الجيش السوري يحشد على مشارف الرقة تحضيراً لإسترجاعها
بعد عودة الاتصالات الخليوية والأرضية إلى الرقة بدأت الحقيقة تنجلي تجاه ما تعرضت له المدينة من غزو مسلح من قبل إرهابيين ومجرمين خلال اليومين الماضيين، إذ أكد أكثر من مصدر أهلي لصحيفة "الوطن" السورية أن سكان المدينة فوجئوا بالعدد الهائل للمسلحين الذين دخلوا مدينتهم الآمنة ليعيثوا فيها فساداً ويهددوا حياة المواطنين، في حين قالت المصادر ذاتها أن "لا صحة لما يشاع عن سيطرة المسلحين على كامل الرقة إذ لا تزال هناك معارك ضارية تخوضها وحدات عسكرية وأمنية في عدة نقاط من المدينة وريفها إضافة لمقاومة ضروس يخوضها السكان الرافضون لأي احتلال لمدينتهم".
وأكدت المصادر أن "عدداً كبيراً من المجرمين والمسلحين قتلوا خلال الساعات القليلة الماضية"، موضحة أن من دخل الرقة لم يكونوا "ثواراً" كما يشاع بل المجرمون الذين تم تحريرهم من السجن المركزي برفقة أعداد من ميليشيات ما يسمى كتائب "أحرار الشام" التابعة لتنظيم "القاعدة" يقودهم عناصر من جبهة "النصرة" جميعهم مدججون بالسلاح والعتاد العسكري، وانضم إليهم عدد من المدنيين (أغلبيتهم من صغار السن) الذين كانوا في ضيافة الرقة بعد أن لجؤوا إليها بحثاً عن الأمن والأمان هاربين من المجرمين ذاتهم الذين هددوا حياتهم وحياة ذويهم في قراهم ومدنهم.
وأضافت المصادر للصحيفة، أن "المجرمين احتلوا عدداً من المباني الحكومية المتوضعة في مربع واحد وتم فعلاً أسر المحافظ حسن جلالي وأمين فرع حزب البعث سليمان السليمان في حين تم نهب المكاتب وعدد من المنازل".
من جهة ثانية علمت "الوطن" أن "تعزيزات عسكرية ضخمة وصلت إلى مشارف الرقة وتستعد لدخولها لتحرير المدينة من الغزاة وإعادة بسط الأمن والأمان وسيادة القانون"، وأكد مصدر عسكري أن "أياماً قليلة تفصلنا عن عودة الهدوء إلى المدينة وريفها".
وفي ريف دمشق، واصلت وحدات من الجيش ملاحقتها للمجموعات المسلحة، موقعة في صفوفهم عدداً كبيراً من القتلى والجرحى.
وقالت مصادر أهلية لـ"الوطن" إن أصوات اشتباكات عنيفة سمعت من جهة مخيم اليرموك في الأحياء المجاورة له ما أثر على حركة دخول وخروج القاطنين فيه بشكل ملحوظ حيث كانت أمس أعداد هؤلاء أقل من الأيام السابقة".
وفي المليحة قالت مصادر لـلصحيفة إن "الهدنة ما زالت صامدة وشوهدت أمس ورشات الكهرباء تواصل عملها بعد أن تدمر معظم شبكات التوتر العالي والمتوسط والمنخفض، كما بدأ الأطفال يعودون إلى مدارسهم وباشر الأهالي إصلاح منازلهم التي تدمرت نتيجة المواجهات على خلفية محاولة المسلحين الهجوم على إدارة الدفاع الجوي في المدينة".
وفي جوبر اشتبكت وحدات من الجيش مع إرهابيين قرب الجامع الكبير وأوقعت عدداً من القتلى والمصابين بين صفوفهم ودمرت أحد أوكارهم، حسب وكالة "سانا"، كما "تم تدمير رتل من السيارات لمجموعات إرهابية تابعة لجبهة النصرة في بلدة قارة بمن فيها من الإرهابيين والأسلحة والذخيرة".
وإلى شمال البلاد في حلب، يواصل الجيش عملياته لتطهير المنطقة الواقعة جنوب شرقي المدنية بعد أن بسط سيطرته على بلدات وقرى شرق المدينة وعلى الطريق الدولي الواصل بين السلمية ومطار حلب الدولي.
وتصحيحاً للمعلومات التي سبق أن نشرت أكد مصدر رسمي سوري أن عدد الشهداء الفعلي في معركة مدرسة الشرطة هو 23 شهيداً و7 مفقودين وأن لا صحة لما يتم تداوله من أرقام مخالفة لهذه، وأضاف المصدر أن عدداً كبيراً من العناصر انسحبوا قبل اقتحام المدرسة في حين لم يتمكن العناصر الذين استشهدوا من الانسحاب وهم يدافعون ببسالة عن مدرستهم.