المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

زيارة اوباما الى فلسطين المحتلة ما بين الترحيب الاسرائيلي ولامبالاة فلسطينية


استنفرت سلطات الاحتلال جاعلة من الأراضي الفلسطينية المحتلة ثكنة عسكرية عشية الزيارة المرتقبة للرئيس الاميركي باراك اوباما، ساعية لاستغلالها لفكّ عزلتها الدولية وتحريك "مفاوضات السلام" مع الفلسطينيين لشق صفوفهم وكسب المزيد من الوقت لقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، لاسيما وأن الحكومة الجديدة أكدت رفضها تجميد الإستيطان والإبقاء عليه بالوتيرة السابقة عينها.

اما في قطاع غزة، فالمشهد مختلف، الفلسطينيون يتابعون بقليل من الاهتمام الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي باراك أوباما للأراضي الفلسطينية المحتلة في ظل ما يصفونها بالسياسة الأميركية الداعمة للكيان الإسرائيلي على حساب حقوقهم الوطنية، آملين في الوقت نفسه أن تحمل الزيارة تغييراً ما على صعيد الموقف الأمريكي يوقف تردّي أوضاعهم الحياتية والمعيشية ويعيد إليهم حقوقهم المسلوبة.

ويجمع الفلسطينيون، على اختلاف توجهاتهم السياسية وانتماءاتهم الفكرية، أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الحليف الأول للاحتلال، ويتمنون في الوقت ذاته أن تشكل زيارته بداية سياسة أميركية جديدة في المنطقة.

الى ذلك، أكد الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية اللواء عدنان الضميري، في تصريح صحفي جهوزية السلطة الفلسطينية التامة لاستقبال أوباما، وشدد على أهمية هذه الزيارة، لاسيما وأنها تأتي بعد إعلان فلسطين "دولة مراقب في الأمم المتحدة"، مضيفًا أن هذه الزيارة ينبغي أن يجسد فيها الأمن الفلسطيني السيادة الفلسطينية على الأرض.

ووصلت إلى رام الله حيث مقر الرئاسة الفلسطينية وبيت لحم ظهر الاثنين عشر طائرات مروحية أميركية تقل وفوداً أمنية ودبلوماسية لاتمام التحضيرات قبيل الزيارة المرتقبة إلى "الجانب الفلسطيني" يومي الخميس والجمعة المقبلين.

بدوره، أكد العقيد غسان نمر مدير دائرة الإعلام في الحرس الرئاسي "أنه وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، سيشرف الحرس الرئاسي بصورة تامة على ترتيبات زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لمدينتي رام الله وبيت لحم، بما يحافظ على السيادة الفلسطينية".



وأشار نمر إلى أن "الحرس الرئاسي وضع خطة كاملة، كانت محمل إعجاب واحترام وموافقة الوفد الأمني للرئيس أوباما، ما يعني أن المواطن الفلسطيني لن يرى سوى طاقم الحرس الرئاسي، وطواقم الأجهزة الأمنية الأخرى، في المناطق والمحاور التي سيقوم الرئيس الضيف بزيارتها، سواء كان ذلك أثناء زيارته لمدينة رام الله أو مدينة بيت لحم".

من جهتها، أعلنت شرطة الاحتلال، أن "حوالي 5 آلاف شرطي سينتشرون يومياً، وعلى مدار الساعة، في أنحاء مدينة القدس المحتلّة كافة، للحفاظ على الأمن أثناء زيارة أوباما، التي تستغرق 3 أيام، إضافة إلى مساندة جهاز الأمن العام "الشاباك" الذي يقوم بتنفيذ مهامه ومسؤوليته، والتي تتضمن تأمين سلامة حياة الشخصيات المهمة".

