كما صحّت التوقّعات، لم يأت الرئيس الأميركي بأي جديد على مستوى المساعي لحلّ القضية الفلسطينية، بل جلّ ما حصل هو ترداده أثناء مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس طروحات بلاده السابقة التي باتت إلى حدّ ما ممجوجة نظراً لإنحيازها الواضح إلى الطرف الصهيوني ومطامعه وإلتزامها الحفاظ على أمنه.
أوباما، تدارك فقدان زيارته للزخم والبريق الذي كان يصبو إليه، مشيراً إلى أنه سمع وجهة نظر الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي خلال المباحثات التي أجراها في الأراضي المحتلّة وأنه سيسعى لدراستها مع وزير خارجيته جون كيري ليقرر الخطوات اللاحقة لحلّ القضية الفلسطينية، داعياً كافة الأطراف لمواصلة البحث عن خطط لمساعدة الجانبين على المضيّ في سدّ الفجوات بينهما.
وقال أوباما إنه "لايمكننا الإستسلام وعلينا مواصلة العمل من أجل تحقيق السلام وحلّ الدولتين"، مضيفاً أن بلاده تدعم "حلّ الدولتين من خلال حوار مباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وتابع الرئيس الأمريكي أنه مقتنع تماماً ببناء دولة مستقلة هي دولة فلسطين، مشيراً إلى أن الفلسطينيين يستحقون دولة خاصة بهم.
وإذ حيّا أوباما انجازات السلطة الفلسطينية على كافة المستويات، رأى أن الأوضاع المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون في غزة عائدة إلى رفض "حماس" وقف العنف والتخلّي عن السلاح.
وقال أوباما إنه أبلغ في تصريح علني رئيس كيان الإحتلال شمعون بيريز بأن "المستوطنات تعيق التوصل الى حلول" وأن أعمال الإستيطان غير بناءة، مشيراً إلى أن الأوضاع السياسية في "إسرائيل" معقّدة.
من جهته، أكّد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أنه أجرى مباحثات مفيدة مع أوباما، معرباً عن قلقه حيال مضي إسرائيل في مشاريع بناء المستوطنات وأمل عباس من الحكومة الصهيونية أن تتفهم نظرته حول عدم شرعية الاستيطان، مشيراً إلى أن هذه الرؤية عالمية وليست وجهة نظر الفلسطينيين فحسب.
وأضاف عباس إنه "واثق بأن الولايات المتحدة ستكثّف جهودها لتحقيق سلام عادل ننتظره جميعاً"، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني يتطلع إلى حقه بالحرية فوق أرضه على حدود 1967 بجوار دولة "إسرائيل".
وكانت طائرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد حطّت ظهر اليوم الخميس في مقر المقاطعة بمدينة رام الله في أول جولة رسمية له للمنطقة بعد انتخابه للمرة الثانية، وسط تظاهرات واحتجاجات شعبية غاضبة.
وقد وصل الرئيس الاميركي باراك أوباما على متن طائرة مروحية اميركية في زيارة يلتقي خلالها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وعدد من القيادات الفلسطينية إلى جانب لقاء مرتقب مع عدد من الطلاب الفلسطينيين.
وبالتزامن إنطلقت تظاهرات في غزة، وأخرى في الضفة الغربية ضد زيارة أوباما متحدّية الإجراءات الأمنية المشدّدة التي فرضتها سلطات العدو، وحمل المشاركون الرايات السوداء والأحذية وصور تظهر الرئيس الأمريكي كجندي صهيوني للفت النظر إلى الانحياز الأمريكي للكيان الغاصب، إضافة إلى هتافات، تندد بالانحياز الأمريكي الأعمى لدولة الاحتلال.
وطالب النشطاء، الرئيس الأمريكي بتغيير سياسات الإدارة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية. داعين إلى الضغط على كيان الإحتلال من اجل الإفراج عن الاسرى ووقف الاستيطان.
هنية: السياسة الأميركية تكرس الإحتلال تحت شعار السلام
هذا وكان رئيس حكومة قطاع غزة إسماعيل هنية إعتبر أن "السياسة الأميركية تكرس الاحتلال الإسرائيلي وتشرع الاستيطان"، وذلك تعليقا على زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للمنطقة.
وأضاف هنية في مؤتمر صحفي عقده في غزّة أنه لا يرى في السياسة الأميركية "عاملاً مساعداً على إنهاء الاحتلال وإنما تكريساً له وتشريعاً للاستيطان والاستسلام تحت شعار السلام".
وتابع هنية أنه لا يتوقع من زيارة أوباما "أي اختراق يغير المعادلة السياسية على الأرض"، لافتاً إلى أنه "على السلطة الفلسطينية أن تدرك أن مستقبلها مرهون بمدى التزامها بالثوابت الوطنية وإنجاز المصالحة الداخلية الراسخة".