قرر مجلس الوزراء العراقي اليوم الثلاثاء تأجيل انتخابات مجالس المحافظات المزمع اجراؤها في العشرين من شهر نيسان/ابريل المقبل الى فترة اقصاها ستة اشهر بسبب تدهور الاوضاع الامنية في البلاد.
وجاء هذا القرار على خلفية عمليات إرهابية واسعة شهدتها العاصمة بغداد في ساعات مبكرة من صباح اليوم ومازالت متواصلة، حيث أوقعت حتى الان اكثر من ستين شهيداً ومائتي جريح.
وتوقعت بعض الاوساط السياسية عدم إجراء الانتخابات المحلية العام، وإرجاء اجرائها الى العام المقبل مع الانتخابات البرلمانية العامة.
وكانت العاصمة العراقية بغداد ومعها محافظة بابل (120كم جنوب) قد إستيقظتا على وقع سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة وأحزمة وعبوات ناسفة في عدة مناطق أوقعت بحسب حصيلة غير نهائية أكثر من 60 شهيداً وعشرات الجرحى من المدنيين ورجال الجيش والشرطة.
وقد انفجرت سيارات مفخخة وعبوات ناسفة ولاصقة في مناطق الشُعلة شمال غرب بغداد، والدورة في جنوبها، وفي الكاظمية والطارمية والحسينية شمالاً، والزعفرانية والمشتل وبغداد الجديدة شرقا، وفي حي المنصور الراقي وكذلك حي العامل الواقعين بجانب الكرخ، وفي مدينة الصدر بجانب الرصافة.
وفي ناحية الاسكندرية انفجرت سيارة مفخخة مستهدفة دورية للشرطة الاتحادية.
وفي هذا السياق، فرضت السلطات الأمنية في محافظة بابل حظراً للتجوال في مناطق شمال العاصمة والتي تشمل الاسكندرية والحصوة وجبلة. وتوقعت مصادر امنية وطبية ان تصل اعداد الضحايا من الشهداء والجرحى الى المئات.
وتأتي هذه العمليات الإرهابية بعد أربعة أيام فقط من وقوع سلسلة عمليات إرهابية في بغداد، كان من بينها اقتحام وزارة العدل قرب المنطقة الخضراء، وبعد يومين فقط من وقوع تفجيرات بسيارات مفخخة في محافظة البصرة جنوب البلاد.
ولوحظ ان تفجيرات صباح هذا اليوم استهدفت مناطق تقطنها اغلبية شيعية، في ظل تواصل الشحن والتصعيد الطائفي والتهديدات المتواصلة من قبل بعض الجهات التي تدير وتوجه التظاهرات الاحتجاجية في المحافظات الغربية، وكذلك في ظل استمرار الازمات السياسية الخانقة في البلاد وفشل الفرقاء في التوصل الى حلول وتفاهمات وتوافقات من أجل الحد من التداعيات الخطيرة للاوضاع السياسية والامنية في البلاد.