وأوضحت شرطة الاحتلال أنه "سيتم إلغاء العطل العادية والمستحقة لكافة عناصر الشرطة أثناء هذه الزيارة، كما تم الإعلان عن تشكيل قوات مشتركة من جهات أمنية مختلفة، والجبهة الداخلية والجيش، وأنشئت غرف للقيادة والإشراف والتنسيق على عمل هذه القوات في الفنادق التي يستضاف فيها الرئيس الأميركي والوفد المرافق له"، مشيرة إلى أن "نحو 1000 شرطي سيقومون بتأمين أوباما والوفد المرافق من مكان هبوط المروحية الخاصة باستقبال الملوك والرؤساء التي ستقله من مكان إلى آخر، حتى نهاية الزيارة".

وأفادت مصادر من القدس المحتلة، أن "دوريات الشرطة تنتشر في شوارع وطرقات مدينة القدس كافة، وسط انتشار مكثف لجنود الاحتلال وتسيير للدوريات الراجلة والمحمولة والخيالة في شوارع وطرقات المدينة".

جدول أعمال الزيارة


وحسب الجدول الذي أعلنه البيت الأبيض الأميركي، فمن المقرر أن يصل أوباما اليوم الأربعاء إلى "تل أبيب" حيث سيلتقي الرئيس الصهيوني شمعون بيريز وستعرض عليه منظومة القبة الحديدية التي طورتها إسرائيل بمساعدة أميركية، كما سيلتقي بيريز ورئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بالقدس المحتلة في اليوم ذاته.

كما أنه من المقرر أن يصل أوباما الخميس  إلى مقر السلطة الفلسطينية برام الله وسيعقد اجتماعاً ثنائياً مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ومن ثم سيجتمع بنشطاء مركز "شباب البيرة"، ويليه لقاء مع رئيس الوزراء سلام فياض، قبل عودته إلى القدس المحتلّة.

وقال محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل إن الجانب الأميركي أبلغ السلطة الفلسطينية أن الرئيس أوباما سيصل المدينة الجمعة حيث ستكون له زيارة إلى كنيسة "المهد" وهي إحدى محطاته الرئيسية.

وتحدث حمايل عن استعدادات أمنية على أعلى المستويات تجرى لاستقباله في المدينة، مشيراً إلى أنه لن يقوم بزيارة المسجد الأقصى وكنيسة "القيامة" وحائط "البراق" في القدس المحتلة.

مفاوضات مع الاحتلال


وقالت الناشطة الفلسطينية أغصان البرغوثي إن زيارة أوباما تأتي لتكريس نهج المفاوضات الفلسطينية مع الاحتلال "على قاعدة الاستجداء السياسي والاقتصادي" لتوفير الغطاء لاستمرار الاستيطان وتهويد الأرض الفلسطينية.

ورأت البرغوثي في حديث صحفي أن زيارة أوباما ستساعد على فك عزلة "إسرائيل" عالمياً والتي باتت تواجهها جراء حملات المقاطعة الدولية كما سيجري استغلالها للعودة للمفاوضات.

وعبرت المجموعة في بيان لها عن رفضها الزيارة لاستمرار الانحياز الأميركي المعلن "لإسرائيل" وعدم الاعتراف بالحقوق الفلسطينية، واستمرار الدعم العسكري والمالي، والتغطية الأميركية على جرائم الاحتلال وتشريعها للاستيطان.

وأشارت إلى تضاعف أعداد المستوطنين إلى الضعفين منذ بدء عملية "السلام" برعاية أميركية قبل عشرين عاماً، من مائتي ألف مستوطن إلى 650 ألفاً.

وقال البيان إن هذه الزيارة تأتي للضغط على القيادة الفلسطينية ومنعها من تقديم مشروع قرار قوي في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بخصوص تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلت لدراسة أثر المستوطنات.

يأتي هذا في وقت هاجم فيه رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية منذ أيام الزيارة المقررة للرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى فلسطين المحتلة، مقللاً في الوقت ذاته من نتائجها على القضية الفلسطينية.

