المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

الشهيد المحرر أشرف أبو ذريع ...ضحية جديدة للإهمال الطبي في سجون الاحتلال


منذ اليوم الأول للإفراج عنه من سجون الاحتلال، كانت فرحة العائلة به ناقصة. كان أفراد العائلة يعلمون بما حمله معه من أوجاع وأمراض من سجون الاحتلال بعد سنوات قضاها مريضاً في سجن الرملة العسكري، إلا أن أحداً لم يفكر أن أيامه بينهم ستكون معدودة وأن المرض نال من جسده الضعيف الى هذا الحد.


الشهيد، الأسير المحرر، أشرف أبو ذريع من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، أعتقل في العام 2006 و حكم عليه بالسجن لسته أعوام بتهمة مقاومة الاحتلال الصهيوني، رغم أنه مقعد و يتنقل على كرسي متحرك، ومنذ ذلك الحين و حتى الإفراج عنه أحتجزته سلطات الاحتلال في سجن الرملة دون علاج أو رعاية صحية، كما يقول والده.

ويتابع الوالد "اعتقل أشرف رغم مرضه و عجزه عن الحركة، و كان يوماً لا يُنسى في 15-5-2006 حيث حاصرت قوات الاحتلال الصهيوني منزلنا بقوات ضخمة و اقتحم الجنود المدججين بالسلاح المنزل بشكل همجي، و لم نصدق أن كل هذه القوات حضرت لإعتقاله و هو المقعد على كرسيه المتحرك منذ ولادته".

مرض بلا علاج...


ويعاني أشرف، 27 عاماً، منذ طفولته من مرض "ضمور في العضلات"، أقعده على الكرسي المتحرك، و كان يحتاج إلى جلسات علاج طبيعي دائم، و هو ما لم توفره سلطات الاحتلال له، حيث امتنعت إدارة السجن طوال فترة اعتقاله من تقديم أي نوع من العلاج له، و حرمته من جلسات العلاج الطبيعي، مما أدى إلى تفاقم وضعه الصحي بشكل خطير.

في هذا الإطار، يؤكد والد الشهيد أنه "رغم مناشدات العائلة و طلبات المحاميين، و كذلك المؤسسات الدولية التي تدخلت مع إدارة السجون للضغط عليها لتقديم العلاج لأشرف، إلا أن سلطات الاحتلال رفضت كل هذه المحاولات، حتى أنها رفضت إدخال طبيب العلاج الطبيعي من قبلنا وعلى نفقة العائلة، و كانت تكتفي بالمسكنات التي تعطى له".



و بحسب الوالد فقد تقدّم أشرف بشكوى الى المحكمة الصهيونية العليا ضد إدارة السجن لعدم تقديمها العلاج اللازم له، إلا أن المحكمة رفضت أيضاً دعوته وردت القضية الى تقدير إدارة مستشفى الرملة، و الذي لم يقدم شيئاً له.

وقال والد أشرف إنه و خلال زيارته لأشرف كان يحدثه بإستمرار عن الآلام التي رافقته طوال فترة سجنه، و كيف أن الرد الوحيد لإدارة المستشفى كان "حبة المسكن".

عودة مؤقته

وفي منتصف تشرين ثاني الفائت، كان موعد الإفراج عن أشرف بعد قضاءه كل محكوميته، والبالغة 6 سنوات و نصف، إلا أن فرحة عائلته به لم تكتمل، فمنذ اليوم الأول و هو يتلقى العلاج في مستشفيات الخليل، لكن العائلة لم تعتقد أن الأمر سيصل حد الموت.

وبعد 50 يوماً على الإفراج عنه، تدهورت صحته بالكامل، و خاصة بعد منعه من قبل سلطات الاحتلال من السفر للعلاج في الخارج، فدخل في غيبوبه كاملة حتى أعلن عن استشهاده يوم الإثنين الفائت.

و إستشهاد أبو ذريع، كما يقول مسؤول نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، هو دليل على سياسية الاحتلال الصهيوني الرامية إلى قتل الأسرى و تصفيتهم في السجون. وذلك من خلال رفض تقديم العلاج اللازم لهم أو السماح لذويهم بمعالجتهم.

20 أسيراً يعانون من المرض في الرملة


و قال فارس إن هناك أكثر من مئتي حالة مرضية مزمنة من بين المئات من المرضى المصابين بأمراض متعددة، لافتاً إلى أن طبيعة الأمراض تتفاوت بين السرطان، والسكري، وأمراض باطنية، وأمراض العظام.

و بحسب فارس، فقد تفاقمت أوضاع الأسرى بعد أن صعدت إدارة السجون من هجمتها ضد الأسرى المرضى من خلال إتباع سلسلة من الإجراءات بحقهم أبرزها سياسة الإهمال الطبي الرامية لإذلالهم وإخضاعهم.

و قال فارس إن "عيادة" سجن الرملة التي يمكث فيها ما يقارب الـ20 أسيراً بشكل دائم ومتنقل من الأسرى المرضى، ومن بينهم 6 أسرى مقعدين، هو دليل واضح على تلك الإجراءات التعسفية، وقد تعمدت إدارة السجون عدم تسلم بعض ملفات الأسرى المرضى الكاملة.

أسرى شهداء ...

و بحسب إحصائية مركز الحريات و الحقوق المدنية فإن عدد الأسرى الذين استشهدوا في سجون الإحتلال أو عقب الإفراج عنهم وصل الى 203 أسير، في حين أدت سياسية الإهمال الطبي المتعمد إلى وفاه 59 أسيرا.

و طالب مركز الحريات في بيان له، بتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية للتحقيق في ظروف استشهاد الأسير أبو ذريع، من قبله الأسير زهير لبادة، وكل الأسرى، و تشكيل لجنة طبية لزيارة مستشفى سجن الرملة، و الاطلاع على أوضاع الأسرى هناك.
24-كانون الثاني-2013
استبيان