شيع جثمان القيادي اليساري المعارض، والامين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين التونسي "شكري بلعيد"، الجمعة، من أمام دار الثقافة في "جبل الجلود" باتجاه مقبرة الجلاز في تونس العاصمة وسط حضور شعبي لافت ردد شعارات تطالب بـ"تحقيق العدالة والقصاص" ممن نفذوا عملية اغتيال بلعيد الأربعاء الماضي أمام منزله في تونس.
وكان بارزاً حضور وفد ضخم من المحامين والقضاة وهم يرتدون زي السلك القضائي، بجانب حشود المواطنين، وتم إخراج نعش الراحل محمولاً على الأكتاف، وحمل المشاركون الأعلام الوطنية وشعارات الجبهة الشعبية وحزب الوطنيين الديمقراطيين، كما شارك في مسيرة التشييع ممثلو الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية وممثلي البعثات الدبلوماسية في تونس، وقد أمنَّت وحدات من الجيش الوطني ومروحيات تابعة له مسيرة التشييع.
بموازاة ذلك، أطلق عناصر الشرطة التونسية القنابل الدخانية، الجمعة، في محاولة لتفريق عشرات المحتجين الغاضبين الذين هاجموا بالحجارة عناصر الامن ومقر مديرية الامن في مركز ولاية قفصة جنوب غرب البلاد، وخلال مهاجمتهم مقر المديرية ردد الشبان شعار "شادين (متمسكون) شادين..في سراح الموقوفين" في اشارة الى مطلب باطلاق سراح شبان اعتقلوا في وقت سابق خلال اعمال عنف شهدتها المدينة، وتظاهر أكثر من ألف شخص، الجمعة في المدينة نفسها وجابوا الشوارع الرئيسية للمدينة مرددين شعارات معادية للحكومة، في وقت انتشرت تعزيزات أمنية كبيرة من قوات الجيش في المدينة تحسبا من تحول الاحتجاجات إلى اعمال عنف.
وأصيب 20 شرطياً بجروح "متفاوتة الخطورة" خلال مواجهات، فجر الجمعة، مع متظاهرين في معتمديات قليبية ومنزل تميم وقربة من ولاية نابل شمال شرق البلاد، فيما اعتقلت قوات الأمن التونسية 30 شخصا "أغلبهم مراهقون" تورطوا في أعمال عنف، كما أكدت وكالة تونس للانباء التي أضافت نقلاً عن مصادر أمنية أن "المتظاهرين احرقوا في قليبية مركزاً للشرطة واتلفوا محتويات مقر حركة "النهضة" واقتحموا مطعماً في أحد الفنادق"، وأشارت إلى أن "المشاغبين" اقتحموا مقر حركة النهضة في منزل تميم وبعثروا محتواياته واحرقوا جزءا منها و"حاولوا سرقة بعض المتاجر والمستودع البلدي" وحاولوا مهاجمة مقر حركة النهضة وسرقة محلات تجارية في منزل تميم وقربة.
وألغيت كافة الرحلات المتوجهة إلى مطار تونس الدولي، الجمعة، بسبب الاضراب العام الذي دعا اليه الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) في يوم تشييع بلعيد، وأعلن مسؤول في مصلحة الاعلام في مطار "تونس-قرطاج" الدولي عن "إلغاء كل الرحلات الجوية من والى تونس كامل يوم الجمعة"، وأضاف المسؤول أن "الالغاء يشمل ايضا حركة النقل الجوي داخل تونس (بين المطارات التونسية)"، وأوضح أنه "بسبب الاضراب العام لن يكون بالامكان مساعدة الطائرات على الاقلاع أو الهبوط في المطارات التونسية".