وقال هنية في خطبة الجمعة إن هذه الزيارة تتزامن مع الاعتداءات "الإسرائيلية" المتكررة على القدس والأقصى والأسرى، معرباً عن قناعة حكومته بأن الزيارة لن تحدث الاختراق في الصف الفلسطيني، ولن تصنع تصوراً جديداً في الصراع مع الاحتلال، لكنها ستركز على الأجندات الإقليمية أبرزها الوضع في سوريا وإيران.

ونبّه هنية السلطة الفلسطينية بألا تقع في الأوهام بالعودة إلى مفاوضات عبثية من خلال هذه الزيارة، وعدم إغلاق الباب أمام المصالحة الفلسطينية، وألا تذهب لهذا الضياع والتيه السياسي مجدداً على حساب حقوق الشعب الفلسطينى وكرامته".

وأضاف رئيس حكومة غزة أن هذه الزيارة تأتي من بوابة تعطيل المصالحة الوطنية الفلسطينية، لكي تنطلق مجدداً مسيرة مفاوضات عبثية، لافتاً إلى أن الشعب الفلسطيني لن يقتنع مجدداً بهذه البضاعة الكاسدة فى أسواق النخاسة وعلينا ألا نبيع الأوهام للشعب الفلسطيني.
ودعا هنية إلى السير فى خطين متوازيين، الأول ترتيب البيت الفلسطيني ترتيباً دقيقاً يحفظ عناصر القوة والصمود وألا يستهين بكرامة الأسرى، والثاني بناء إستراتيجية فلسطينية عربية إسلامية تركز على ثوابت الشعب الفلسطيني ومقاومته.

وأضاف أننا فى مرحلة صراع جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي الذى بات يستهدف القدس والأقصى والأسرى فى سجونه، بدعم أمريكي وكل ما لديه من مكر وخداع، وتضليل وتزييف للحقائق التاريخ والجغرافيا.

دعوات للتظاهر رفضاً لزيارة اوباما الى فلسطين المحتلة

في غضون ذلك، تستعد مجموعات شبابية وقوى شعبية فلسطينية لتنظيم احتجاجات واسعة ضد سياسة الولايات المتحدة الداعمة لإسرائيل عسكرياً وسياسياً.

وانتشرت في شوارع مدينة رام الله لافتات تدعو أوباما لترك هاتفه الذكي في بيته لأن الاحتلال الإسرائيلي يمنع الفلسطينيين من استخدام تقنية الجيل الثالث (3G) التي تتيح الاتصال الدولي المتنقل. ودعته للحضور باكراً خشية تأخيره على حاجز قلنديا العسكري.

وكتب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن أوباما غير مرحب به في فلسطين ما دام الدعم الأميركي لإسرائيل مستمراً وبلا حدود.
كما دعا مبعدو كنيسة "المهد" إلى غزة لرفض زيارة أوباما المرتقبة إلى الكنيسة في بيت لحم ورفض استقباله، وقالوا في بيان لهم إن "الولايات المتحدة كانت شريكة في إبعادهم عن بيت لحم قبل 11 عاماً".

ودعت مجموعة "فلسطينيون من أجل الكرامة" إلى مسيرة جماهيرية اليوم الأربعاء تحت عنوان "معاً لتغيير المسار، معاً ضد زيارة أوباما" من وسط رام الله باتجاه مقر الرئاسة الفلسطينية، كما دعت "لرفع الأحذية في وجه الرئيس الأميركي "وإعلاء الرايات السود على المنازل والسيارات أثناء زيارته".

يأتي هذا فيما تظاهر عشرات الفلسطينيين وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية عصر أمس الثلاثاء، ضد زيارة أوباما، وحمل المشاركون في التظاهرة أحذية ولافتات كتب عليها "لن ننسى ما فعلتم في العراق"، كما رفعت لافتات بالإنكليزية كتب عليها "اي قيم تأتي بها يا اوباما؟"، وهتف المشاركون في التظاهرة ضد اوباما.
20-آذار-2013
استبيان