المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

استهداف السفارة الاميركية فى أنقرة.. رسالة الى من؟


أنقرة - حسن الطهراوي

التفجير حمل رسالة لأميركا واخرى لتركيا المتهمة بتنفيذ أجندات غربية تهدف لتقسيم دول المنطقة

اهتز مبنى السفارة الامريكية فى العاصمة التركية أنقرة على وقع تفجير مدوٍّ نفذه انتحاري استطاع تجاوز الاجراءات الأمنية المشددة المفروضة في محيط السفارة والدخول الى البوابة الثانية داخل المبنى موقعاً قتيلين وعددا من الجرحى.

سلطات الامن التركية أعلنت أن منفذ العملية شاب تركى يدعى "اجاويد شانلى" ينتمى الى منظمة "الجبهة الثورية الشعبية" وهي منظمة يسارية محظورة فى تركيا وتوصف بـ"المتطرفة".

والمعروف عن هذه المنظمة معارضتها الشديدة للسياسات الامريكية في المنطقة ودعمها الشديد لنضال الشعب الفلسطينى والشعوب الاخرى وهي تقف الى جانب سوريا والشعب السوري وتتهم الحكومة التركية بالمشاركة في الحرب على سوريا.


وكانت سلطات الامن التركية قد قامت بحملة مداهمات واعتقالات واسعة الشهر الماضى طالت عشرات الناشطين السياسين والمحامين بتمهة العلاقة مع منظمة "الجبهة الثورية الشعبية"، وهو ما دفع البعض للحديث عن عمل انتقامي قامت به المنظمة نتيجة ما تعرض له أنصارها والمقربين منها من حملات اعتقال وإغلاق محلات ومؤسسات قالت السلطات إنها على علاقة بالمنظمة المحظورة.

وبكل الأحوال فإن عملية استهداف السفارة الامريكية في أنقرة وحدوث الانفجار داخل المبنى أظهر اختراقاً أمنياً، فمبنى السفارة الذى يقع وسط العاصمة أنقرة محاط بحواجز ونقاط أمنية تمتد في كل الشوارع المحيطة بالمبنى ولا يسمح لأحد بالاقتراب الى بوابة السفارة الخارجية الا بعد تفتيش دقيق.
أما سياسياً، فلا يمكن قراءة العملية بعيداً عن التطورات والاحداث التى تشهدها المنطقة وتحديداً سوريا والدور الذى تلعبه واشنطن وأنقرة، حيث يحملهما البعض في تركيا خاصة المنظمات اليسارية مسؤولية استمرار وتفاقم الازمة فى سوريا وإغلاق الأبواب أمام أي حل سياسي يوقف نزيف الدم السوري وهذا ما يدفع الى القول إن عملية التفجير حملت رسالة مزدوجة. في جانبها الأول للولايات المتحدة الامريكية التى تضعها المنظمات اليسارية التركية على رأس قائمة أعداء الشعوب، أما جانبها الآخر فهو للحكومة التركية المتهمة بتنفيذ أجندات أمريكية وغربية تهدف لتقسيم دول المنطقة وإعادة رسم حدودها من خلال مشروع الشرق الاوسط الكبير.  
 
يشار الى أن عملية تفجير مبنى السفارة الاميركية في أنقرة تزامن مع حراك سياسي ومظاهرات شعبية حاشدة تشهدها تركيا منذ فترة احتجاجاً على سياسة حكومة رجب طيب اردوغان وتدخلها في الشأن السوري عبر تقديم كل أشكال الدعم للمجموعات المعارضة السورية المسلحة ونصب حلف "الناتو" صواريخ "باتريوت" فى المدن التركية القريبة من الحدود مع سوريا، وهو ما اعتبرته بعض أحزاب المعارضة التركية والمنظمات اليسارية دخولاً لتركيا فى مخططات الادارة الامريكية وحلف "الناتو" التي تستهدف سوريا وكانت حذرت من نتائج هذه السياسة وتداعياتها السلبية على الاوضاع في تركيا.
02-شباط-2013
استبيان