الشيخ قاووق:مصممون على قطع الطريق أمام الفتنة من موقع القوة والحرص على سلامة الوطن
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة الشيخ نبيل قاووق أن "هناك فريقاً في لبنان غير معتاد على أن يكون خارج السلطة ولذلك هو يعمل في الليل والنهار على إثارة المشاكل وافتعال القضايا الخلافية، والتي يكمن جوهرها اليوم في أنهم لا يمكن أن يقبلوا باستحقاق إنتخابي يعطي مناصفة حقيقية وشراكة فعلية".
وخلال احتفال تأبيني في بلدة مجلدزون الجنوبية، أشار الشيخ قاووق إلى "أنهم استخرجوا قانون الستين من قبره لابتزاز الأكثرية، مع علمهم بأن احتمال إجراء الإنتخابات النيابية وفق هذا القانون لا يتجاوز نسبة الصفر، وأن الممر الوحيد لإجرائها هو الإتفاق على قانون جديد يعطي المناصفة الحقيقية والشراكة الفعلية"، معتبراً أن "ما قامت به السفيرة كونيللي كان حسناً، إذ إنها كشفت من لا يزالون ينسطون لأمريكا ويسمعون لإملاءاتها في المعارضة أو السلطة، في حين أن حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر يرفضون الإملاءات الأمريكية وقانون الستين إلى أبعد مدى"، مؤكداً أن "الإنتخابات النيابية لن تكون إلا بقانون جديد".
وشدد الشيخ قاووق على أن "مصلحة إسرائيل اليوم تصب في إشعال الفتنة المذهبية من أجل إضعاف المقاومة"، مشيراً إلى "ارتفاع منسوب التحريض والتوتير المذهبي في الآونة الأخيرة، لأن الذين يحرّضون ويوتّرون فوقهم "خيمة زرقاء"، وعلى قوى 14 آذار وحزب المستقبل أن يرفعوها عنهم لأن الفتنة لا تخدم إلا إسرائيل، ولأن حزب الله مصمم على قطع الطريق أمامها من موقع القوة والحرص على سلامة الوطن وتفويت الفرصة على العدو".
نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة الشيخ نبيل قاووق
واعتبر الشيخ قاووق أن "الكلام عن سبب التوتير المذهبي هو المقاومة غير صحيح، لأن المقاومة أبعد من المذاهب والطوائف والمناطق، وهي مشروع وطنٍ وأمة"، لافتاً إلى أن "في صفوف المقاومة اليوم مقاومين من السنة والشيعة والمسيحيين والدروز صفاً واحداً مع بعضهم البعض وفي خندق واحد، وأن المقاومة، وفي الوقت الذي كان فيه الإعتراض على أنها من مذهب أو طائفة أو منطقة واحدة، كانت تعمل بصدقٍ على أن تفتح أبوابها لكل اللبنانيين، وهي اليوم مشرّعة أمام كل الشرفاء ليشاركوا في الواجب الوطني".
وكشف الشيخ قاووق عن وجود "مئات وآلاف المقاومين من المذاهب المختلفة سيقاتلون إلى جانب حزب الله وحركة أمل في حال حصول أي عدوان إسرائيلي على لبنان"، معتبراً أن "هذا إنجاز للمقاومة التي نجحت في تجسيد تعميم استراتجيتها".
وأضاف الشيخ قاووق "ليس صحيحاً أيضاً أن سبب التوتير المذهبي هو موقفنا من الأزمة السورية التي عمرها سنتين، لأن الخطاب التحريضي والمذهبي كان موجوداً قبل الأزمة في سوريا، ما يدل على أن هناك فريقاً يريد أن يتستر بالمذهب أو الطائفة أو الدين، قد ارتضى لنفسه أن يكون في خندقٍ واحدٍ مع أمريكا من أجل أهدافٍ سياسيةٍ رخيصة".
ولفت الشيخ قاووق إلى "الذين يطالبون بالنأي بالنفس وهم يغطون المسلحين السوريين في لبنان للإنقضاض على سوريا"، مؤكداً "أننا نجسد النأي بالنفس من خلال تأييدنا ودعمنا ومطالبتنا باستقبال النازحين السوريين المدنيين ورفضنا لدعم وتغطية المسلحين السوريين داخل الأراضي اللبنانية"، ومشيراً إلى أنه "لو لم تكن أكثرية السنة في سوريا داعمة للنظام لما كان قد استمر لسنتين في ظل هذه الحرب الدولية التي تشن عليه، وإلى أن المسألة ليست مسألة مذهب يصارع مذهباً آخر، إنما هناك مشروع سياسي يواجه مشروعاً أمريكياً ارتضى البعض أن يسير وراءه".
واعتبر الشيخ قاووق أن "هناك دولاً عربية وإقليمية، ولشدة منسوب الحقد لديها، تقطع الطريق على أي حوار في سوريا وتضخ المال والسلاح والتحريض لتأجيج النار المشتعلة هناك، على الرغم من أنهم اعترفوا بعجزهم عن الحسم الأكثري، بعد أن راهنوا على أسبوعين وشهرين لإسقاط النظام إلا أنه قد مضى سنتين ولم يسقط".
وتساءل الشيخ قاووق، من هو المجرم؟ هل هو من يطالب بوقف إطلاق النار بشكل متزامن والذي نطالب به نحن في حزب الله؟، أم هم الذين يضخون المال والسلاح لتأجيج الفتنة، ويرفضون وقف إطلاق النار ويصرون على إستمرار القتال في حين أننا لم نشهد هذا المستوى من التطرف العربي ضد إسرائيل؟، موضحاً أن أكثر من سبعين بالمئة من ضحايا الأزمة السورية هم من مؤيدي النظام وقد قتلوا بسلاح ممول عربياً، مطالباً الجامعة العربية والدول التي تضخ المال والسلاح أن ينأوا بسلاحهم عن الأزمة السورية.
وأشار الشيخ قاووق إلى أن "العرب قطعوا علاقاتهم مع سوريا ولم يقطعوها بعد مع إسرائيل"، داعياً هذه الدول إلى "إرسال ولو 1 بالمئة من السلاح الذي ترسله إلى سوريا إلى المقاومة الفلسطينية"، معتبراً أن "هذا التطرف يأتي على حساب الشعب السوري وخدمة لإسرائيل التي تجد اليوم الفرصة الإستراتيجية في الأزمة السورية، والتي تسعى لاخراج سوريا من محور المقاومة إما بإسقاط النظام أو من خلال تدمير جيشها".