم"، فقال "اسمعوا أيها العرب لم تكن "اسرائيل" أو امريكا أقوى من بلادنا.. نحن سنكمل مع هذه الدماء الدرب وآن الاوان لنتحاور ونتفاهم".
آية الله تسخيري
ممثل الجمهورية الايرانية الشيخ محمد علي التسخيري سأل من ناحيته "هل تستطيع هذه العصابة التي اغتالت العلامة البوطي أن تقتل طلاب الشهيد أو تقتل روح مقاومة العدو الصهيوني؟ وهل ستقضي العصابة على مؤلفات الشيخ الشهيد التي تجاوزت الاربعين؟"، وأردف "هيهات أن يحقق التكفيريون العملاء أهدافهم التمزيقية في سورية".
الزعبي
أما وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، فقال إن "العلامة البوطي رجل لا يعوض ولا مثيل له بكل المعاني والمقاييس".
وأشار الزعبي في تصريحات للصحفيين أثناء مراسم التشييع إلى أن "جريمة اغتيال العلامة البوطي وعدد من المصلين في جامع الإيمان تضاف إلى رصيد الإرهابيين الإجرامي والوحشي اللاأخلاقي"، لافتا إلى أنها "من جهة أخرى تضاف إلى رصيد العلامة البوطي والسوريين فخراً واعتزازاً بالشهادة"، ورأى أن "الرد الحقيقي على الجريمة هو تمسك السوريين بالحوار الوطني ومحبة بعضهم بعضا للذود عن سورية".
كما تحدّث خلال التشييع النائب البطريركي للروم الأرثوذوكس المطران لوقا الخوري باسم البطريك يوحنا العاشر، والشيخ حسام الدين فرفور باسم علماء بلاد الشام، والمشرف العام على مجمع الشيخ كفتارو الشيخ محمد شرف الصواف، إضافة الى مفتي دمشق الشيخ عبد الفتاح البزم، مركّزين في كلماتهم على الدور الهامّ الذي كان يلعبه الشهيد على صعيد وحدة الشعب السوري ونبذ العنف وتحقيق رسالة الانبياء والرسل وهداية أبناء الوطن.
وقد ووري جثمان الشهيد وحفيده خلف مسجد بني أمية بجانب قبر صلاح الدين الأيوبي.