زيارة أوباما تُشعل غضب الشارع الفلسطيني... ومطالبات بإسقاط المفاوضات العبثية
ما من شك في أن زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لكيان العدو الاسرائيلي والأراضي المحتلة سيكون لها ما بعدها؛ لكن ليس لجهة إحياء عملية التسوية التي باتت أكذوبة تُمرر "تل أبيب" تحت غطائها مشاريعها التهويدية ومخططاتها العدوانية؛ وهو أمر عكسته بصورة جليّة حالة الغضب والسخط الشديدين بين الأوساط الشبابية الفلسطينية.
تجمع "فلسطينيون من أجل الكرامة"؛ أخذ على عاتقه تنظيم جملة من الفعاليات المناوئة لـ"أوباما" وسياسات بلاده المنحازة لمصلحة الاحتلال الصهيوني. وأكدت أغصان البرغوثي الناشطة في التجمع لـ "العهد" أن هذه التحركات تحمل رسالتين؛ الأولى: لمسؤولي السلطة الفلسطينية في رام الله كي يوقفوا مسيرة المفاوضات العبثية مع "إسرائيل" والتي استمرت لنحو عقدين من الزمن.
والثانية: للولايات المتحدة من أجل وضع حد لانحيازها السافر للاحتلال؛ والالتفات إلى حقوق أصحاب الأرض التي تنتهك صباح ـ مساء؛ على مرأى ومسمع من أمريكا؛ وفي أحيان كثيرة بدعمها العسكري والسياسي والمالي.
وأطلق نشطاء العالم الافتراضي على مدار الأيام الماضية الكثير من الحملات الإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ لفضح السياسة الأمريكية، ولتبيان التماهي الذي تبديه حيال القضية الفلسطينية.
وشهدت الميادين الرئيسة في كبرى محافظات الضفة تظاهرات حاشدة منددة بـ"الضيف" الأمريكي؛ تخللها إحراق صوره، ورفعها إلى جانب الأحذية، وترديد شعارات ورفع لافتات تنتقد مواقفه الشخصية وافتخاره بالعلاقات الوثيقة التي تجمعه بقادة الاحتلال، وبالدعم اللا محدود الذي قدمه في فترة ولايته السابقة.
ويرى عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول أن زيارة أوباما التي تعد الأولى منذ فوزه بولاية رئاسية ثانية لن تحمل أي جديد؛ مؤكداً أن الشعب الفلسطيني أصبح أكثر وعياً؛ ولن يُخدع بالمواقف المبهمة لأي جهة كانت.
ومن جانبها وصفت "لجان المقاومة الشعبية" زيارة أوباما لفلسطين بأنها مشؤومة؛ كونها تأتي في إطار الدعم المباشر للعدو، وتهيئة الأجواء أمام ممارسة ضغوط جديدة على الفلسطينيين لتقديم تنازلات إضافية.
وأكدت اللجان أن طريق المقاومة هو أقصر الطرق نحو تحرير فلسطين؛ مذكرة في الوقت عينه بالموقف المتخاذل للولايات المتحدة حيال قضية الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، قائلة: "إن هذا الصمت غير مستغرب أمام تاريخ أمريكا الدموي وممارساتها اللا إنسانية في العراق وأفغانستان".
وكشفت والدة الأسير المقدسي سامر العيساوي المضرب عن الطعام منذ 242 يوماً النقاب عن أن القنصلية الأمريكية في القدس رفضت طلبها مقابلة أوباما لتسليمه رسالة رسمية من أجل الإفراج عن نجلها الذي يتهدده الموت، ورفاقه داخل السجون.
ودعت جمعية "واعد" أهالي الأسرى وكافة النشطاء في قضيتهم للانتفاض غضباً ورفضاً للزيارة؛ في ظل الوضع المأساوي الذي يعيشه المعتقلون خلف القضبان.
وأهابت الجمعية بأهالي الداخل المحتل عام ثمانية وأربعين والضفة والقدس بشكل خاص السعي وراء اعتراض موكب الرئيس الأميركي، ورفع صور أبنائهم، وإيصال صوتهم وصرخات معاناتهم.