"حزب الله و"التيار الوطني": العلاقة المشتركة متينة ولا شيء يمكنه زعزعة التفاهم بين الطرفين
علي مطر - عبد الناصر فقيه
شكل التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر علامة فارقة في تاريخ السياسة اللبنانية، فقد أرسى التقاء الفريقين على وثيقة مشتركة، منطلقاً لانتعاش الآمال في تحقيق سلم أهلي موضوعي مبنيى على أسس ثابتة وواضحة، انتجت مع مرور السنوات مدماكاً منيعاً خفف من التوترات الناجمة عن الخطاب الطائفي والمذهبي الذي أطلقه حلفاء الولايات المتحدة والدول الغربية مرات عدة في لبنان.
وأحدثت وثيقة التفاهم صدمة إيجابية على صعيد الحياة السياسية المحلية، نظراً لرمزيتها المكانية والتاريخية، فقد جرى التوقيع على الوثيقة واللقاء بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس التيار الوطني الحر النائب العماد ميشال عون في صالون كنيسة مار مخايل في محلة الشياح (على خط التماس القديم) حيث جرت أعنف الاشتباكات خلال الحرب الأهلية (1975-1990)، وفي التاريخ، فإن السادس من شباط/فبراير من العام 2006 (تاريخ اللقاء والتوقيع)، أعقب يوماً متوتراً جرى في محلة الأشرفية (شرق بيروت)، عندما اقتحمت مجموعات "سلفية" بغطاء من قوى الرابع عشر من آذار المنطقة وعاثت فيها تخريباً وفساداً.
ومع مرور السنوات تطور التفاهم ليصبح مع علاقة صلبة بين الحزب والتيار، في الوقت الذي شهد حملات تشويه ممنهج، قل نظيرها، وقد بقي رهان الخصوم قائماً، حتى الآن، على انفراط عقد التفاهم أو انفكاك عرى التعاون بين فريقي التفاهم، غير أن الرياح جرت بما لا تشتهي سفن الآذاريين فقد تأطر التفاهم، إلى مستوى تحلقت حوله أكثرية أنتجت حكومة لم يصدق، من زعموا وراثتها، أنها ستبصر النور من دونهم.
غاريوس: العلاقة مهمة ومتينة ومستمرة بين التيار الوطني الحر وحزب الله
عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ناجي غاريوس أكد أن "العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر مهمة ومتينة وثابتة ومستمرة، ولا يمكن لأحد أن يزعزعها، لأنها تحولت من القيادات نحو المجتمع" المشترك للطرفين، وفي حديث خاص لموقع "العهد" الإخباري، أشار غاريوس إلى أن "العلامة المهمة في هذا التفاهم، أنه مبني على أسس تنظيمية صحيحة، ويسعى لبناء دولة، والبرهان على ذلك هو أن لبنان مر بخضات أمنية وسياسية داخلية وأحداث محيطة كبيرة جداً بالإضافة إلى حصول خلافات بين اللبنانيين، ومع كل ذلك فقد صمد هذا التفاهم، لأن تطبيقه يحصل على مراحل".
وشدد غاريوس على أن "التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله، ليس تفاهماً ظرفياً إنما يؤسس لمراحل، وقد طلبنا من الأفرقاء الإنضمام لهذا التفاهم، لكي يصبح وثيقة وطنية جامعة، خصوصاً ان التفاهم حصل بين رجلين حكيمين، ولم نسمع أحداً، في السابق، قال لفريق لبناني تفضل لنبني دولة صحيحة"، ولفت إلى أن "حوادث كثيرة حصلت بين المسلمين وبين المسلمين والمسيحيين، وكل هذه الأحداث لم توصل إلى فتنة وحادثة عرسال برهان على ذلك، لأن من قام بالتفاهم يعرف أن البلد سيمر بخضات كبيرة"، وجزم غاريوس بأن "من سعى لفصل فريقي التفاهم، لم ولن ينجح بذلك، لأن التفاهم وصل إلى المجتمع والقاعدة الشعبية".
الساحلي: لا شيء يمكنه زعزعة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله
عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نوار الساحلي نبَّه إلى "أهمية تفاهم حزب الله والتيار الوطني الحر كتفاهم تاريخي"، وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري، اعتبر الساحلي أن "هذا اليوم هو يوم تاريخي للبنان واللبنانيين، لأن تاريخ 6 شباط 2006 هو اليوم الذي دفن فيه الخلاف الطائفي في لبنان، البلد الذي كان يعد أرضاً خصبةً للخلاف الإسلامي المسيحي"، وأوضح أن دفن الخلاف الطائفي "تجلى بدخول سيد معمم (الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله) إلى كنيسة ليلتقي بزعيم مسيحي وطني (رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون)، ليتفقا على مذكرة تفاهم اعتبرت وثيقة للإتفاق والتلاقي بين اللبنانيين على الأطر الأساسية للحفاظ على الوطن".
وأكد الساحلي أن "هذا الإتفاق قوي ومتين، ومع هذا التفاهم حصل نوع من التعارف بين مختلف أطياف الشعب اللبناني، فاكتشف الكثيرين منهم أن لديهم قواسم مشتركة هائلة"، واستدرك بالقول إن "البعض كان لا يريد للبنانيين أن يلتقوا، وكانت بعض القوى تخيف المسيحيين من الأخرين، فأتى التفاهم ليزيل الهواجس والمخاوف"، ولفت إلى "تجربة حرب تموز التي كانت أول تجربة لهذا التفاهم، حيث إحتضن جمهور التيار الوطني الحر النازحين، وأعلن عن دعمه للمقاومة، ليصبح أحد أركانها"، وأضاف أن "هذا التفاهم يؤكد وقوف حزب الله مع التيار الوطني الحر في وجوب الوصول إلى قانون إنتخابي يسمح بالمناصفة ويقبل به المسيحيون"، وطمأن الساحلي إلى أن "لا شيء يمكنه زعزعة هذا التفاهم، لأنه وصل إلى الشعب والمجتمع"، وأشار إلى أن "الكثير من المسيحيين أصبحوا يتكلمون بفخر عن دعم المقاومة، وأن هذه المقاومة هي التي حفظت وحدة لبنان، والتي تردع العدو عن القيام بأية مغامرة ضد الوطن".