توالت الإدانات الدولية والعربية للعدوان الإسرائيلي على مركز بحث علمي في سورية، بإعتبار أنه يشكّل عدواناً سافراً وانتهاكاً صريحاً وغير مقبول لميثاق الأمم المتحدة.
فقد أبدت روسيا قلقها الشديد حيال قيام طائرات إسرائيلية باختراق المجال الجوي السوري وقصف أحد مراكز البحث العلمي في سورية مؤكدة أن ذلك يعد انتهاكا غير مقبول لميثاق الأمم المتحدة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها إن "موسكو تلقت بقلق عميق أنباء حدوث غارة جوية إسرائيلية على مواقع في سورية قرب دمشق"، مضيفة إنه "في حال صحة هذه المعلومات فإننا سنكون أمام هجمات غير مبررة على أراضي دولة ذات سيادة ما يعد انتهاكا فظا لميثاق الأمم المتحدة مهما كانت المبررات".
وأكدت موسكو اتخاذها إجراءات سريعة لتوضيح الوضع بجميع تفاصيله، داعية مجدداً إلى "وقف أي شكل من اشكال العنف في سورية وعدم التدخل الخارجي وبدء الحوار الوطني السوري على اساس اتفاق جنيف".
وفي سياق متصل، قال الكسندر لوكاشيفتش، المتحدث باسم الخارجية الروسية ان بعض المبادرات الروسية حول سورية تلقى معارضة قاسية من قبل الغرب وخاصة امريكا.
وأعرب لوكاشيفتش في مؤتمر صحفي عن اسفه لأن الشركاء الامريكيين فسروا، عبر تصريحات اطلقوها لمرات عدة، وبشكل منحاز الموقف الروسي حيال سورية، مشيرا الى أن هذا الأمر يخص تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية التي لا يمكن وصفها سوى محاولة لقلب كل شيء رأسا على عقب.
وتابع لوكاشيفتش ان الجانب الروسي بالذات وبعد الاتفاق على اعلان جنيف يوم 30 يونيو/حزيران الماضي قدم مبادرة لتبني الوثيقة في مجلس الامن بحسب ما تم الاتفاق عليه بالاجماع، موضحا انه "لبحث هذا القرار عرضنا لقاء "مجموعة العمل" في نيويورك على مستوى الممثلين الدائمين، منطلقين من ان هذه الخطوة ستعطي دفعة لعمل اللاعبين الخارجيين مع السلطات السورية والمعارضة لاطلاق الحوار السياسي بهدف تشكيل هيئات سلطوية انتقالية، كما جاء في اعلان جنيف".
واضاف المسؤول الروسي ان "العرضين الروسيين اصطدما بمعارضة شديدة من قبل الشركاء الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة، ومن هذا المنطق يظهر سؤال من يضع العصا في عجلة التحرك للأمام لتطبيق خطة جنيف، والجواب واضح".
واكد لوكاشيفتش ان موسكو واثقة من أن الوقت الحالي بحاجة ماسة الى خطوات جماعية سريعة باتجاه وقف العنف والدم في سورية والبحث عن حل وسط يسمح لجميع الاطراف المتنازعة الجلوس الى طاولة الحوار.
واعرب لوكاشيفتش عن امله في ان يحظى هذا العمل، الذي يشكل المبعوث الأممي إلى سورية الاخضر الابراهيمي الدور الرئيسي فيه، مؤكداً أن بلاده مستعدة لتقديم الدعم له، داعيا جميع الشركاء الى القيام بذلك ايضا ومن بينهم واشنطن.
وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور: اعتداء مدان يستدعي من العرب موقفا حازما لمواجهته بكل الوسائل الشرعية
من جهته، دان وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عدنان منصور بقوة العدوان الإسرائيلي على أحد مراكز البحث العلمي في سورية والواقع في منطقة جمرايا بريف دمشق مشيرا إلى أنه يشكل عدوانا سافرا.
وقال منصور في تصريح اليوم "إن هذا العدوان يؤكد مرة أخرى حقيقة المسلك الإسرائيلي الإرهابي منذ عام 1948 وحتى اليوم وما يشكله من تهديد دائم للسلام والأمن العربي " و"هو يستدعي منا كعرب أن يكون لنا موقف حازم لمواجهته بكل الوسائل الشرعية".
وفي هذا الصدد شدد منصور على أن سلام الأمر الواقع الذي تريد إسرائيل فرضه لن يجد طريقه إلى المنطقة ولن يوفر لها الأمان والسلام الذي تسعى إليه.
الجامعة العربية: انتهاك يخالف ميثاق الأمم المتحدة وخرق للاتفاقيات والمواثيق الدولية
كما أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية خرق العدو الإسرائيلي للمجال الجوي السوري أمس وقصفه بالطائرات مركزاً علمياً في منطقة جمرايا بريف دمشق والذي أسفر عن استشهاد وجرح عدد من المواطنين السوريين وإحداث تدمير كبير طاول المنشأة وملحقاتها واصفة إياه بأنه " عدوان غاشم ".
