شن قائد لواء 91 في جيش العدو الكولونيل غال هيرش الذي استقال في أعقاب تحميله جزءا من مسؤولية الفشل في العدوان على لبنان تموز 2006 ،شن هجوما عنيفا على قادة الجيش وعلى رئيس الأركان السابق لجيش العدو دان حالوتس.
وقال هيرش في أول تصريح علني له منذ استقالته، إن القادة العسكريين الكبار استتروا خلف الجنود الميدانيين، تخلوا عنهم ولم يتحملوا مسؤولية الفشل في الحرب. واعتبر هيرش أن السياسة سيطرت بشكل خطير على أجزاء من الجيش وأن الحرب لم يتم التحقيق فيها كما يجب، مما قد يؤدي إلى "تكرار الإخفاقات في الحروب المقبلة".
وكان هيرش مسؤولا عن المنطقة الحدودية مع لبنان أثناء العملية التي أسر فيها حزب الله جنديين لجيش العدو ، وأعلن استقالته من الجيش في أعقاب تقرير طاقم التحقيق برئاسة الجنرال دورون ألموغ، الذي حمله مسؤولية وقوع ونتائج عملية الأسر وأوصى الطاقم بعدم تعيينه في المستقبل في مناصب قيادية.
وقال هيرش في خطاب ألقاه يوم أمس في"كفار سابا" بمناسبة صدور كتاب "نيران على قواتنا" للصحفي "عمير ربابورت" من صحيفة معريف، إن الحرب عكست فشلا على مستوى الأخلاق والقيم لدى القيادة العسكرية التي تغلغلت فيها "قيم مركز حزب سيئ"، واعترف هيرش بأن أخطاء ارتكبت في إدارة الحرب، إلا أنه يرى أن الظاهرة المقلقة هي تصرفات الجنرالات التي "عكست انفعالية وهستيريا وموجة قذف وتشهير وقذارة"، وأضاف: تعرض القادة الميدانيون للقذف والتشهير، وأهينوا، وتم التخلي عنهم، ليس بسبب أعمال مشينة قاموا بها أو بسبب الإهمال بل لأنهم "قاموا بواجبهم في الحرب في خدمة الدولة".
وانتقد مقولة رئيس الأركان السابق دان حالوتس " لست بحاجة لأن أكون نعجة حتى أصبح راعيا"، وقال كي ترعى القطيع ينبغي أن تكون بسيطا. وأضاف: "كنا شهودا على التنصل من المسؤولية مع استخدام نظريات علاقات عامة، لم يكن من يشهر بنا في بنت جبيل ومارون الراس بل كان في تل أبيب".
وعن التحقيق في عملية الأسر قال هيرش أنه كان مشوها ودون اتجاه، وكان يهدف إلى تحميل المسؤولية وتجاهل الفشل الاستخباري الخطير- في التغاضي عن الإشارات التي تراكمت في الاستخبارات العسكرية قبل الاختطاف- التي تعتبر من الأسباب الرئيسية للفشل.