ونددت الأمانة العامة في بيان صحفي اليوم بهذا العدوان الإسرائيلي السافر واعتبرته انتهاكاً فاضحاً لأراضي دولة عربية ولسيادتها ومخالفا لميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي وخرقاً للاتفاقيات والمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وطالبت الأمانة في بيانها المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته ووضع حد لتمادي " إسرائيل " في اعتداءاتها على الدول العربية مؤكدة أن صمت المجتمع الدولي عن قصف " اسرائيل " لمواقع سورية في الماضي شجعها على المضي في العدوان الجديد مستغلةً الأوضاع فيها للإقدام على هذا العمل الإجرامي.
كما أكدت الأمانة العامة ضرورة تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة لنتائج عدوانها وحق سورية في الدفاع عن أرضها وسيادتها و" المطالبة بالتعويضات الكاملة الناجمة عن الخسائر المادية والبشرية " التي تسبب فيها هذا العدوان.
حزب الله: يكشف وبشكلٍ سافر خلفيات ما يجري في سورية منذ سنتين
بدوره أدان حزب الله العدوان الإسرائيلي الغاشم على الأراضي السورية وأكد أن هذا العدوان يأتي انسجاما مع روح العدوان والإجرام المتأصلة لدى الكيان الصهيوني وتطبيقا لسياساته الهادفة لمحاولة منع أي قوة عربية أو إسلامية من تعزيز وتطوير قدراتها وإمكاناتها العسكرية والتكنولوجية.
وقال في بيان صادر عن العلاقات الإعلامية في حزب الله إن "الحزب إذ يدين بشدة هذا العدوان الصهيوني الجديد على سورية فإنه يرى أن هذا الاعتداء يكشف وبشكلٍ سافر خلفيات ما يجري في سورية منذ سنتين وأبعاده الإجرامية الهادفة إلى تدمير سورية وجيشها وإسقاط دورها المحوري في خط المقاومة تمريرا لفصول المؤامرة الكبرى ضدها وضد شعوبنا العربية والإسلامية".
وشدد الحزب في بيانه على أن ما جرى في سورية بالأمس من اعتداءٍ إسرائيليٍ وحشي يستدعي أوسع وأقوى حملة شجب وإدانة من المجتمع الدولي وكل الدول العربية والإسلامية " ولكن وكما عودنا هذا المجتمع دائما فإنه غالبا ما يبتلع لسانه ويصمت عن توجيه أي إدانة أو اتخاذ أي موقف جدي ذي قيمة عندما تكون إسرائيل هي المعتدية ولا نحسب أن ما سيصدر عنه سيشذ عن هذه القاعدة التي اعتادتها شعوبنا إلى حد الاشمئزاز والملل ".
وأعرب البيان عن تضامن حزب الله الكامل مع سورية قيادة وجيشا وشعبا مؤكدا ضرورة أن يعي البعض خطورة الاستهداف ضد سورية ويجعل من هذا العدوان مناسبة لمراجعة مواقفه واعتماد الحوار السياسي أساسا وحيدا للحل حقنا لدماء السوريين وحفظا لسورية وصونا لدورها وموقعها في مواجهة الأعداء.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة: عدوان مباشر على كل أطراف المقاومة ومساس بسيادة الأمة
من جهتها أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة أن العدوان الصهيوني على سورية "عدوان مباشر على كل أطراف المقاومة ومساس بسيادة الأمة كلها" وأن إدانة ومقاومة هذا العدوان "واجب وطني وقومي ومسؤولية كل عربي ومسلم حر شريف".
ورأت الجبهة في بيان تلقت سانا نسخة منه اليوم أن إغارة طائرات العدو الصهيوني على مركز البحوث العلمية في جمرايا تأتي في إطار العدوان الدولي ضد سورية منذ ما يقارب العامين والذي يشكل الكيان الصهيوني رأس حربته وقاعدته الأساسية.
واعتبرت الجبهة أنه وبعد تهاوي وفشل أدوات الموساد الصهيوني على الأرض وانحسار تأثيرها في أكثر من منطقة هامة لجأ العدو الصهيوني إلى "الدخول المباشر على الأرض لرفع معنويات مرتزقته في محاولة يائسة وفاشلة لتغيير بعض المعطيات العسكرية والسياسية".
وأكد البيان أن العدوان الصهيوني المباشر على أمن وسيادة سورية يؤكد الحقيقة التي حاول كثيرون تجاهلها والقفز عنها وهي أن المؤامرة التي تتعرض لها سورية تحت ذريعة الإصلاح لم تكن سوى يافطة لتمرير العدوان الصهيوني بغاية الانقضاض على دورها الوطني والقومي وضرب مناخ وعوامل الإصلاح وإجهاض الخطوات الإصلاحية التي تحققت حتى الآن.
وبينت الجبهة أن "المسؤولية الوطنية والقومية والإسلامية تقتضي على كل عربي ومسلم حر شريف الالتفاف حول سورية وقيادتها وجيشها دفاعا عن سورية" في مواجهة العدوان الصهيوني المباشر الذي يحاول النفاذ إلى قلب القلعة المقاومة عبر تسعير المعركة من خلال أعداء الداخل مؤكدة أنه من أبسط قواعد الموقف الأخلاقي والسياسي المبادرة إلى إدانة العدوان الصهيوني ومناصرة سورية بكل الأشكال التي أكدت أنها وفي أصعب ظروف المعركة ستظل وفية لقضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.